"مهمة صعبة" ـ ألمانيا تبحث تسريع سحب قواتها من أفغانستان
٢١ أبريل ٢٠٢١يستعد الجيش الألماني لانسحاب أسرع بكثير مما كان مخططا له من أفغانستان ، بالتنسيق مع حلفاء شمال الأطلسي (الناتو). وحسب وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) فقد أبلغت وزارة الدفاع الألمانية أعضاء البرلمان الألماني اليوم الأربعاء (21 أبريل/نيسان 2021) بشأن المداولات، والتي بموجبها يمكن تبكير موعد الانسحاب من 11 أيلول/سبتمبر إلى 4 تموز/يوليو.
وقال متحدث باسم وزارة الدفاع في تصريحات لـ (د.ب.أ): "في الوقت الحالي يفكر مقر الدعم الحازم في كابول في تقصير فترة الانسحاب ليصبح في الرابع من تموز/يوليو المقبل. الدول المشاركة تدرس حاليا التحديات والعواقب الناتجة. ويبقى القرار النهائي بشأن الموعد النهائي الحقيقي لمجلس الناتو".
وقال المتحدث: "نحن الآن نواجه مهمة لوجستية صعبة"، مضيفا أن الجيش الألماني مستعد لذلك. وأشار المتحدث إلى أنه سيُجرى نقل المواد التي لا تزال مطلوبة عبر الجو عقب الاستغناء عن الجدول الزمني.
وكانت تنص خطط معروفة سابقا على ترك مواد إضافية في أفغانستان في حالة الانسحاب السريع، وتدمير معدات ذات صلة بالأمن إذا لزم الأمر.
وفي سياق متصل حذر خبير الشؤون الدفاعية في الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي، هينينغ أوته، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): من "لحظة الانسحاب خطيرة عسكريا: يجب على وزارة الدفاع تأمين النقل بقوة قتالية وقوات عملياتية" وأضاف "علينا توفير قوات خاصة لهذا الغرض... إذا كانت لدينا بالفعل طائرات مسيرة مسلحة، فيمكننا ضمان سلامة جنودنا بشكل أفضل". وقال ييتبر الانسحاب "نقطة فاصلة للجيش الألماني"، وأضاف: "قبل عشرين عاما أظهرنا، بصفتنا حلف الناتو، للإرهاب الإسلامي البطاقة الحمراء - بنجاح: أفغانستان ليست حتى اليوم ملاذا آمنا للإرهابيين الدوليين. أفغانستان لا تشكل خطرا على أوروبا أو ألمانيا".
من جهة أخرى أعرب أوته عن قلقه "من حقيقة أن فراغ السلطة الذي قد ينشأ في آسيا الوسطى سرعان ما ستملأه تركيا وروسيا وباكستان والصين - وتنبثق منه تحديات جديدة".
وبـ1100 جندي تعتبر ألمانيا ثاني أكبر مزود للقوات في أفغانستان بعد الولايات المتحدة في إطار مهمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، التي يبلغ قوامها 10 آلاف جندي تقريبا.
وقررت الولايات المتحدة، بصفتها أكبر مزود للقوات، الانسحاب من أفغانستان بحلول 11 أيلول/سبتمبر ، الذكرى السنوية العشرين للهجمات الإرهابية التي شنتها "القاعدة " في الولايات المتحدة.
وأمس الثلاثاء قال قائد القوات الأمريكية في الشرق الأوسط الجنرال كينيث ماكينزي إن الجيش الأمريكي سيبدأ مفاوضات مع دول عدة قريبة من أفغانستان من أجل إعادة تموضع القوات في المنطقة بعد انسحابها من أفغانستان بهدف منع صعود جديد لتنظيم القاعدة. وقال ماكينزي في جلسة استماع في الكونغرس "نستعد حاليا لمواصلة عملياتنا لمكافحة الإرهاب في المنطقة لضمان بقاء المنظمات المتطرفة العنيفة التي تسعى من أجل البقاء في المناطق النائية الأفغانية تحت ضغط ومراقبة مستمرين".
يذكر أن حركة طالبان حذرت بتكثيف هجماتها على القوات الأمريكية وقوات الدفاع والأمن الوطني الأفغانية، إذا لم تغادر الولايات المتحدة بحلول الأول من أيار/مايو المقبل البلاد.
ميدانيا استهدف انتحاري قافلة تابعة لمديرية الأمن الوطني الأفغانية، الليلة الماضية في هجوم مستهدف، طبقا لما ذكرته وكالة "خاما برس" الأفغانية للأنباء اليوم، وأسفر عن مقتل شخص واحدا وإصابة تسعة آخرين، من بينهم مدنيون في الانفجار. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها حتى الآن عن الهجوم.
ع.ج.م/ه. د (د ب أ، أ ف ب)