وجهة نظر: الغرب يتلاعب بالقوانين وإيران تماطل
٢٣ أغسطس ٢٠٠٦من لا يلعب حسب القوانين يتم حرمانه من اللعب أو طرده بالكامل. هذا الأمر لا ينطبق على مجال التسلية والترفيه فحسب، وإنما على عالم السياسة أيضا. الولايات المتحدة تحاول منذ زمن الإيحاء بذلك في سياق النزاع النووي مع إيران. أما الآن فهي ودول أوروبية أخرى كثيرة، مقتنعة تمام الاقتناع بأن إيران تلعب بأوراق مغشوشة ولا تستحق الثقة لهذا السبب. وعليه لابد من معاقبتها على هذا السلوك. وحتى إن كان لم يتم حتى الآن الإعلان عن أية تفاصيل، فمن المؤكد أن إيران سوف يتم إدانتها من جديد، لأنها لا تلعب حسب الطريقة المنتظرة منها.
في هذا السياق على الولايات المتحدة وأوروبا تقبل الاتهام الموجه لهمها بالتلاعب في "قوانين اللعب" حسب مصلحتهما بهدف الضغط على إيران. فالسفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة جون بولتون صرح أن طهران لا تلتزم بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وعليه لابد من إيقافها. ومن جديد تم تقبل تلك التصريحات رغم أن هذه النقطة تشكل صلب النزاع النووي. فلم يحدث منذ سنوات أن قامت إيران بمخالفة بند من بنود المعاهدة التي وقعت عليها.
غير الولايات المتحدة وإسرائيل إضافة إلى الاتحاد الأوروبي لا يريدون تصديق ذلك بعد، وهم يعللون فرضيتهم بالتالي: إن دولة غنية بالبترول مثل إيران لا تهتم بالطاقة النووية إلا لسبب واحد وهو تصنيع أسلحة نووية. وقد كسبت تلك النظرية تأييدا متزايدا في السنوات الماضية لأن إيران تحاول منذ ذلك الحين كسب الوقت بدلا من اقتراح حلول. ويبدو أن الرد الإيراني الذي جاء يوم الثلاثاء مجرد محاولة أخرى لكسب الوقت.
ولكن رد إيران وكذلك سياسة المماطلة التي تتبعها لا يثبتان السعي الإيراني نحو امتلاك أسلحة نووية. ولا يوجد حتى الآن أدلة على هذا السعي. لهذا فقد كان على مجلس الأمن الاتفاق على طريقة أكثر تساهلا للتعامل مع إيران. وكان من الأفضل عدم إعطائها مهلة أخيرة. فقد تم بذلك تقوية القوى المتشددة فيها بالإضافة إلى عرقلة التفاهم والتشكيك في جدوى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية. ما هي قيمة معاهدة إذا فسرت أطرافها لبنودها حسب هواها؟
لهذا لا يجب ولا يُسمح باتهام طرف واحد فقط بمسئوليته عن عدم التقدم في النزاع النووي. فمجلس الأمن وألمانيا انقادا فيما يبدو وراء الولايات المتحدة بكل سهولة، وهما يتناسيان في ذلك المبادئ الأولية للسياسة والدبلوماسية. أما عن إيران فهي تماطل ولا تعطي إجابات واضحة. وبغض النظر عن ذلك لا تبذل أي جهود من أجل هدم الشكوك المحيطة بها من قبل الدول الأخرى.
رغم ذلك يجدر القول: إذا أعلنت إيران استعدادها للتفاوض لابد من الترحيب بذلك. ولكن تلك الإجابة كان يجب إعطاؤها قبل ثلاثة أشهر. منذ ذلك الحين تمت إضاعة كثير من الوقت الثمين، بينما ازدادت الريبة نحو إيران.
بيتر فيليب