دوري الأبطال للسيدات.. ليون يتحدى برشلونة على زعامة أوروبا
٢١ مايو ٢٠٢٢بالإضافة إلى فوز فريق برشلونة للسيدات ببطولة الدوري الإسباني مرة أخرى، وكونه صاحب آخر لقب لدوري أبطال أوروبا، سيجعل منه خصما عنيدا لفريق ليون الفرنسي في نهائي دوري أبطال أوروبا للسيدات. مباراة أولمبيك ليون ونادي برشلونة، التي ستقام يوم 21 مايو/ أيار 2022 في تورينو الإيطالية، ستكون أكثر من مجرد مباراة للفوز بأغلى وأثمن لقب في كرة القدم النسائية الأوروبية، وإنما ستحدد مسار كرة القدم النسوية في السنوات القادمة.
انفجار الأداء بعد عام 2019
كانت إحدى نقاط التحول الحاسمة هي لقاء الفريقين في نهائي دوري أبطال أوروبا لموسم 2018/2019. في ذلك الوقت فاز ليون الفرنسي بحصة ثقيلة، أربعة أهداف مقابل هدف واحد. يقول المؤرخ مانويل توماس بيلينغير، الذي يعمل مع نادي برشلونة لكرة القدم: "أطلق الفرنسيون قاذفاتهن النارية في الميدان مثل الطائرات. بعد المباراة، اجتمعت لاعبات ومسؤولوا برشلونة على أرض الملعب وتعهدوا بأنهم يريدون تحسين المستوى ليضاهي مستوى فريق ليون. وتبع ذلك انفجار حقيقي".
ما يقصد توماس بيلينغير بالانفجار الحقيقي هو أن الفريق الكتالوني أصبح الآن فريقا يضرب له ألف حساب في إسبانيا. في موسم 2021/2022 لعب برشلونة 30 مباراة في الدوري الإسباني وفاز بها. واجتاز الفريق دوري أبطال أوروبا ليصل للنهائي دون عوائق، فقط في مواجهة أمام فولفسبورغ، في مباراة الإياب من الدور نصف النهائي، تلقى هزيمة خارج أرضه دون أي عواقب تمنعه من الوصول للنهائي.
رقم قياسي حققه فريق برشلونة سيدات في ربع نهائي دوري أوروبا ضد غريمه اللدود ريال مدريد، حيث حج إلى الملعب 91 ألف و553 متفرجا، رقم قياسي عالمي في كرة القدم النسائية. بعد بضعة أسابيع فقط تم تجاوز هذا الرقم قليلا مرة أخرى ضد فولفسبورغ.
لم يكن قسم كرة القدم للنساء ولو جزءا رسميا من نادي برشلونة حتى عام 2002. توماس بيلينغير، الذي يوثق مسيرة الفريق، يقول: "المجتمع لم يكن جاهزا، في جوهره كان افتراض كاره رؤية النساء في كرة القدم فهي للرجال فقط". فقط في بداية العقد الماضي بدأت إعادة التفكير في إدارة النادي، تم التعامل مع كرة القدم النسائية بجدية أكبر وتحسنت الهياكل، وفي عام 2012 فاز النادي بأول بطولة وطنية للسيدات.
سنوات فريق ليون الذهبية
في هذه المرحلة كان فريق أولمبيك ليون بالفعل بطلا في البطولة الفرنسية. فكرة القدم سيدات تلقى في ثالث أكبر مدينة في فرنسا منذ عام 2004 ترحيبا جماهيريا كبيرا. في مدينة ليون كان كان المسؤولون مصممون منذ البداية على إنجاح فريق السيدات من خلال الاستثمارات المناسبة.
في نادي برشلونة ما زالت كرة القدم النسائية تعيش في الظل وتم احتراف الفريق فقط في عام 2015. وقال ماركيل زوبيزاريتا المدير الرياضي لبرشلونة: "لم نرغب في شراء أفضل اللاعبين في العالم، لكننا نريد تعزيز الهوية الإقليمية للفريق من خلال التطوير المستمر للشباب". ومع فريق يتكون إلى حد كبير من لاعبين كتالونيين بدأ برشلون في شن هجوم على الفرق الأوروبيين ومنافستها على الألقاب.
في موسم 2016/ 2017 وصل نادي برشلونة إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى وخرج من المنافسة. لكن أولمبيك ليون فاز باللقب في هذا الموسم وظهر متكاملا متجانسا وبدا وكأنه منتخب عالمي وكان الأفضل على الإطلاق. لكن برشلونة استمر في عزمه وفشل رغم ذلك في نهائي دوري أبطال أوروبا موسم 2019/2018 أمام ليون الفرنسي.
مواجهة تميل فيها الكفة لبرشلونة
يمكن أن يبشر نهائي 2022 الآن بعصر جديد تهيمن عليه "نساء برشلونة". الدفاع عن اللقب ضد عملاقات الكرة الفرنسية يمكن أن يجعل من الكاتالونيات ملكات جدد يوقفن هيمنة الفريق الفرنسي ويتربعن بذلك على عرش الألقاب. ويشيد المراقبون الرياضيون بنادي برشلونة الإسباني نظرا لدوره الفاعل في تطوير كرة القدم النسائية، وذلك بعد تأهل الفريق الكتالوني إلى نهائي دوري أبطال أوروبا للسيدات وفوزه بمعظم المباريات.
وسيرافق أكثر من 10 آلاف مشجع كتالوني الفريق إلى المباراة النهائية في تورينو. هذا الأمر أيضا فريد من نوعه في كرة القدم النسائية الأوروبية. كتبت صحيفة "Le Progrès" اليومية في ليون بعد التأهل للنهائي أن أولمبيك ليون يرغب الآن في استعادة كأسه، ولكن من الممكن أن يحدث العكس تماما لتنتهي هيمنة الفرنسيين الآن بالتأكيد.
سيباستيان سام / ع.اع. (DW)