هل يكرر التاريخ نفسه ويخسر بايرن الدوري الألماني؟
١٩ أغسطس ٢٠١٤ستشهد المرحلة الأولى من الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا) مباراة من العيار الثقيل سيكون طرفاها بوروسيا دورتموند وضيفه بايرلفركوزن. المباراة ستقام السبت (23 أغسطس 2014) وتعتبر أقوى مباريات هذه المرحلة، فالفريقان ولا سيما دورتموند، يطمحان رغم كل شيء في مزاحمة بايرن موينيخ على اللقب هذا الموسم.
دورتموند فاز باللقب عامين متتالين في 2011 و 2012 ثم تحول اللقب إلى بايرن ميونيخ في العامين الماضيين، كما يرجح الخبراء والجمهور أن يفوز به أيضا هذا الموسم. ولم لا؟ فبايرن يضم ستة لاعبين فازوا بكأس العالم في البرازيل ولديه لاعبون رائعون في منتخبات أخرى شاركوا أيضا في كأس العالم مثل الهولندي آرين روبين. لكن التاريخ يقول إن هذا بالذات هو الذي يحيي الأمل في نفوس الأندية الأخرى بإزاحة بايرن هذه المرة.
عندما فازت ألمانيا بكأس العالم 1974 كان بالمنتخب الألماني ستة لاعبين من بايرن ميونيخ على رأسهم القيصر بكنباور والأسطورة غيرد موللر ولم يفز بايرن بالدوري الألماني في الموسم التالي لفوزه بكأس العالم، بل إن الأمر وصل إلى خسارة أولى مبارياته في البطولة بنتيجة صفر - 6 أمام فريق أوفنباخ المغمور والصاعد حديثا للدوري، رغم وجود الحارس العملاق سيب ماير والقيصر بكنباور. وفي نهاية الموسم احتل البافاريون المركز العاشر في البطولة.
وتكررت نفس المسألة (خسارة الدوري) مع الفريق البافاري عام 1990 لكنه احتل هذه المرة المركز الثاني. وقد حدث شيء مشابه خارج ألمانيا مع مدرب بايرن السابق الإيطالي جيوفاني تراباتوني. فعندما فازت إيطاليا بكأس العالم 1982 تطلع تراباتوني، الذي كان آنذاك مدرب يوفنتوس، إلى لاعبيه أبطال العالم أمثال الحارس العملاق دينو زوف والمهاجم الخطير باولو روسي، وكان يضم يوفنتوس آنذاك أيضا الأسطورة بلاتيني، لكن الفريق فشل وذهب لقب الدوري الإيطالي إلى فريق إيه إس روما. وقال تراباتوني في حديث مع مجلة "كيكر" الرياضية الألمانية: "خصوصا بعد البطولات لا يكون اللاعبون مستعدين بشكل صحيح، والمهم هو أن ينسى اللاعبون مافازوا به أمس، فالموسم الجديد يعني نتائج جديدة. ويجب غسل أدمغتهم ليصبحوا جاهزين من جديد."
لكن حسب إحصائيات نشرتها كيكر فإن الأمر يختلف بالنسبة لكأس أمم أوروبا، حيث إن الفريق البافاري فاز بالبطولة في الموسم الذي تلا فوز المنتخب الألماني بكأس أوروبا 1980 علما بأن ثلاثة فقط من لاعبيه شاركوا في هذه البطولة. كما فاز بالدوري في الموسم الذي تلا فوز ألمانيا بكأس أوروبا 1996 وشارك في هذه البطولة ثمانية من لاعبيه.
وحسب مجلة كيكر فإن مدرب بايرن ميونيخ بيب غوارديولا يرى أن فوز لاعبيه بكأس العالم مسألة رائعة، ورغم ذلك حذر المدرب الأسباني: "ربما لن نلعب جيدا جدا في الشهور الأولى، لكن النتائج يجب أن تكون مناسبة وسنصعد بمستوانا خطوة خطوة" وحسب الصحفي منير زيتوني في مقاله بمجلة كيكر فإن غوارديولا يعرف كيف يتعامل بنجاح مع لاعبين فازوا بكأس العالم. فعندما كان غوارديولا مدربا لبرشلونه فاز ثمانية من لاعبيه ضمن المنتخب الأسباني بكأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، وفي الموسم الذي تلا المونديال فاز غوارديولا مع هؤلاء اللاعبين بدوري أسبانيا ودوري أبطال أوروبا.
