مونديال 1990: القصير بيكنباور يثبت جدارته بالفوز بكأس العالم

جاء الدور عام 1990 على ايطاليا لتكون البلد الثاني الذي يحتضن نهائيات كأس العالم للمرة الثانية بعد المكسيك. لم يشهد هذا المونديال مجرّد بطولة كأس عالم عادية فحسب، بل شهد نتائج وأحداث مثيرة، كما اعُتبرت هذه البطولة بداية الظهور لكرة القدم الحديثة، إذ شهدت ظهور فرق ووجوه جديدة استحوذت على اهتمام الجميع، وذلك بجانب الفرق والأسماء الكبيرة، التي دفعت العالم أجمع إلى متابعة أحداث هذا المونديال.

نتائج ألمانيا الأولية والفرق المشاركة

شاركت في هذه البطولة مصر كممثلة للدول العربية من أفريقيا، وسجل المنتخب المصري نتائج ممتازة في ظهوره الثاني في كأس العالم 90، بقيادة المدرب القدير محمود الجوهري. ونجحت الإمارات في التأهل لنهائيات كأس العالم في ايطاليا 90 بعد ثاني مشاركة لها في التصفيات الآسيوية المؤهلة للنهائيات، لتمثل الدول العربية من قارة آسيا. وظهر في هذا المونديال منتخب الكاميرون، الذي قدّم عروضاً ممتازة، حيث قاده العجوز الراقص ميلا للفوز على الأرجنتين حاملة اللقب بهدف، وعلى رومانيا بهدفين مقابل هدف.

كما ظهر في هذا المونديال كل من منتخبات ايطاليا وألمانيا بمستويات رائعة جدا. ومن جهتها قامت المانيا بقيادة لوتار ماتيوس بمسيرة رائعة في طريقها الى النهائي للمرة ثالثة على التوالي، والثانية بقيادة مدربها القيصر فرانس بيكنباور. وكما حدث في مونديال المكسيك عام 1986، نجح القيصر في قيادة المانيا بسهولة إلى الدور الثاني بعد الفوز على يوغوسلافيا بـ4:1، وعلى الإمارات بـ 5:1، والتعادل مع كولومبيا بـ1:1 في الدور الأول، ثم الفوز على هولندا 1:2 في دور الثمانية في مباراة كانت غاية في الإثارة، شهدت حالتي طرد وهما لمهاجم ألمانيا رودي فولر، ولصانع ألعاب المنتخب الهولندي ريكارد، كما فازت ألمانيا على تشيكوسلوفاكيا بـ1:0 في ربع النهائي، وعلى إنكلترا بركلات الترجيح بعد انتهاء الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل1:1. وكان أمل المانيا محو آثار خيبة الأمل بعد الفشل في نهائي 1982 أمام ايطاليا و1986 أمام الأرجنتين.

المباراة النهائية والموعد الحاسم

نجحت الأرجنتين في التأهل إلى المباراة النهائية بتغلبها على ايطاليا بركلات الترجيح وحققت حلم شعب بكامله، بيد انها كانت مضطرة إلى خوض النهائي دون خمسة لاعبين أساسيين بسبب الإيقاف، وهم غيوستي واولارتيكويتشيا وكانيجيا وباتيستا. ولم يكن أداء المنتخب الأرجنتيني مقنعا خلال البطولة، حيث سجل 5 أهداف فقط في طريقه إلى النهائي. وكان مدرب الأرجنتين كارلوس بيلاردو يدرك جيدا انه لا يملك الأوراق الكاملة للتغلب على المانيا، وقال "سنركز باللعب في وسط الملعب، بسبب النقص قي صفوفنا، وهذا ما يرجح كفة الألمان"، فيما اعتبر نجم الأرجنتين بوروتشاغا أنّ إيقاف هؤلاء الخمسة بمثابة ضربة القاضية ستحرم الأرجنتين من الاحتفاظ باللقب. وقال ماتيوس، الذي يحتفظ بذكرى سيئة عندما فشل في إحكام الرقابة اللصيقة على مارادونا في نهائي 1986، "سيكون من الخطأ تغيير أسلوب لعبنا بالنظر لتحركات مارادونا على أرضية الملعب". وإستمرت المباراة قوية من الجانب الألماني، وزادت مهمة الارجنتين صعوبة بعدما طرد الحكم المكسيكي ادغاردو كوديسال المدافع مونزون في الدقيقة 65 وذلك بسبب إعاقته المتعمدة لكلينسمان، وأثمر الضغط الألماني ركلة جزاء مشكوك في صحتها سددها بريمه بنجاح.

وتلقت الارجنتين ضربة موجعة ثانية في الوقت الذي كانت بحاجة إلى البحث عن التعادل حيث طرد ديزوتي في الدقيقة 87 لتلقيه الإنذار الثاني، وتلقى مارادونا إنذارا بدوره. ونجحت المانيا في احراز اللقب للمرة الثالثة ولحقت بايطاليا والبرازيل. وقال ماردونا الذي إغرورقت عيناه بالدموع وهو ينظر الى الكأس"أنه لن يصافح هافيلانج رئيس الفيفا آنذاك أبدا، ولن يفعل ذلك في المستقبل أيضاً"، لينتهي مشواره الكروي بعد هذا المونديال.