نفوق مئات الأفيال في بوتسوانا في ظروف غامضة
٢ يوليو ٢٠٢٠مازال نفوق مئات الأفيال في بوتسوانا بجنوب القارة الأفريقية يحير العلماء بعد شهرين من اكتشاف الأمر الذي وصفوه بـ "غير المسبوق" بحسب ما نقلت شبكة بي بي سي.وكانت الحكومة البوتسوانية صرحت أن لا أحد يعلم سبب النفوق حتى الآن، لأن نتائج التحاليل تحتاج لعدة أسابيع حتى تكتمل.
وبحسب موقع "دي فيلت" الألماني فإنه تم إرسال عينات لتحليلها في جنوب أفريقيا وزيمبابوي وكندا. ونقل الموقع الالماني عن سيريل تاولو، وهو مدير إدارة الحياة البرية والمتنزهات الوطنية في بوتسوانا، قوله إنه تم العثور على 275 فيلا نافقا حتى الآن في المنطقة السياحية المحبوبة دلتا أوكافانغو.
بيد أن بعض المنابر الإعلامية اعتمدت على تقرير سري لمنظمة "أفيال بلا حدود" الخيرية تحدث عن وجود ما لا يقل عن 356 جيفة، بحسب ما نقل موقع دي فيلت. ويشير التقرير إلى أن أكثر من ثلثي الافيال نفقت في شهر مايو/أيار الماضي، بينما نفق الثلث الباقي في وقت قريب.
كما أضاف مدير منظمة "أفيال بلا حدود" مايكل كايس في التقرير أن بعض الأفيال كانت تعاني من ضعف شديد وخمول قبل موتها، كما لاحظ البعض أنها كانت تعرج عند الحركة وكانت مشوشة إلى حد كبير.
ودفع هذا الأمر ببعض العلماء إلى الاعتقاد بأن الأفيال أصيبت بمرض يهاجم الجهاز العصبي لديها كما نقلت بي بي سي عن نيال مكاين، وهو من المنظمة البريطانية الخيرية "إنقاذ المتنزهات الوطنية". وأضاف مكاين أن "نفوق هذا العدد الكبير من الفيلة مرة واحدة لسبب لا يتعلق بشح المياه هو أمر غير مسبوق".
وكان قد عٌثر على الأفيال النافقة ملقية على بطنها، وهو ما يشير إلى موت سريع ومفاجئ. كما كان الكثير منها بالقرب من مصادر مياه طبيعية بحسب ما نقل موقع دي فيلت الألماني.
ويستبعد العلماء تسمم المياه وإلا لكانوا عثروا على جوارح ميتة أيضاً بجانب الفيلة، فهذه الطيور تتغذى على جيف الحيوانات الأخرى. وكانت المفاجأة أن الأفيال النافقة لم تُنتزع منها أنيابها، كما نقل موقع دي فيلت عن سيريل تاولو. وكان هذا هو الاحتمال المرجح من قبل، فصيد الفيلة من أجل أنيابها العاجية القيمة هو أمر معروف في البلدان التي تكثر فيها.
يذكر أن بوتسوانا يعيش فيها نحو 13 ألف فيل، وهو ما يعادل ثلث الأفيال في القارة الأفريقية. وكان قد عُثر في العام الماضي على مائة فيل نافق بسبب إصابتها بالجمرة الخبيثة. إلا أن مكاين يستبعد هذا المرض كسبب لنفوق الفيلة هذه المرة. لكن بدون معرفة الأسباب سيظل الأمر مقلقاً أيضاً لسبب آخر.
يقول مكاين أن ما يحدث هو كارثة بيئية، ولكن الأمر قد يمثل أيضاً خطراً صحياً للبشر إذا ما كان السبب هو مرض جديد معد للإنسان مثل فيروس كورونا المستجد، بحسب ما نقلت عنه محطة سي إن إن.
س.ح/ أ.ح