من سينازع بايرن؟
يرى تورستن فرينغس نجم منتخب ألمانيا السابق في تصريح لمجلة "شبورت بيلد" أن المراكز الأربعة الأولى لن تتغير (عن الموسم الماضي) لكن الفارق الكبير في النقاط بين بايرن ووصيفه دورتموند لن يحدث هذا العام وأن دورتموند "لن يعاني هذا الموسم من إصابات كثيرة على عكس ما حدث له في الموسم الماضي." أما المدرب الكبير فيليكس ماغات فصرح لـ "شبورت بيلد" أيضا أن الدرع "سيبقى في النهاية في ميونيخ. وأنه سيكون هناك صراع متقارب على المركز الثاني بين دورتموند وليفركوزن." وبالنسبة للمركز الرابع يعتقد ماغات أن من الممكن أن يحتله شتوتغارت. وبالنسبة ليورغن كولر اللاعب الفائز بالدوري مع دورتموند عام 1996 فإن هذا الموسم أيضا سيشهد صراعا بين بايرن ودورتموند وسيكون الفارق ضئيلا جدا. وقال كولر لشبورت بيلد "لقد لعبت للفريقين بكل سرور لكن قلبي يميل لدورتموند قليلا."
الخبراء يرشحون دورتموند غالبا لينافس بايرن ويصبح وصيفا له. وقد تمكن دورتموند مؤخرا (13 أغسطس) من الفوز على بايرن في مباراة كأس السوبر. ولا عجب في ذلك، فدورتموند لديه يورغين كلوب، أبرز المدربين الألمان حاليا. ولديه كوكبة من النجوم الشباب بينهم من شارك منتخب ألمانيا الفوز بكأس العالم، كماتس هوميلس، وماتياس غينتر وإريك دورم، وكيفين غروسكرويتس. وغير هؤلاء هناك الفنان الموهوب ماركو رويس الذي أصبح الآن جاهزا للعودة للملاعب بعد الإصابة التي حرمته من الذهاب إلى البرازيل.
ولدى دورتموند أيضا الأرمني الخطير هنريك مختاريان. كما أنه عوض رحيل ليفاندوفسكي إلى بايرن بالتعاقد مع الإيطالي شيرو إيموبيله هداف الدوري الإيطالي، الذي يعد أغلى وافد على البوندسليغا هذا الموسم. ويضاف إلى هؤلاء سيباستيان كيل الذي كان قائدا للفريق عندما فاز دورتموند بالدوري عام 2012. ولدى كيل دافع مهم للفوز، فوفقا لتصريحه لشبورت بيلد: "هذا الموسم بالنسبة لي شخصيا موسم من نوع خاص جدا فأنا الآن عمري 34 عاما وهو نهائيا الموسم الأخير لي... سيكون طبعا أمرا جميلا أن أختم مشواري بالتتويج بلقب". ويعترف كيل بصراحة: "لكن بايرن ميونيخ يبقى المرشح الأكبر".
من جهته قال يورغين كلوب في حوار مع مجلة كيكر: "بايرن سيدافع عن اللقب، أما هدفنا فيبقى هو التأهل المباشر لدوري أبطال أوروبا". لكن يورغين كلوب الذي فاز مع دورتموند بلقب الدوري في 2011 سبق له أن صرح قبل انطلاق موسم 2011/2012 بأنه لا يهمه الدفاع عن لقبه وإنما أن يستمتع اللاعبون والجماهير بلعب كرة القدم. وفي نهاية الموسم كان كلوب يحمل درع الدوري للمرة الثانية على التوالي، فهل سيفعلها هذا الموسم؟ من يعش سيرى!