نُذر الحرب في أوكرانيا تعصف بأسواق الطاقة والمال

قفزت أسعار النفط أكثر من دولارين اليوم الثلاثاء (22 فبراير/ شباط 2022)، مسجلة مستوى قياسيا جديدا في سبع سنوات، وذلك في ردّ فعل على الأحداث الجارية في أوكرانيابعد دخول قوات روسية إلى المنطقتين الانفصاليتين في دونباس شرق أوكرانيا، عقب اعتراف موسكو بهما كجمهوريتين مستقلتين. وتعزز هذه التطورات نظرية "حرب وشيكة" على أبواب أوروبا، وسط تنديد دولي وغربي.

وصنفت الولايات المتحدة التحرك العسكري الروسي إلى غاية اللحظة بأنه لا يشكل "غزوا" يمكن أن يؤدي إلى فرض عقوبات واسعة النطاق، وسط أنباء عن فرض عقوبات أولية الثلاثاء.

وفي الأسواق، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت القياسي العالمي 2.10 دولار أو 2.2 بالمئة إلى 97.49 دولار للبرميل، بعدما زادت اثنين في المئة أمس. وزادت العقود في وقت سابق اليوم الثلاثاء إلى 97.66 دولار، أعلى مستوى منذ سبتمبر/ أيلول عام 2014.

وقفزت عقود خام القياس الأمريكي غرب تكساس الوسيط 3.25 دولار، أو 3.6 بالمئة، إلى 94.32 دولار للبرميل. 

وفي بورصة القيم شهد الروبل الروسي تراجعا حادّا لم يسجله منذ 15 عاما، وبلغ سعر التداول مقابل الدولار الواحد 80,58 روبل روسي.

الغاز كابوس أوروبا

ويبقى الغاز الطبيعي إحدى ورقات الضغط بيد الرئيس فلاديمير بوتين تجاه أوروبا التي تعتمد بشكل كبير على الغاز الروسي. وفي هذا الإطار دعت كادري سيمسون مفوضة الطاقة بالاتحاد الأوروبي، إلى بحث إمكانية إلزام الدول الأعضاء بملء خزاناتها من الغاز الطبيعي إلى مستويات معينة لضمان تخزين حد أدنى من المتطلبات.

وفي مؤتمر صحفي كانت قد عقدته الجمعة في العاصمة الإسبانية مدريد، أشارت المسؤولة الأوروبية إلى وجود قوانين سارية بالفعل في بعض الدول لتعزيز المخزونات قبيل كل شتاء. مضيفة أنه "تشريع وطني. وعلينا أن ندرس ما إذا كان هذا التشريع ضروري على مستوى الاتحاد الأوروبي". وتابعت أنه "علينا أن نستعد لموسم التدفئة المقبل"، موضحة أن الأمر لا يتعلق  بـ "احتياطي استراتيجي للغاز الطبيعي على غرار ما لدينا في المنتجات النفطية".

وتبلغ مخزونات الغاز الأوروبية حاليا 32 بالمئة من الطاقة الاستيعابية مقارنة مع حوالي 40 بالمئة قبل عام.

الأزمة الأوكرانية تخيم على قمة منتدى الغاز 

وتزامنا مع تطور الأحداث في أوكرانيا، تُعقد في العاصمة القطرية الدوحة  قمة منتدى الغاز الذي يضم كبار المصدرين بمشاركة روسيا وغياب أستراليا والولايات المتحدة التي تعد أيضا من كبار المنتجين.

وافتتح أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الثلاثاء، القمة السادسة لمنتدى الدول المصدرة للغاز المنعقدة تحت شعار "الغاز الطبيعي: رسم مستقبل الطاقة ". وقال الأمير: "نعمل لتطوير طاقاتنا الإنتاجية من الغاز المسال من 77 مليون طن إلى 126 مليون طن سنويا بحلول 2027" ، مشيدا بجهود الدول الأعضاء في توفير طاقة موثوقة من الغاز الطبيعي للأسواق العالمية وحفاظها على استقرار الأسواق. 

وكانت الولايات المتحدة قد طلبت من حليفتها قطر المساعدة في توفير إمدادات طارئة في حال قُطعت إمدادات الغاز الروسية عن غرب أوروبا، بحسب ما قال مسؤولون أميركيون في وقت سابق. بينما توجهت كادري سيمسون الجمعة إلى أذربيجان، العضو المراقب في منتدى الغاز، سعياً لتنويع مصادر الطاقة في القارة العجوز.

وقال وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار الثلاثاء على هامش مؤتمر الدوحة إن العرض والطلب على النفط الخام بالسوق في توازن حاليا.

من جهته قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي اليوم الثلاثاء في مؤتمر مصدري الغاز بالدوحة إن إيران لديها طاقة كبيرة لإنتاج الغاز لاستخدامها المحلي وقدرة عالية ومتنامية للتصدير.

وفيما يتعلق بالعقوبات الدولية المفروضة على قطاعي النفط والغاز ببلاده، قال رئيسي "ينبغي على أعضاء هذا المنتدى عدم الاعتراف بهذه العقوبات... (لأن) في العالم الحالي نرى أن تلك العقوبات لن تكون فعالة".

و.ب/م.س (رويترز، أ ف ب، د ب أ)