واشنطن تفضل تسوية صامتة لأزمة التجسس مع برلين
١٢ يوليو ٢٠١٤لم تخف الولايات المتحدة انزعاجها من رد فعل السلطات الألمانية في قضية التجسس التي دفعت برلين إلى طرد مدير الاستخبارات الأميركية من ألمانيا؛ فحول قرار برلين الرد علنا على اكتشاف وجود جاسوسين يعملان لصالح الولايات المتحدة داخل جهاز الاستخبارات الخارجي الألماني ووزارة الدفاع، أظهر المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ايرنست ليلة الجمعة (12 يوليو/ تموز) وضوحا أكبر بخصوص الموقف الأميركي بعدما رفض طوال الأسبوع الجاري التعليق في شكل محدد على القضية.
وأوضح المتحدث أن "حليفين يملكان أجهزة استخبارات متطورة مثل الولايات المتحدة وألمانيا يفهمان بدرجة معينة من التفاصيل ما تستدعيه بالضبط هذه العلاقات وأنشطة الاستخبارات"، مضيفا أن "الطريقة الأكثر فاعلية لمعالجة الخلافات هي المرور بالقنوات الخاصة القائمة وليس بوسائل الأعلام". وردا على سؤال عما إذا كان كلامه يعني انتقادا للسلطات الألمانية قال ارنست "اترك لكم مسؤولية التفسير".
من جهته، انتقد مايك روجرز رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي ألمانيا بشدة بسبب طردها لممثل الاستخبارات الأمريكية في برلين، ووصفه بأنه "نوبة من غضب الأطفال" تهدد التعاون الاستخباراتي الأمريكي الألماني. وقال روجرز، وهو سياسي جمهوري لشبكة "سي ان ان" الإخبارية، الجمعة إن المعلومات الأمريكية "أنقذت حياة مواطنين ألمان"، منتقدا برلين لكونها تتجنب إجراء "محادثة أشخاص راشدين". وتابع "المشكلة أن (ألمانيا بها) جواسيس إيرانيين، كما أن بها جواسيس روس. لا أرى أنهم مهتمون بطرد ممثلي استخباراتهم".
وكانت الحكومة الألمانية قد طالبت يوم أمس الخميس ممثل الاستخبارات الأمريكية في برلين بمغادرة البلاد، معللة موقفها بالتطورات الخطيرة في التحقيقات ضد جاسوسين في وكالة الاستخبارات الألمانية (بي إن دي) ووزارة الدفاع الألمانية. وذلك عقب فضيحة التجسس المتورطة فيها وكالة الأمن القومي الأمريكية (إن إس إيه) والتي كشف النقاب عنها قبل حوالي عام وطالت مسؤولين كبار على رأسهم المستشارة أنغيلا ميركل، التي كان هاتفها المحمول ضحية عملية تصنت ممنهجة. وزادت الفضيحة الجديدة من حجم الضغوط الملقاة على عاتق ميركل لاتخاذ تدابير ضد الولايات المتحدة.
تحقيقات جارية
ويجري الادعاء العام الألماني حاليا تحقيقات ضد جاسوس في وزارة الدفاع الألمانية يشتبه في قيامه بإمداد ممثل الاستخبارات الأمريكية في برلين بمعلومات. كما تمّ توقيف موظف لدى وكالة الاستخبارات الألمانية في السجن بتهمة إمداد أجهزة إستخباراتية أمريكية بمعلومات سرية. وحول الموظف بوزارة الدفاع، أكد الأمريكيون أنه كان على اتصال بمسؤول بوزارة الخارجية الأمريكية وليس وكالات مخابرات أمريكية مما يثير تساؤلات بشأن ما إذا كان أي تجسس قد حدث. وأضاف المسؤولون الأمريكيون المطلعون على تفاصيل القضية إن الإدارة الأمريكية تعتقد بأن العلاقة بين مسؤول الدفاع الألماني ومسؤول الخارجية الأمريكية كانت صداقة.
ومن المنتظر أن يسعى وزير الخارجية الألماني ونظيره الأمريكي إلى مناقشة هذا الملف في إطار الإجتماع المرتقب يوم غد الأحد بالعاصمة النمساوية فيينا في إطار المحادثات حول البرنامج النووي الإيراني. وقال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير في مؤتمر صحافي "نريد إعادة تنشيط شراكتنا وصداقتنا على أسس صادقة، ونحن جاهزون لذلك. هذه ستكون الرسالة التي سأبلغها نظيري الأميركي جون كيري حين أقابله نهاية الأسبوع الحالي في فيينا". ولم يشكك الوزير الألماني في أنه ورغم "أحداث الأسابيع الأخيرة المقلقة"، إلا أن "شراكتنا مع الولايات المتحدة لا جدال فيها".
و.ب/ م.س (د.ب.أ؛ أ.ف.ب)