مهرجان كان يستعيد عافيته ويستعد لاستقبال عشرات النجوم
صحيح أن يومية "نيويورك تايمز" الأمريكية لم تكن مُحقة عندما انهالت قبل سنتين بالشتائم على "كان"، واصفة مهرجان المهرجانات أنه "أسوأ مهرجان سينمائي"، ولكن غياب النجوم في السنوات القليلة الماضية عن الكروسيت وصبغه بصبغة سياسية على أثر حصول فيلم المخرج الأمريكي مايكل مور "فاهرينهايت 11/9" العام الماضي على السعفة الذهبية سلب المدينة الفرنسية الجنوبية "كان" وعيدها السينمائي رونقها وجاذبيتها في هذا الوقت من العام الذي يشهد تقليديا انطلاق فعاليات أشهر مهرجان سينمائي في العالم. وعلى ما يبدو أن الصحيفة واسعة الإطلاع تناست أن "كان" هو أشهر وأكبر مهرجان سينمائي في العالم، وذلك رغم بدء مدن أوروبية أخرى مثل برلين والبندقية بـ"تعكير صفوته" ومنافسته على فرادته وتميزه.
نجوم بالجملة
وبالفعل استبق رئيس المهرجان جيل ياكوب افتتاح الدورة الثامنة والخمسين مساء اليوم بتقديم الوعود بحضور نجوم سينمائيين هولووديين وغير هولووديين مثل وودي آلن ودافيد كروننبرغ والصربي أمير كوستوريتسا والدنماركي لارس فون ترير والألماني فيم فاندرز. وحسب ياكوب فإن دورة هذا العام لن تقتصر على حضور النجوم من كل حدب وصوب، بل أنه وعد أيضا بتقديم "بضاعة ممتازة" ومن الولايات المتحدة كذلك والتركيز على محورين: ضرورة الالتقاء بين صناع الأفلام والجمهور وعولمة المهرجان. ويشارك في البرنامج الرئيسي لمهرجان هذا العام سبعة أفلام أمريكية أربعة منها خاضعة للمنافسة وهي فيلم "الأيام الأخيرة Last Days " للمخرج غوس فان سانت الذي سبق له وأن فاز بسعفة المهرجان الذهبية و"الوردة المكسورة Broken Flowers" للمخرج جيم جارموسش الذي يعود في هذا العام إلى المهرجان بعد انقطاع دام عدة سنوات و"The Three Burials of Melquiads Estrada " للممثل الأمريكي تومي لي جونز في أول تجربة إخراجية له.
ولا يقتصر المهرجان على عرض أفلام أمريكية، بل أن النقاد السينمائيين يترقبون بفارغ الصبر أفلاما مثل "A history of Violence" للمخرج الكندي دافيد كروننبرغ و"Manderlay" للمخرج الدنماركي لارس فون ترير و" Don,t come Knocking" من إخراج الألماني فيم فاندرز.
"الأمير" كوستوريتسا على رأس لجنة التحكيم
لم يفاجأ المراقبون عندما أعلنت إدارة المهرجان عن أن المخرج أمير كوستوريتسا سيترأس لجنة التحكيم في هذا العام، إذ أن الصربي الذي يعتبر من أشهر المخرجين العالميين من المغرمين بمهرجان "كان" وسبق له أن حصد في دورات سابقة سعفتين ذهبيتين. وكانت الأولى في عام 1985 تقديرا لفيلمه "أبي في رحلة عمل" والثانية في عام 1995 على فيلم "آندرغراوند"، علاوة على أن لجنة التحكيم كرمته في عام 1989 بجائزة أفضل مخرج على فيلمه "زمن الغجر". ولا يميز كوستوريكا إخراجه لثمانية "ايقونات" سينمائية فقط، بل أن غرامه بالسينما الشابة ومواقفه السياسية المثيرة للجدل وخبرته السينمائية تؤهله لترأس لجنة تحكيم أهم المهرجانات السينمائية. ويشارك في لجنة التحكيم كذلك نجوم آخرون مثل الممثلة المكسيكية سلمى حايك والممثل الإسباني خافيير باردم والأديب طوني موريس الحائز على جائزة نوبل للأدب ومخرج أفلام الإثارة جون وو والمخرج الألماني تركي الأصل فاتح أكين.
وماذا عن العرب؟
تقتصر المشاركة العربية في دورة "كان" لهذا العام على فيلمين يتطرقان إلى قضيتي العراق وفلسطين. الفيلم الأول هو "كيلومتر صفر" من إخراج العراقي هاينر سليم المقيم في فرنسا والثاني هو "المنطقة الحرة" من إخراج أموس غيتاي المعروف بأفلامه الناقدة لإسرائيل، حتى انه في بعض الأحيان يقدم نفسه وكأنه خارج عن هذه الدولة. وسبق للمخرج أن لاقت افلامه استحسان النقاد السينمائيين. ويتحدث الفيلم الذي سيقدمه عن لقاء حدودي بين فلسطينية وأمريكية وإسرائيلية.
ناصر جبارة