هكذا كانت حياة المشتبه به في مقتل سوزانا كما يرويها معارفه
٩ يونيو ٢٠١٨نشر موقع مجلة شبيغل أونلاين السبت (التاسع من حزيران/يونيو) معلومات عن حياة اللاجئ العراقي علي ب.، بعد أن أجرت حديثا مطولا مع عدد من معارفه التقتهم في مدينة فيسبادن، حيث كان علي يعيش في أحد نزل اللاجئين هناك. الشبان الأربعة، وهم لاجئون أيضا، من معارف علي كانوا غاضبين على فعلته بشدة لأن ذلك سيؤثر سلبا على حياتهم بشكل مباشر. ومما يزيد غضبهم حقيقة أن علي كان يتعامل مع المخدرات، حسب قول الشبان الأربعة.
يذكر أن علي وعائلته غادروا ألمانيا قبل أيام قليلة من العثور على جثة الفتاة سوزانا. لكن السلطات الكردية في شمال العراق ألقت القبض عليه يوم الجمعة. وتوقعت بعض الصحف، حسب معلوماتها أن يتم تسليم المشتبه به ونقله إلى ألمانيا ثم عرضه أمام القضاء الألماني، فيما قالت بعض التقارير الإعلامية إن علي ربما يكون في طريقه حاليا إلى المانيا، حيث من المتوقع أن يصل مطار فرانكفورت مساء السبت، حسب المعلومات الصحفية.
يشار أيضا إلى أن قضية مقتل الفتاة سوزانا قد أثارت الأجواء في ألمانيا. ففي البرلمان الألماني استفزت كتلة حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي والمعادي للاجئين والمسلمين بالدعوة إلى الوقوف دقيقة صمت، أمر رفضته كافة الكتل السياسية منتقدين الحزب اليميني بتوظيف الحادث لأهدافه السياسية.
ولكن في نفس الوقت تجدد النقاش حول وضع اللاجئين في البلاد وبدأت أسئلة قديمة تطرح مجددا، مثلا كم تستغرق إجراءات اللجوء أو كيف يمكن ترحيل اللاجئين المرفوضة طلباتهم بشكل أسرع؟ وهذا السؤال بالذات يلعب دورا مهما في قضية علي ب. ففي 30 من كانون أول/ ديسمبر 2016 تسلم علي ب. جوابا رسميا من المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين يفيد برفض طلبه لنيل اللجوء. لكن علي استأنف ضد القرار وقضيته عالقة حتى الآن في المحكمة الإدارية في فيسبادن، حسب تصريح شرطة المدينة. وبعبارة أخرى لو لم تكن إجراءات اللجوء طويلة، لكان من الممكن تجنب وقوع الجريمة من خلال ترحيل علي إلى وطنه بشكل مبكر، حسب رأي بعض السياسيين الذي ينتقدون الإجراءات الطويلة للجوء.
وتقول مجلة شبيغل في تقريرها عن حياة علي ب. نقلا عن معارفه، إن اثنين من هؤلاء المعارف يعيشون في نفس المسكن الذي يقطنه علي وعائلته وعلى اطلاع واسع بتفاصيل حياته اليومية، أما الآخران فيعرفان عائلة علي عن كثب ورغم ذلك لا يجدان كلمات لطيفة لوصف علي ب.
وتقول معلومات هؤلاء الشبان الأربعة إن العائلة المؤلفة من ثمانية أشخاص تسكن في أربع غرف في الطابق الأرضي في المسكن، حيث كان الأب مريضا، يعاني من شلل نصفي، أما الأم فكانت زوجته الثانية وكانت لطيفة للغاية، لكن ترتيب شؤون حياة العائلة يتجاوز قدرتها الجسدية والذهنية، حسب رأي الشبان الأربعة.
وتفيد المعلومات أن أطفال العائلة انحرفوا قليلا عن جادة الصواب نوعا ما بعد وصولهم إلى ألمانيا في تشرين أول/ أكتوبر 2015. مثلا بدأوا التعامل مع المخدرات، حسب ما تنقل شبيغل. وتضيف معلومات الشبان الربعة أن علي كان هادئا ومتحفظا لدى وصوله إلى ألمانيا، لكنه لم يتعلم اللغة الألمانية بسرعة لأنه لم يشارك في دورات تعليم اللغة، خصوصا بعد أن تم رفض طلب لجوئه.
وبقي علي كذلك إلى أن التقى شخصا ما فتح له باب التجارة مع المخدرات. ومنذ ذلك الوقت بدأ علي صفقاته مع مادتي الحشيش والماريوانا. في البداية كانت تجارة بكميات قليلة، بعد ذلك بدء بالظهور المنتظم اليومي في ساحة مركزية في المدينة معروفة بتجارة المخدرات.
كل هذه التطورات مرت دون علم الشرطة بها، كما تقول شبيغل، ففي ملفات علي لدى الشرطة لم يتم ملاحظة أي تعامل مع المخدرات. لكن كانت هناك ملاحظات من نوع آخر مثبتة ضد علي، منها مثلا التورط في مشاجرات عنيفة، ومنها أيضا أنه بصق على شرطية في المدينة وهاجمها. ومنها أيضا أنه هدد رجلا بسكين بدافع سرقته.
وفي أواسط أيار/مايو الماضي شهد نزل اللاجئين الذي يقيم فيه علي حادث اغتصاب فتاة بعمر 11 عاما والتي أفادت بأنها تعرضت لاعتداء الاغتصاب من قبل شخص يدعى علي. لكن النزل كان يسكن فيه أربعة أشخاص يحملون اسم علي، فيما لم تكن الفتاة دقيقة في إفادتها لذلك لم تسفر التحقيقات عن شيء. بيد أن الشبان الأربعة يعتقدون أن الفتاة لم تذكر تفاصيل الشاب الذي اغتصبها بسبب الخجل والحياء وهم مقتنعون بأن الجاني من عائلة ب. أي عائلة علي.
وتفيد إفادة المعارف الأربعة بأن علي كان يعيش حياة بذخ، حيث كان يشتري الملابس المعروفة بماركاتها الباهظة والأحذية الرياضية الغالية. وحسب ما نشرته شبيغل، فإن المال لهذا النوع من الحياة كان يحصل عليه علي من التجارة بالمخدرات.
عشق سوزانا لكنها كانت تميل لأخيه الصغر
وتشير أقوال معارف علي إلى أنه كان على علاقة مع فتاة كصديقة، لكنه كان يخاطب فتيات أخريات في الشارع، بينهن قاصرات مثل سوزانا. وحسب تحقيقات الشرطة، فإن سوزانا كانت مهتمة بأخيه الأصغر سنا، ولكنه لم يكن يبادلها ذات الاهتمام.
ويخشى الشبان الأربعة أن تساهم هذه الفعلة الشنيعة في إشعال النقاشات بشأن اللاجئين مجددا وهذه المرة بشكل أكثر شراسة من ذي قبل. ويتوقع الشبان الأربعة بأن تطلق مطالب راديكالية مثل طرد اللاجئين من ألمانيا بأسرع وقت ممكن. ويقول الشبان الأربعة قضية علي قد تقضي على أحلامهم وعل كل ما أنجزوه خلال فترة تواجدهم في ألمانيا، حيث تعلموا اللغة الألمانية وتعلموا مهنة رعاية المسنين والتمريض.
ح.ع.ح/ف.ي (DW)