منذ حفل توزيع جوائز الأوسكار الأول عام 1929 كرّمت أكاديمية هوليوود مئات الأفلام والمخرجين. وسرعان ما لفّ النسيان عددا ليس قليلا منهم. لكن بعضهم أسهم في تغيير تاريخ السينما. حصلوا على الجائزة باعتبارهم رموزا لعصرهم، وذلك عبر تطرّقهم لمواضيع شائكة وتركيزهم على إحداث تغييرات في مجتمعاتهم. برنامج "واحة الثقافة" يُقدّم عشر أفلام نالت جائزة الأوسكار، ويُبرز أهميتها التاريخية ـ مثل فيلم "ذهب مع الريح" الذي أٌنتِج عام 1939. يتعرّض هذا الفيلم حاليا للسخرية بسبب تجميله للعبودية والتمييز العنصري. لكنه في ذات الوقت يعدّ علامة فارقة في تاريخ السينما: فهو أول فيلم حصلت فيه ممثلة أمريكية سوداء من أصول أفريقية، أي هاتي ماكدانيال على جائزة الأوسكار ـ ومهّد ذلك الطريق لعدد كبير من الممثلين والممثلات السود لدخول هوليوود.
ورغم ذلك كان الحصول على جائزة الأوسكار لعقود طويلة حكرا على نخبة هوليوود، أي الدائرة الضيقة التي تبدو ملامح شخصيتها كالتالي: رجل، ومعجب بنفسه، وأبيض. لكن حدث الاختراق في عام 2017 بفوز فيلم "ضوء القمر" للمخرج باري جينكينز بجائزة الأوسكار: تكريم لفيلم يتناول قصة شاب مثلي أسود اعتبره الكثيرون علامة على الاحتفاء بعالم أفلام السينما الأمريكيين الأفارقة.
لكن مازال يتعيّن على هوليوود وأكاديميتها فعل الكثير فيما يتعلق بالتنوّع. إذ لا تزال الأقليات العرقية والنساء قليلة التمثيل بحدّة. من الصعب التصديق أن المخرجة السينمائية كاثرين بيغلو كانت أول مخرجة سينمائية على الإطلاق تحصل على جائزة الأوسكار في عام 2010 عن فيلمها الحربي "خزانة الألم". وكان حصولها على الجائزة قد أثار نقاشات حول المساواة بين الجنسين في إنتاج الأفلام.
جوائز الأوسكار كانعكاس لصورة المجتمع: برنامج "واحة الثقافة" يتناول عشرة أفلام فائزة بالأوسكار، وهي أفلام ليست لا تكتفي بكونها ترفيهية فقط، بل إنها أفلام أسهمت في إحداث تغييرات ما في السينما، وربّما العالم أيضا.