منتقدو العولمة يحتجون على مداهمات الشرطة قبل قمة الثمانية بألمانيا
١٠ مايو ٢٠٠٧
شهد عدد كبير من المدن الألمانية ليلة أمس مظاهرات حاشدة، شارك فيها الآلاف احتجاجاً على مداهمات الشرطة لمنازل وأماكن تجمع معارضي قمة الثمانية والعولمة. وقد جاءت هذه الحملات التفتيشية في إطار الإجراءات الأمنية المشددة التي تتخذها ألمانيا استعداداً لاستضافة القمة في مدينة هايلجيندام خلال الفترة من السادس إلى الثامن من شهر يونيو/حزيران المقبل.
وتعبيرا عن رفض حملات التفتيش هذه جرت مظاهرات في ست ولايات شمالي ألمانيا، حيث شهدت برلين مظاهرة حاشدة شارك فيها حوالي ثلاثة آلاف شخص وتفرق المتظاهرون بعضها بطريقة سلمية. في حين تطور الأمر في هامبورج، حيث اندلعت اشتباكات بين رجال الشرطة والمتظاهرين، أدت إلى إصابة أربعة أشخاص واعتقال ثمانية آخرين. وكانت الشرطة قد فتشت مبنى "روته فلورا" في هامبورج، وهو المقر الرئيس لإحدى الجماعات اليسارية، حيث تجمع على إثر ذلك نحو ألفي متظاهر خارج المقر. وبعد أن بدأت المظاهرات بشكل سلمي، تطور الأمر عند بدء المتظاهرين بإلقاء الزجاجات ومواد أخرى على الشرطة والمارة. وعلى إثر ذلك قام أفراد الشرطة الذين يقدر عددهم بألف رجل باستخدام خراطيم المياه لفض المتظاهرين وثنيهم عن أعمال تخريب الممتلكات العامة ولكن ما لبث أن عاد الهدوء بعد نحو ساعتين إلى المنطقة.
انتقادات حزبية لحملات التفتيش
وكان الادعاء العام في كارلسروه قد ذكر أن هناك اشتباها بتكوين "جماعة إرهابية" بغرض تنفيذ عمليات إحراق وأعمال عنف أخرى من أجل عرقلة القمة والحيلولة دون التقاء دول المجموعة وهي ألمانيا وبريطانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا واليابان والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا. وعلى إثر هذا الاشتباه، قام نحو 900 من رجال الشرطة والأجهزة الأمنية بتفتيش نحو 40 مقراً وشقة سكنية بحثاً عن مستندات حول نشاط هؤلاء الأفراد.
ولكن هذه الحملات التفتيشية من قبل الشرطة قوبلت برفض الكثيرين، فانتقدتها رئيسة حزب الخضر كلاوديا روت، كما انتقدتها منظمة الشباب التابعة للحزب الاشتراكي المسيحي والمعروفة باسم "يوزوس". أما حزب اليسار الألماني فقد اتهم الحكومة الألمانية بخلق "مناخ تصعيدي" غير مبرر. ومن جهتها، رأت منظمة "أتاك" المناهضة للعولمة في هذه الحملات محاولة لتشويه صورة كل المعارضين لقمة الثمانية، وإن كانت مقرات المنظمة لم تتعرض لأي تفتيش حسب ما أعلن مسؤلو المنظمة.
تشديد الإجراءات الأمنية استعداداً للقمة
وكان وزير الداخلية الألماني، فولفجانج شويبله، في وقت سابق قد أعلن عن تشديد الإجراءات الأمنية التي يجري الإعداد لها لتأمين قمة مجموعة الثمانية، فقد أعلنت وزارة الداخلية عن إعادة عمليات التفتيش على الحدود الداخلية بين الدول المشتركة في اتفاقية "شنجن"، والتي كانت قد ألغيت منذ عام 1995. ووفقاً للإجراءات الأمنية الجديدة ستجرى عمليات تفتيش على نقاط الحدود الأرضية والبحرية والمطارات أثناء القمة وذلك لمنع دخول بعض مثيري الشغب والعنف من مناهضي العولمة.