وجهة نظر: الرئيس ترامب والمخاوف التي يثيرها في بكين
٢٤ نوفمبر ٢٠٢٤يبدو أنه الاجتماع الأخير الأخير للرئيس جو بايدن خلال توليه الحكم مع حاكم الصين مدى الحياة شي جينبينغ، هذا الاجتماع حصل على هامش قمة مجموعة العشرين في البرازيل. وفي هذه القمة انصب اهتمام المشاركين بموضوع واحد: وهو ما تأثير سياسات الرئيس الأمريكي القديم الجديد دونالد ترامب على بلدانهم؟ في بكين رأى معظم المحللين أنه لا فرق بالنسبة للجمهورية الشعبية سواء انتقل دونالد ترامب أو كامالا هاريس إلى البيت الأبيض. لأن المرشحين وحزبيهما متشابهان للغاية بشأن سياستهما تجاه الصين.
ترامب يصنع الفارق
لكن هل أخطأت بكين في حساباتها وستفتقد جو بايدن؟ لأنه على عكس الجمهوريين، فإن الديمقراطيين يؤيدون أسلوباً بناء وأكثر استعداداً للحوار، حتى لو كان هذا لا يجلب أي مزايا للولايات المتحدة، بل للرئيس الصيني وحاشيته. لأنه يمنح الصين الوقت الذي تحتاجه من أجل فصل نفسها اقتصادياً عن بقية العالم وربما أيضاً لإعداد جيش كامل وغزو جمهورية تايوان الجزيرة الديمقراطية الحرة، وفرض حصار كامل على بحر الفلبين الشمالي. وتطالب بكين بشكل غير قانوني بالسيادة على تايوان.
ربما كان الكلام الذي وجهه شي جينبينغ إلى بايدن في البرازيل موجه في الواقع إلى دونالد ترامب. إذ شدد على ضرورة عدم تدخل واشنطن في "مسألة تايوان"، كما تسميها بكين، تماما كما تفعل في الصراعات الأخرى التي خاضها جينبينغ تقريبا مع جميع الدول الآسيوية خلال اثنتي عشرة عاماً من توليه منصبه. وربما لا يتأثر الرئيس الأمريكي الحالي، دونالد ترامب، الذي هدد بكين بزيادة أخرى في الرسوم الجمركية العقابية على السلع المستوردة الصينية بنسبة 60 في المائة، بمثل هذه الإيماءات التهديدية. لأن الرئيس الصيني سيكون في وضع اقتصادي وسياسي أكثر صعوبة في عام 2024 مقارنة بعام 2016.
اقتصاد الصين يهتز
في الوقت نفسه سجل الاقتصاد الصيني انخفاضاً في معدل النمو بأقل من الهدف بنسبة 5.5 في المائة الذي حددته الحكومة العام الماضي. فيما تتجاوز البطالة بين الشباب 20 بالمائة. بالإضافة إلى العديد من جرائم القتل التي ارتبطت بالوضع الاقتصادي المتوتر. كما حدث الأسبوع الماضي، عندما قاد رجل سيارته وسط حشد من تلميذات المدارس يتدربن في ملعب رياضي في تشوهاي، جنوب الصين.
يعد شي مسؤولاً أيضاً عن انهيار سوق العقارات والأزمة المصرفية والذي أدى بدوره إلى تراجع الاستهلاك المحلي. وبهذا تحطم حلم شي جينبينغ في تحقيق الاستقلال الاقتصادي للصين. ولهذا السبب حاول الزعيم المتفرد بالسلطة في البرازيل أيضاً التودد إلى الأوروبيين وعرض عليهم الوصول المجاني إلى السوق الصينية. لكن رؤساء صينيين آخرين قبله سبق وأعطوا هذا الوعد. لكن في الواقع، لم تتمكن الشركات غير الصينية قط من الوصول إلى السوق الصينية.
دعم أقل لأوكرانيا وتشدد أكثر ضد الصين؟
في الوقت الحالي، يبدو أن الرئيس الأمريكي القديم والجديد ترامب سيتمسك بسياسته تجاه الصين في ولايته الثانية. ويدل على ذلك أن مايك والتز، الاختيار الأول لترامب لمنصب مستشار الأمن القومي، هو واحد من أبرز الصقور المناهضين للصين والأمر نفسه ينطبق على وزير الخارجية المعين مارك روبيو.
ومن غير المرجح أن يقوم دونالد ترامب بإرسال المزيد من القوات الأمريكية للدفاع عن تايوان، لكن هناك مؤشرات على تقديم أقصى قدر من الدعم للجزيرة الديمقراطية. لأن المتشددين في عهد ترامب يطالبون بخفض الدعم المقدم لأوكرانيا أو حتى التخلي عنه، وذلك حتى يمكن استخدام الموارد التي يتم توفيرها ضد الصين. حسابات الموارد هذه، لم يكن لها تواجد في عهد جو بايدن، الأمر الذي كان سيترك للصين المزيد من الخيارات. ولذلك يمكن القول أن شي سيفتقد بايدن.
أعدته للعربية: إيمان ملوك